تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمعاصر في مصر وأفرد أعمالاً لاعلام هذا الأدب فحرر كتباً عن محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وعباس محمود العقاد.

وقد رصد شوقي ضيف ـ في الأربعينات ـ التطور التاريخي للشعر والنثر العربيين منذ بواكيرها الأولى حتى العصر الحديث في عملية «الفن ومذاهبه في الشعر العربي» و «الفن ومذاهبه في النثر العربي» مستلهماً المنهج التاريخي عند استاذه طه حسين، كما استلهم تاريخ جورج سانتسبري لتطور الذوق الأدبي الأوروبي، وتبدي هذا الاستلهام ـ كما يشير الدكتور عبد المنعم تليمه ـ في مصطلحاته الثلاثة (الصنعة والتصنع والتصنيع) واحتشد شوقي ضيف في العقود الأخيرة من القرن العشرين لوضع تاريخ شامل كامل للأدب العربي.

ويشير الدكتور عبد الرحيم الكردي في بحثه عن شوقي ضيف (وتاريخ الأدب) إلى منهج شوقي في النظر إلى تاريخ الأدب الذي يجمع بين اتجاهين: الأول النظر إلى تاريخ الأدب بوصفه علماً كما نظر إليه طه حسين وبروكلمان، والثاني تقسيم الأدب إلى عصور كما فهمه القدماء وكما فهمه الرافعي وجرجي زيدان وأحمد حسن الزيات وأحمد أمين، فهو يرى أن هدف تاريخ الأدب هو هدف بحثي نقدي كما يرى طه حسين، وفي الوقت نفسه هدف تعليمي كما يرى أنصار القديم، أما تفسير شوقي ضيف للتاريخ الأدبي فيعتمد على تأثره بالمدرسة الطبيعية التي اتخذت من منهج «تين» اساساً لتفسير التطور الادبي، ويعتمد على ان هناك قوانين ثلاثة يخضع لها الادب في كل أمة وهي الجنس والزمان والمكان، كما يصرح بذلك في مقدمته لكتابه عن العصر الجاهلي، وان كان يرى انه قد تأثر ايضاً بمنهج سانت بيف الذي شغف به استاذه طه حسين، وبمنهج برونتير، وبالمنهج الانساني السيكولوجي، لكن المدقق في كتب شوقي ضيف التاريخية يلاحظ انه قد استخدم المنهج الأول بصورة أساسية ولم يستخدم المناهج الثلاثة الأخرى إلا بوصفها أدوات، حيث يربط بين البيئة والحالة السياسية والاجتماعية والادب ربطاً علمياً، ويربط بين الحدود التاريخية وحدود الاطوار الادبية، وبواسطة هذا المنهج ايضاً يفسر الابداعات الذاتية للشعراء.

وتذكر الدكتورة مي يوسف خليف بعداً آخر في موسوعة الادب العربي التي نهض عليها شوقي ضيف وهي تلك النظرة الموضوعية والدقة المنهجية والعمق في طرق الخبر التاريخي بعد نقده وتمحيصه وتوثيقه من خلال التوقف عند مصادره واستبعاد ما حوله من شبهات، ثم ينتقل من التاريخ الى الجغرافيا ليستعرض توصيفاً للجزيرة العربية وتاريخها، ثم يتطرق الى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والاديان، ثم يتوقف عند اللغة العربية وتاريخها وسيادة اللهجة الفرنسية، ثم يأتي دور المحقق والعالم المحاور والباحث المناقش لاطروحات الآخرين، مما يجعل منهج شوقي ضيف هو منهج شوامخ كبار اعلام تراثنا العربي، الذي يتجاوزون منطق التخصص الى مجال البحث الموسوعي.

ويلفت الدكتور أشرف علي دعدور النظر الى بعد آخر من منهج شوقي ضيف في التاريخ للأدب، وهو اعادة النظر في ما كتبه من احكام اذا ظهر له ما يجعله يغير وجهة نظره، وقد بدا هذا في ما كتبه عن الادب الاندلسي في كتابيه «الفن ومذاهبه في الشعر العربي» ثم «الفن ومذاهبه في النثر العربي» عامي 1943 و1946، ثم اعاد النظر في حكمه على هذا الادب الذي رآه وقتها لا يختلف عن الصورة المشرقية في الشعر والنثر معاً وذلك في كتابه عن «الادب الاندلسي» الذي صدر عام 1989، بعد ان أماط اللثام عن الوجه المشرق للأدب الاندلسي بعد تحقيقه لكتاب «المغرب في حلى المغرب» لابن سعيد عام 1953، فقد اعطى صورة كلية متكاملة عن الاندلس وحياتها الاجتماعية والسياسية والفكرية، وما كان فيها من حضارة وثقافة وعلوم وفلسفات وتاريخ، فضلا عن التاريخ لحياة الشعر والشعراء والنثر والكتاب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير