وكان لطيفاً دمثاً، متواضعاً مع سائر الناس، ومعنا – نحن طلابه وتلاميذه – تراه يجلس في (دار القلم) بدمشق على كرسي صغير من القش، يشرب الشاي مع أبناء صاحب الدار، وكانوا فتية صغاراً يمازحهم وينصحهم، وكان قليل الكلام، عفيف اللسان، يأمر أصدقاءه وتلاميذه وإخوانه بعفة اللسان، ويشتد على بعضهم ممن عرف بسلاطة اللسان، وتجريح الأشخاص والهيئات، وكان يكره التدخين، ويتناءى عن المدخنين، وينصحهم بالإقلاع عنه، ولقد شهدته أكثر من مرة، مع أستاذين كريمين لي ينصحهما، ويشتد عليهما في النصح، من أجل ترك التدخين، ومن أجل بذاءة اللسان.
وكان كريماً، محباً للناس، عطوفاً على الفقراء والمساكين، وعلى الأرامل والأيتام، وقد استأثر حب النبي الكريم بمجامع قلبه، وكثيراً ما رآه في رؤاه، وعندما زار قبره الشريف، فاضت عيناه بالدموع الغزار، وارتج عليه، فصار يتمتم وهو الكليم.
كان طلق المحيا واللسان، دؤوباً على طلب العلم، صابراً على استنباط الأحكام، وفهم ما يشكل على العلماء من أمثاله، متسامحاً مع المخالفين له في الرأي، ويتمتع بأسلوب تحليلي قائم على البرهان والدليل، وكان الكتاب جليسه وأنيسه حتى وفاته، وكان بعيداً عن الأضواء، يؤثر عليها كتابه وأصدقاءه وتلاميذه وبيته، وكان يجيد السباحة والرماية، وركوب الخيل، ويحب الصيد.
الكاتب والمؤلف:
مؤلفات الشيخ عبدالغني الدقر:
· مختصر تفسير الخازن، المسمى: لباب التأويل في معاني التنزيل: وهو كتاب كبير، اختصره الشيخ في ثلاثة مجلدات كبيرة، من المقطع الكبير، وجاءت في 1725صفحة.
· الإمام الشافعي: فقيه السنة الأكبر، وهو الكتاب الثاني في سلسلة (أعلام المسلمين) التي تصدر عن دار القلم بدمشق، صدر عام 1392هـ - 1972م في أربع مئة صفحة من القطع العادي.
· الإمام النووي شيخ الإسلام والمسلمين، وعمدة الفقهاء والمحدثين، صدر هذا الكتاب القيم عام 1395هـ - 1975م عن دار القلم بدمشق، في 215 صفحة من القطع العادي.
· أحمد بن حنبل: إمام أهل السنة، صدر في هذا الكتاب عن دار القلم بدمشق ضمن سلسلة (أعلام المسلمين) عام 1399هـ - 1979م.
· الإمام مالك بن أنس: إمام دار الهجرة، صدر عن دار القلم بدمشق في سلسلة (أعلام المسلمين) عام 1402هـ - 1982م.
· سفيان بن عيينة شيخ من شيوخ مكة في عصره، وهو من ضمن سلسلة (أعلام المسلمين) التي تصدرها دار القلم بدمشق صدر سنة 1412هـ - 1992م.
· الإمام سفيان الثوري: أمير المؤمنين في الحديث، صدر عن دار القلم بدمشق ضمن سلسلة (أعلام المسلمين) سنة 1415هـ - 1994م.
· تاريخ مدينة دمشق.
· معجم النحو، وهو (أول كتاب في النحو، أكبر من متوسط صنف عام 1395هـ - 1975م، صدر عن المكتبة العربية بدمشق.
· معجم القواعد العربية في النحو والتصريف وذيل بالإملاء، وصدرت طبعته الأولى عام 1404هـ - 1984م عن دار القلم بدمشق.
· شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب، صدر عن دار الكتب العربية بدمشق في 654 صفحة من القطع الكبير.
· محاضرات في الدين والتاريخ والاجتماع، وهو أول كتاب صدر للشيخ عبدالغني عام 1372هـ - 1953 بتشجيع من (الجمعية الغراء) بدمشق.
· لمحات من الكتاب والنبوة والحكمة، صدر عن دار اليمامة بدمشق.
· صحيح الأدعية والأذكار، صدر عن دار القلم بدمشق سنة 1379هـ - 1977م
· قصة إبليس والراهب، صدرت عن دار الهجرة سنة 1398هـ- 1978م في 52 صفحة.
· الدعوة في القرآن وإلى القرآن، صدر عن دار الهجرة سنة 1406هـ - 1986م في سبعين صفحة.
· فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية – الفقه الشافعي، صدر عن المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1383هـ 1963م في 355 صفحة.
· تحقيق كتاب، قواعد الأحكام في مصالح الأنام تأليف العز بن عبد السلام، صدر عن دار الطباع بدمشق سنة 1412هـ - 1992م.
· تحقيق كتاب: تحرير ألفاظ التنبيه، أو لغة الفقه للإمام النووي.
· له ديوان شعر مخطوط.
وفاته:
توفي الشيخ عبدالغني في دمشق مساء يوم الخميس، الخامس عشر من شوال 1423هـ - التاسع عشر من كانون الأول عام 2002م، ودفن في مقبرة باب الصغير، رحمه الله رحمة واسعة.
منقول عن الكاتب: عبدالله الطنطاوي.
http://www.altareekh.com/doc/article.php?sid=752
ـ[أحمد عبد الله الهلالي]ــــــــ[23 - 04 - 2010, 10:04 ص]ـ
ما شاء الله حياة عامرة بالعلم والخيرات والبركات
جوزيتم الخير العميم في الدنيا والآخرة
تحياتي