[الأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر حفظه الله]
ـ[فياض علي]ــــــــ[14 - 05 - 2010, 02:56 م]ـ
د. عبد الكريم الأشتر
ولد في حلب سنة 1929.
تعلم في مدارسها حتى نال منها شهادة الدراسة الثانوية سنة 1984، على أنه عمل في التعليم في ريف حلب بعد أن نال شهادة الدراسة الإعدادية، انتسب في دمشق إلى كلية الآداب وإلى المعهد العالي للمعلمين (كلية التربية اليوم) وتخرج منها سنة 1952. فعيّن مدرساً في ثانويات حلب لمدة أربع سنوات، سافر بعدها إلى القاهرة، فنال شهادة الماجستير في الأدب العربي الحديث سنة 1960. من معهد الدراسات العربية العليا، وشهادة الدكتوراه في الأدب العباسي من جامعة عين شمس سنة 1962، وكان وقتها معيداً في معهد الدراسات العربية العليا (معهد البحوث والدراسات العربية). عين مدرساً في جامعة دمشق سنة 1963، وارتقى فيها إلى درجة الأستاذية سنة 1974. وسافر خلالها إلى الجزائر فعمل في جامعة وهران أربع سنوات (1969 - 1973)، أحيل إلى الاستيداع سنة 1979، فعمل في جامعة دولة الإمارات العربية المتحدة لمدة سنتين1981، عاد بعدها إلى جامعة دمشق فظل فيها إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1988.
مثّل جامعة دمشق في مؤتمرات علمية دولية عديدة خارج القطر.
سمي عضواً مراسلاً لمجمع اللغة العربية بدمشق.
عضو جمعية النقد الأدبي.
مؤلفاته:
1 - التسهيل في دراسة الأدب العربي الحديث (بالاشتراك مع عاصم بيطار) - دمشق.
2 - النثر المهجري وفنونه (جزءان) - القاهرة 1961 (ط2/ 1964 -
ط3/ 1970).
3 - دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل البيت- دمشق 1964 (ط2/ 1967).
4 - شعر دعبل بن علي الخزاعي- دمشق 1964.
5 - نصوص مختارة من الأدب العباسي - دمشق 1965.
6 - غروب الأندلس وشجرة الدر - دراسة نقدية - دمشق 1965.
7 - نصوص مختارة من الأدب العربي الحديث- دمشق 1966.
8 - معالم في النقد العربي الحديث - بيروت 1974.
9 - دراسات في أدب النكبة- دمشق 1975.
10 - التعريف بالنثر العربي - دمشق.
تراجم أعضاء اتحاد الكتاب العرب في سورية و الوطن العربي - الطبعة الرابعة 2000
ـ[فياض علي]ــــــــ[14 - 05 - 2010, 02:57 م]ـ
عبد الكريم الأشتر
عطية مسُّوح 29/ 06/2007
حين قدّم لي الصديق الدكتور هاني الخوري، صاحب دار الرضا للنشر ومركز الرضا للكومبيوتر، مجموعة من إصدارات الدار الأخيرة، وهي عندي هدية ثمينة، توقفتُ عند أثمنها، وهو كتاب لأستاذي الجليل عبد الكريم الأشتر، أظنه آخر ما أصدره حتى الآن، طال عمره واستمر نتاجه النافع رفداً للمكتبة العربية.
يحمل الكتاب عنوان: "في ديوان العرب"، وهو أحاديث في الشعر والشعراء من الجاهلية إلى العصر الحديث. والكتاب الذي حظيتُ به هو الجزء الثاني (عن العصر العباسي والعصر المملوكي)، لم ألبث أن بدأت بقراءته وأنا في الطريق من دمشق إلى حمص، ولم أتركه إلى سواه أياماً حتى أنجزت قراءته، فهو، كغيره من كتب أستاذنا الأشتر، جذّاب، عذب العبارة أنيق الكلام، تذكرك قراءته بالأحاديث التي كان مؤلفه يلقيها على أسماعنا منذ أربعين عاماً، فتنشدّ عقولنا وأبصارنا إلى ذلك الأستاذ الشاب الجالس على منصة المدرّج، يرتجل محاضرته عن الأدب في العصر العباسي، أو عن أدب المهجر في العصر الحديث، فيعلمك كيف تقرأ الأدب في بيئته وعصره، وتتعرّف إلى البيئة والعصر من خلال الأدب، وينمّي ذائقتك الأدبية بإشاراته إلى مواطن القوة والجمال في الأنموذجات التي يتناولها، ويعرض أفكاره العميقة بأسلوبه البسيط الساحر، فتحبه وتجلّه، وتزداد تعلقاً بتراث أمتك شعراً ونثراً من خلال هذا الأستاذ وأساتذة آخرين ما يزالون في الذاكرة كالدكتور شكري فيصل الذي خسره الأدب والتدريس وهو في ذروة نشاطه، والدكتور شاكر الفحام طال عمره والدكتور إحسان النصّ وحسام الخطيب وسواهم.
لم يسبق لي أن توقفت عن قراءة ما يكتبه الدكتور الأشتر في الصحف المحلية التي أطّلع عليها، وفي كتبه التي أستطيع حيازتها ـ وقد أهداني بعضاً منها حفيده أحمد السمّان، وهو صديق شاب يدرس الطب في جامعة حلب ـ وكنت أجد في تلك المقالات والكتب ما يفيد ويمتع، ولعلي أشير إلى كتابين، عنوان أولهما: فواصل صغيرة في قضايا الفكر والثقافة العربية صدر عام 2002 ـ وهو غني بالمعلومات وحافل بالمواقف الجريئة الواضحة، وعنوان ثانيهما: المقتطف من مجالس الوجد وأحاديث الألفة والسّمر، وهو من أكثر الكتب التي قرأتها جاذبية وإيناساً، يتمنى قارئه، ولا سيما إذا كان من طلاب مؤلفه، أن يجالس هذا الرجل الواسع المعرفة المرن العقل، الخفيف الظل، الفياض لباقة وأنساً، وأن يستمع إليه ويراقب حركاته وانفعالاته، فيفيد منه معرفة وذائقة وإحساساً.
عبد الكريم الأشتر، وأمثاله من كبار الأساتذة في نصف القرن الأخير، لم يأخذوا حقهم من التكريم والاعتراف بالجميل، برغم ما كُتب ويُكتب عنهم. وإذا كان الزمن قد اختلف، وواقع الجامعات، وخاصة كليات الآداب، قد تبدّل تبدلاً جذرياً، من ناحيتي عدد الطلاب وطرق التعليم، فإننا ـ نحن الذين استمرت علاقتنا بالعلم والتعليم ـ ما ننفكّ نقارن بين ما كان وما هو قائم اليوم، وهذا ما دفعني إلى كتابة مقالتي: "برشامات للعلم أم مفاتيح للمعرفة"، وربما كان الأصوب أن أقول: برشامات للنجاح، لأن العلم لا يمكن أن يأتي عن طريق هذه الملخصات الشائهة فنتيجتها الوحيدة هي تخريج طلاب لا يعرفون في مجال تخصصهم إلا القليل القليل.
كان عبد الكريم الأشتر وغيره من أساتذتنا الكبار، يحيلون طلابهم إلى المصادر والمراجع، ويرشدونهم إلى طرق الإفادة منها، ويقدّرون جهد الطالب المثابر على الاستزادة والتعمق، فتركوا بذلك بصمات على عقول أفواج من خريجي الجامعات، وأثراً مهماً في الثقافة العربية الحديثة.
ما يزال الأشتر، وهو يقرع أبواب الثمانين، يعطي القرّاء ثمار عقله النيّر ويفتح أمامهم خزائن ثقافته الثرّة، فشكراً له.
¥