تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الدكتور إبراهيم أنيس]

ـ[بل الصدى]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 08:51 م]ـ

أرجو أن تترجموا للأستاذ الكبير المرحوم بإذن الله الدكتور إبراهيم أنيس

أحمد تمام

كانت مدرسة دار العلوم ( http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/08/article14.shtml) نبتة طيبة، زرعها رجل نابه هو "علي باشا مبارك"، فاستحالت هذه النبتة المباركة في سنوات معدودة إلى شجرة سامقة، كثيرة الفروع والأغصان، طيبة الثمار، وقد امتد ظلها الظليل ليشمل مصر والعالم العربي بما أمدتهما من أساتذة للغة العربية، يقومون بتدريسها في المدارس والمعاهد، ويندر أن تجد أحدًا لم ينتفع بأحد خريجي هذا المعهد العتيد (دار العلوم)، أو يدرس على يديه، أو يقرأ كتابًا له.

وإذا كان بعض الباحثين يعظمون دور بعض رواد النهضة الأدبية والفكرية في مصر، ويرون في نتاجهم نقلة حضارية أخذت مصر إلى القرن العشرين، فإنهم يجانبون الحقيقة والصواب، ويبتعدون عن الموضوعية حين يغفلون دور المؤسسات التعليمية، مثل: مدرسة دار العلوم، ومدرسة القضاء الشرعي، فدورهما في إثراء الحياة الأدبية والفكرية لا ينكر، وإذا كانت مدرسة القضاء الشرعي قد أُغلقت فإن دار العلوم لا تزال تؤدي رسالتها حتى اليوم، وإن كانت أبطأ خُطًى عما كانت من قبل.

وقد شاركت دار العلوم في إثراء الفكر والأدب بإنتاج ثريٍّ غزير. وإذا كان بعضه لم يأخذ ما يستحقه من التقدير والإجلال والشهرة وزيوع الصيت فإن ذلك يعود إلى طبيعة الحياة الأدبية في مصر التي تعتمد على الصحافة في الزيوع والتأثير. ويتعجب المرء حين يرى نوابغ دار العلوم من أصحاب العلم والبيان والبحث والدرس يُعرض عنهم، وتُطوَى صفحاتهم، ويُغفَل دورهم عن قصد أو عن غير قصد، لكن أصحاب البصيرة والعقل الراشد يدركون ما أدوه من رسالة وما قاموا به من جهد مشكور.

وإذا أردت أن تدرك جهاد مدرسة دار العلوم فحسبك أن تعلم أن من بين خريجيها وأساتذتها كان "أحمد الإسكندري" و"أحمد العوامري" و"عباس حسن" في الدراسات النحوية، و"أحمد ضيف" و"أحمد الحوفي" و"علي النجدي ناصف" في الدراسات الأدبية، و"إبراهيم بيومي مدكور" و"محمود قاسم" في الدراسات الفلسفية، و"محمد غنيمي هلال" في الدراسات الأدبية المقارنة، و"إبراهيم أنيس" و"تمّام حسّان" في الدراسات اللغوية، و"علي الجارم" و"علي الجندي" و"محمود حسن إسماعيل" من شعرائها الفحول، و"حسن البنا" و"سيد قطب" و"محمد عمارة" من رواد الفكر والإصلاح، و"عبد السلام هارون"، و"محمد أبو الفضل إبراهيم الإبياري" من رواد فن تحقيق التراث.

وما ذكرته إنما هو حبات قليلة في عقد عظيم يزين جِيدَ مصر، ويزيده بهاء وحسنًا. و"إبراهيم أنيس" واحد من تلك الحبات اللامعة التي نبغت في الدراسات اللغوية، وقد عُدَّ رائدا لها في مصر والعالم العربي.

المولد والنشأة

شهدت مدينة القاهرة مولد إبراهيم أنيس سنة (1324 هـ = 1906م)، وقد نشأ في أسرة كريمة يقوم عائلها على تربية أولاده تربية كريمة وتعليمهم تعليمًا راقيًا. ولما اشتد عوده بدأ رحلته للتلقي والدرس؛ فالتحق بإحدى المدارس الابتدائية، وبعد ذلك انتقل إلى المدرسة التجهيزية التي كانت ملحقة بدار العلوم، وعندما حصل منها على شهادة الدراسة الثانوية انتقل إلى دار العلوم العليا وتخرج فيها سنة (1349 هـ = 1930).

وكان له إبان هذه الفترة نشاط أدبي؛ حيث كان ينظم القصائد الشعرية، ويكتب المسرحيات التاريخية والاجتماعية، وكان يهوى التمثيل أيضا، ويذكر الدكتور "مهدي علام" أن إبراهيم أنيس كان رئيسًا لجمعية التمثيل بدار العلوم، وأنه كتب تمثيلية بقلمه بعنوان "الشيخ المتصابي"، قام بدور البطولة فيها.

البعثة إلى إنجلترا

عمل "إبراهيم أنيس" بعد تخرجه مدرسًا في المدارس الثانوية. ولمَّا أعلنت وزارة المعارف مسابقتها لاختيار بعثة دراسية إلى أوربا تقدم لها، وفاز بها وسافر إلى إنجلترا للحصول على الدكتوراه، وفي جامعة لندن حصل على درجة البكالوريوس في الآداب سنة (1358 هـ = 1939م)، ثم دكتوراه الفلسفة في الدراسات اللغوية السامية سنة (1360 هـ = 1941م)، ولم تصرفه دراسته الجادة عن العمل الاجتماعي، فقد كان له دور بارز فيه، فانتخب رئيسًا للنادي المصري بلندن، يدير أعماله ويدير شؤونه.

العمل في الجامعة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير