تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الأستاذ العلامة عاصم بن محمد بهجة البيطار يرحمه الله]

ـ[إبراهيم أبو الحسوس]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 08:37 م]ـ

الأستاذ العلامة

عاصم بن محمد بهجة البيطار يرحمه الله

خليل محمود الصمادي

عضر رابطة الأدب الإسلامي/ الرياض

ودعت دمشق يوم الجمعة 17/ 5/1426 الموافق لـ24/ 6/2005م العلامة الأستاذ عاصم بن محمد بهجة البيطار إلى مقبرة بوابة الميدان بدمشق في الحي الذي ترعرع فيه أن بعد صلى عليه آلاف المشيعين في جامع الدقاق بحي الميدان ظهر اليوم نفسه،. الأستاذ البيطارعلم من أعلام اللغة والأدب ترك بصمات واضحة لدى محبي اللغة والتراث أولع بالماضي، فالماضي كان يعيش فيه دائما؛ فحبه للتراث والأدب جعل منه عالمًا فذًا، فقد كان ـ يرحمه الله ـ صديقًا لعلماء الأمة الأفذاذ فهو سليل مدرسة تراثية عريقة فجده لأمه الشيخ عبد الرزاق البيطار صاحب الكتاب الشهير حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، والذي يعد أهم مرجع للتراجم في ذلك القرن، ووالده الشيخ العلامة محمد بهجة بن محمد بهاء الدين البيطار خطيب جامع الدقاق بدمشق في حي الميدان، العالم الفقيه، والمصلح الأديب، والمؤرخ الخطيب، ولد بدمشق في أسرة دمشقية عريقة، جدها الأعلى جاء من الجزائر، وطاب له المقام في دمشق. وجده لأبيه الشيخ محمد بهاء الدين كان من شيوخ دمشق، ومن مشايخ الصوفية الغلاة، يقول الطنطاوي:" ومن أعجب العجب، أن والد الشيخ بهجة كان صوفياً من غلاة الصوفية، القائلين بوحدة الوجود، على مذهب ابن عربي، وابن سبعين والحلاج ... " [رجال من التاريخ ص416 - 417] نشأ محمد بهجة في حجره، وتلقى عليه مبادئ علوم الدين واللغة .. ثم درس على يد أعلام عصره، مثل: جمال الدين القاسمي، محمد الخضر حسين، محمد بن بدران الحسني، محمد رشيد رضا .. قال عاصم عن أبيه " وكان والدي ملازماً للشيخ جمال الدين القاسمي، شديد التعلق به، وكان للشيخ – رحمه الله- أثر كبير، غرس في نفسه حب السلفية ونقاء العقيدة، والبعد عن الزيف والقشور، وحسن الانتفاع بالوقت والثبات على العقيدة، والصبر على المكاره في سبيلها، وكم كنت أراه يبكي وهو يذكر أستاذه القاسمي"وقد اختير الشيخ "بهجة البيطار" في جمعية العلماء، ثم في رابطة العلماء في دمشق. وتولى الخطابة والإمامة والتدريس في جامع "القاعة" في الميدان خلفاً لوالده، ثم في جامع "الدقاق" في الميدان أيضاً، استمر فيه حتى وفاته. تنقل في وظائف التدريس في سوريا والمملكة العربية السعودية ولبنان، كما أنه درّس في الكلية الشرعية بدمشق: التفسير والأخلاق، ودرّس كذلك في دار المعلمين العليا وفي كلية الآداب في دمشق .. وبعد التقاعد قصر نشاطه على المحاضرات الجامعية والتدريس الديني. وكان الشيخ عضواً في مجمع اللغة العربية، ومشرفاً على مجلته.

سافر للمملكة العربية السعودية وحضر مؤتمر العالم الإسلامي في مكة المكرمة عام 1345هـ، رآه الملك عبد العزيز فأبقاه وفجعله مديراً للمعهد العلمي السعودي في مكة، ثم ولاه القضاء، فاشتغل به مدة ثم استعفاه، فولاه وظائف تعليمية، وجعله مدرساً في الحرم، وعضواً في مجلس المعارف .. ثم دعي الشيخ لإنشاء دار التوحيد في الطائف. أما الأستاذ عاصم فقد ولد في دمشق عام 1927م ودرس في مدارسها الابتدائية والمتوسط والثانوية، ولحق بوالده إلى المملكة العربية السعودية حيث درَّس عامين في دار التوحيد (1944ـ1946م) لم يكن حينئذٍ قد تجاوز الثامنة عشرة من عمره!! و ذلك قبل دراسته الجامعية، لكن همة الرجولة التي غرسها الشيخ في ابنه جعلته يجتاز الصعاب ويشق العباب، ثم عاد إلى دمشق حيث أتم دراسته الجامعية في جامعتها فنال إجازة اللغة العربية وتخرج فيها عام (1952) م ونال الدبلوم في التربية وأهلية التعليم الثانوي في العام نفسه. ولما استقر الشيخ الوالد محمد بهجة في دمشق غدا منزله ملتقى للأدباء والشعراء والعلماء يقول ولده عاصم عن ذلك المجلس وعن ذكرياته أيام الصبا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير