تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رفاعة الطهطاوي]

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[10 - 06 - 2006, 01:26 ص]ـ

[رفاعة الطهطاوي]

(الشيخ الأزهري)، (المرجع الفقهي لبعثة محمد علي)

رفاعة رافع الطهطاوي من أسرة متوسطة الحال من طهطا يرجع نسبه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو السيد الشريف / رفاعة بن بدوي بن علي بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأمه السيدة / فاطمة بنت الشيخ أحمد فرغلي الأنصاري المتصل نسبه بالأنصار الخزرجية، وهو من أبرز رواد النهضة العربية الحديثة ورائداً للتنوير.

ولد رفاعة الطهطاوي في مدينة طهطا بمديرية جرجا (سوهاج حالياً) من الإقليم المصري وكانت ولادته في بداية القرن الثامن عشر في 15 أكتوبر سنه 1801 من الميلاد وعاش طفولته متنقلاً من قرية إلى أخرى من قرى الصعيد مع والده الذي سعى لتحفيظه القرآن الكريم وتعلمه المتون والأحاديث حتى أصبح متقناً لها، ولما توفي والده السيد / بدوي جاء رفاعة الطهطاوي إلى القاهرة وعمره خمس سنوات ودخل الأزهر وكان من المجدين في تحصيل العلم، وما لبث سنوات قليلة حتى أصبح من أهل العلم وكان من اشهر أساتذته في الأزهر الشريف الذين تلقى العلم على أيديهم هو الشيخ / حسن العطار، الذي كان شيخاً للجامع الأزهر الشريف في ذلك الوقت، وقد أولى اهتماماً بالغاً بتلميذه رفاعة الطهطاوي لما لمسه فيسه من حدة الذهن والدأب المتواصل في تحصيل العلم، واستمرت دراسة رفاعة الطهطاوي في الأزهر الشريف لمدة ثماني سنوات، وقد عاشها في بؤس وضنك مما تنفقه عليه والدته ببيع ما تملكه من مصاغ وأثاث حتى يتم دراسته وتخرجه من الأزهر الشريف وبعد أن أتم دراسة الأزهر الشريف درس سنتين أخرتين وعين إمامًا وواعظاً لإحدى كتائب الجيش سنة 1824 م. .

وهو من رواد التنوير في عصره مع كل من الكواكبي ومحمد عبده.

البعثة العلمية الكبرى إلى فرنسا

سافر رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا بترشيح من الشيخ / حسن العطار في عهد محمد علي وكان آنذاك في الخامسة والعشرين من عمره، وذلك ليكون المرجع الفقهي للبعثة، سنة 1826، وكان على رأس البعثة التي تضم 44 طالباً مصرياً، ذهبوا لمختلف التخصصات العلمية. ولكنه لم يتفرغ للوعظ والإرشاد والإشراف الديني فقط بل اعتبر نفسه طالباً موفداً لمتابعة التحصيل العلمي فدرس الفرنسية والتاريخ والجغرافيا والأدب والرياضيات والهندسة والفلك والزراعة، وسارع رفاعة الطهطاوي إلى تعلم الفرنسية لكي يتعلم العلوم والآداب وعكف ليلة ونهاره على تعلم العلوم من علم إلى علم في التاريخ وتقويم البلدان وأصول القوانين والهندسة والمعادن وغيرها ومنذ أن وصل الشيخ رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا وأصبح ذهنه مشغولاً بكلمات خمس: مصر، الإسلام، فرنسا، العرب، العلم. وكان البرنامج الذي وضعه الشيخ رفاعة شاقاً، لأنه أعد من الترجمة الفرنسية إلى العربية للعلوم المختلفة في الجغرافيا والتاريخ والطب والهندسة والتعاليم العسكرية وعليه أن يتم برنامجه في خمس سنوات، وفي نهاية السنوات الخمس عقد للشيخ الامتحان النهائي وتقدم للجنة ومعه اثنتي عشر كتاباً أو رسالة ترجمها من الفرنسية إلى العربية والقد أعجب الجميع بتفوق الشيخ الجليل رفاعة الطهطاوي.

وتأثر الطهطاوي بجان جاك روسو وفولتير ومونتسيكو.

وحينما عاد رفاعة الطهطاوي إلى مصر سنة 1831 م. كان أول مترجماً مصرياً يجيد العربية والفرنسية وله إلمام بالطب، وقد تولى الإشراف على مدرسة الألسن وأعمالاً أخرى وقد ملئت نفسه بالهمة والعزيمة والحماس والإقدام وأخرج هو وتلاميذه ألفي كتاب في عشر سنين وتقلب الشيخ رفاعة الطهطاوي في عهد محمد علي منذ عودته من فرنسا في عدة مناصب تولى تدريس اللغة العربية وتدريس اللغة الفرنسية في مدرسة الطب وترجمة العلوم المختلفة، ولبث رفاعة الطهطاوي رئيساً لمدرسة الألسن لمدة 17 عاماً حتى أغلقت المدرسة في عهد عباس الأول، وكان له فضل الإسهام في إنشاء أول جريدة عربية في المشرق كله وهي " جريدة الوقائع المصرية ".

رفاعة الطهطاوي رائداً للنهضة الحديثة 1801 ـ 1873

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير