تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العلامة: سعيد الأفغاني رحمه الله]

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[14 - 05 - 2010, 05:16 ص]ـ

في طبعي هُيامٌ بالحرِّية والصَّراحة، وكثيراً ما أتنكب الطَّريق الأسلم في سبيل الجهر بما أرى أنَّه الحقُّ في العقائد والأشخاص، متحمِّلاً بصبرٍ وطمأنينة ما أجرُّ على نفسي من عناءٍ وعداء. وهذا بلاءٌ حتمٌ لا مفرَّ منه لمن خُلق صريحاً وحاول غير ذلك ما استطاع".

هذا ما كتبه الأستاذ سعيد الأفغاني عن نفسه ..

إن مفتاح شخصية الأفغاني هو إيمانٌ بالإسلام وتمسُّكٌ به في جميع المواقف، وحبٌّ للغة العربية ينطلق صاحبُه منه بحماسةٍ وإخلاصٍ لرعايتها والدِّفاع عنها ونشرها وتعليمها، وكره من يعاديها من بعيد أو قريب.

لمحاتٌ من حياته:

ولادته ونشأته:

هو محمد سعيد بن الحاج محمد جان الأفغاني، هاجر والده من كشمير، ونزل دمشق واستقرَّ فيها، وتزوَّج من أسرة شامية، ورُزق بابنه محمد سعيد الذي ولد عام 1909م.

نشأ الطِّفل محمد سعيد في كنف والده، وكان أبوه متديِّناً صالحاً، وإن كان لا يُحسن العربية.

وكان محمد سعيد كثيراً ما يذهب إلى المسجد الأموي، إما برفقة والده، أو حين يقطعه من بيته في حي العمارة شمالي الجامع إلى مكان عمل والده في حي البزورية جنوبيه.

رحلته العلمية:

في هذه البيئة الشَّامية الإسلامية الأصيلة، نشأ محمد سعيد الأفغاني، وتفتَّحت عيونُه على الكتاتيب المنتشرة في أحيائها، كما تفتَّحت عيونه على ما كان يشاهد في الجامع الأموي من دروسٍ لا تنقطع طوال النهار.

وفي هذه الدُّروس المسجدية عرف أستاذَه (الشيخ أحمد النُّويلاتي)، وفي حلقة هذا الشيخ عرف صديقَه (الشيخ علي الطنطاوي).

والشيخ النويلاتي عالمٌ دمشقيٌ عاملٌ، ومصلحٌ فاضلٌ، قرأ على الشيخ طاهر الجزائري وتأثَّر بآرائه الإصلاحية، وقد قرأ عليه الأفغاني العربيةَ وعلوم الدِّين.

بدأ محمد سعيد الأفغاني تعليمه الرَّسمي منذ طفولته، إذ أدخله والدُه مدرسة الإسعاف الخيري في السَّابعة من عمره، ثم تابع دراسته الإعدادية والثانوية بعد ذلك في مدرسة التَّجهيز ودار المعلمين التي كانت تُسمَّى آنذاك (مكتب عنبر)، وتخرَّج فيها حتى عام 1928م، والتحق بمدرسة الآداب العليا في الجامعة السُّورية.

وفي العام نفسه (1928م)، عيَّنه الأستاذ محمد كرد علي، وكان وزيراً للمعارف، معلماً في مدرسة (منين) الابتدائية، تنقَّل بعدها بين عدَّة مدارس، حتى استقرَّ به المقام عام 1941م في مدرسة التَّجهيز الأولى بدمشق.

ولما أُنشئت كلية الآداب في الجامعة السُّورية، عُيِّن الأستاذ الأفغاني فيها أستاذاً مساعداً، ثم أُرسل عام 1946م إلى القاهرة للتَّحضير لدرجة الدُّكتوراه موفَداً من وزارة المعارف، ووافقت جامعةُ فؤاد الأول بعد أن نجح في اختبارات القبول، على قيده للتَّحضير لدرجة الدكتوراه في كلية الآداب (قسم اللُّغة العربية) من العام الدراسي 1947 – 1948م.

عاد الأفغاني إلى دمشق دون أن يتمَّ العمل في برنامج الدكتوراه، وانقطع لتدريس اللُّغة العربية في كلية الآداب في جامعة دمشق، وتدرَّج في الوظائف: أستاذاً مساعداً منذ 1948م، ثم أستاذاً بلا كرسي عام 1950م، ثم أستاذ كرسي اللُّغة العربية سنة 1957م، وعميداً لكلية الآداب نهاية سنة 1961م إلى نهاية سنة 1963م، وأحيل إلى التَّقاعد بنهاية سنة 1968م.

وكُلِّف الأستاذ الأفغاني, بالإضافة إلى عمله، القيامَ بدروس التَّطبيقات العملية في المعهد العلي للمعلِّمين.

ودعته الجامعة اللبنانية أستاذاً محاضراً، فاستجاب لدعوتها، ووضع لطلابها كتباً في قواعد اللُّغة العربية.

ثم تعاقدت معه الجامعة الليبية في بنغازي، حيث بقي عدَّة سنواتٍ أستاذاً ورئيساً لقسم اللُّغة العربية، ومشاركاً في رئاسة تحرير مجلَّة كلية الآداب.

وكانت آخر أعماله في سلك التَّدريس، أستاذاً للَّغة العربية في جامعة الملك سعود بالرياض، وبقي فيها حتى بلغ الخامسة والسبعين، فعاد إلى دمشق وخلد للرَّاحة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير