[بشير عبد الغني بركات]
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[13 - 07 - 2010, 09:51 م]ـ
أود أن أعرّف في هذه الزاوية المختصة بأعلام اللغة، بالباحث والمؤرخ المقدسي مولدا ونشأة، الأستاذ بشير عبد الغني بركات، مدير دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون في القدس الشريف. إن من المهم من ناحية التعريف بأعلام اللغة أن لا يقتصر الحديث على المشتغلين منهم بالتعليم، ونغفل أولئك المهتمين بالبحث العلمي. كذلك فإن قنوات خدمة اللغة تتفرع في اتجاهات شتى ولكنها تصب جميعا في مصب واحد مكرس لخدمة هذه اللغة الشريفة. ومن هذه القنوات العديدة قناة تنبع من الاهتمام بتوثيق وفهرسة تراثنا المخطوط المبعثرة كنوزه في خزائن لا يزال الكثير منها يعد الآن مجهولا.
لقد كان لأستاذنا الفاضل دور يلزم التنويه به في هذا الشأن، وهي أنه، ومنذ تولى إدارة هذا الصرح الثقافي، واطلع على قيمة ما تتوفر عليه خزانتة من مخطوطات في التراث العربي الإسلامي العريق، اهتم بإصدار فهرس لهذه المخطوطات لتكون باكوره أعماله في هذا الحقل كتاب:
- فهرس مخطوطات مكتبة دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون والآداب، الصادر بالقدس عام 2002 م. وهو يضم ثبتا بنحو سبعمائة وأربعة وأربعين مخطوطا في علوم الدين والتفسير واللغة وغيرها من العلوم المختلفة، بينها مخطوطات بالتركية والفارسية، ويرجغ تاريخ نسخ أقدمها إلى القرن السادس الهجري.
هذا، ويحتفظ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض بنسخة من هذا الفهرس في إطار جهوده لإنشاء قاعدة باسم "خزانة التراث" التي تشتمل على فهارس المخطوطات الإسلامية في جميع المكتبات والخزانات ومراكز المخطوطات في العالم.
ثم تلا ذلك إصداره في العام التالي لكتاب:
- فهرس مخطوطات الزاوية الأزبكية في القدس
وكان الشيخ عبد العزيز البخاري رئيس الجالية الأزبكية بالقدس قد كلفه بإعداده، ونشر بتمويل من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.
وله بانتظار الطبع فهرسة مجموعة مخطوطات أخرى محفوظة بالقدس، عسى أن ترى النور قريبا.
ثم إن نشاطه في الفهرسة والتوثيق لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أنه في الوقت الحالي يعمل على إصدار فهرس شامل لمقتنيات المكتبة البديرية في القدس التي تضم نحوا من تسعمائة وخمسة وعشرين مخطوطا تتوزع على علوم اللغة والفقه والتصوف.
ويمتد اهتمام هذا الباحث باللغة العربية إلى مجالات أخرى تتصل بالترجمة عن الألمانية التي يجيدها، حيث نجده يتصدى لترجمة بحث بعنوان:
- مدخل إلى كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف للمستشرق الألماني جوتهولد فايل، صدر عن دار الطفل العربي بالقدس عام 2006 م. وهو المدخل الذي وضعه المستشرق مقدمة لتحقيقه لكتاب الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين لأبي البركات الأنباري.
وقد توزعت اهتمامات هذا الباحث الفكرية على مجالات تاريخية وثقافية ودينية شتى، فقد أصدر في عام 1997 م كتابا بعنوان:
- خصومة يوسف النبهاني مع السلفيين والوهابيين والمصلحين
ثم أصدر في عام 1999 م كتابا بعنوان:
- المستشرقون والصحوة الإسلامية
ثم كتابا آخر عام 2004 م بعنوان:
الإسلام عند جوته وتولستوي
تحدث فيه عن قرب هذين العلمين من الدين الإسلامي، وإشادتهما بعظمته. لنجد أنه أخذ بعد ذلك يختط لنفسه دورا جديدا في الحياة الثقافية في القدس هو دور المؤرخ الثقة حتى بات يعرف يلقب بمؤرخ القدس، وهو لقب شريف يستحقه بالنظر إلى جهوده الفضلى في هذا المجال، والتي تؤهله لأن ينضم إلى كوكبة طويلة من المؤرخين الذين شرفهم الله بتوثيق تاريخ هذه الديار المقدسة وأهل الرباط بها. ومن هذه الكتب والإصدارات:
- كتاب القدس الشريف في العهد العثماني
وكان صدر عام 2002 م، وكتاب:
- شخصيات القدس في القرن العشرين
الصادر مؤخرا عام 2010م.
وأخيرا، وليس آخرا، كتابه الموسوعي الكبير:
- مباحث في التاريخ المقدسي الحديث
- وقد صدر في عدة أجزاء، أولها عام 2005 م، والثاني عام 2006 م، والثالث عام 2010 م
المصدر: موقع باب العرب
وللباحث باب فيه يحرره بعنوان: باب الدراسات المقدسية