تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

طلابه: الذين قرؤوا على الشيخ واستجازوه كثيرون، منهم من درَّسهم في الحرم المكي، ومنهم من يأتي إليه في خزانته العامرة، وقد ذكرت أبرزهم في ترجمتي له.

إجازة الصاع النبوي والمدّ النبوي

الشيخ مجاز بهما عن جماعة من شيوخه، وعلى رأسهم والده المحدث عبدالحق الهاشمي، ورأيت في خزانته «المد النبوي» الخاص بوالده رحمه الله، وهو مصنوع من النحاس، وقد نحت عليه من الخارج الإسناد من والده إلى الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنه، إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل واحد من رجال الإسناد قاس مده بمد شيخه، إلى جابر بن عبدالله رضي الله عنه، الذي قاس مُدّه بمدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد كانت النية بيننا على الإجازة بهذين السندين، بعد إحضار المد والصاع، ولكن حصاد التسويف مر. وإسناد المد النبوي لا يخلو من مقال.

قلتُ: لا أعلم ما المقصود بالصاع والمد النبوي الذي ذكره المترجِم الأستاذ الشمراني، ولعلنا إن عرفنا أن الشيخ يرحمه الله لم يكن على السلفية فلا نعجب من مثل ذلك.

أعماله:

_ عمل مدرسًا في «المسجد الحرام» سنين عديدة، وعمل في «مكتبة الحرم»، وشغل رئاسة التصحيح بجريدة البلاد السعودية، ثم الرائد، وغيرهما.

_ وأسهم في الصحافة بقلمه نحو خمسين عامًا.

_ وأخيرًا شغل وظيفة مراقب في «وزارة الإعلام» منذ كانت «المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر»

_ كما قدم عدة برامج إذاعية، من أشهرها: «حديقة اللغة، وسير الصحابة، وبرنامجه اليومي المعروف «شواهد القرآن» والذي يبحث في تحليل المواد اللغوية في القرآن الكريم.

مذهبه:

من لقبه وشهرته يتبين أنه ظاهري، على مذهب ابن حزم رحمه الله.

علمًا بأنه على غير جمود ابن حزم، فيخالفه في بعض المسائل الى رأي الجمهور، ومن ذلك حكم الشرب واقفًا، فالشيخ يرى الكراهة، خلافاً لإمامه ابن حزم، ويقول: «ثبت شرب النبي صلى الله عليه وسلم واقفًا، فيُحمل حديث مسلم على الكراهية التنزيهية».

شعره:

الشيخ أبو تراب ممن يقول الشعر ويجيده، وله في ذلك صولات وجولات! وسيأتي ضمن مؤلفاته أن له ديوانين شعريين، هما:

«بث الكث في الغث والرث»، و «لقلقة القمري»

نماذج من شعره:

له قصيدة رائعة بعنوان «هواتف الضمير» يقول في مطلعها:

خلوت إلى نفسي لأسكب عبرتي = فقد آب رشدي في الصيام لتوبتي

رثيت لحالي بعد شيبي وقد جرت = عواصف آثام يُشعِّثن لمّتي

وقد ضاع عمري لاهيًا لا انتباهة = ولا يقظة من بعد نومٍ وغفلتي

تقلبت في النعماء دهرًا أذوقها = نسيت بها البؤس وذُلِّي وشقوتي

فهل قمت بالشكر الذي كان واجبًا = عليَّ؟ وهل جانبت موطن زلتي؟

وقال في مطلع قصيدته «ابتهال»:

عبدٌ ببابك قد أتى يتذللُ = حيث التذلل في جنابك أجملُ

عبدٌ أثيمٌ أثقلته ذنوبه = فأتاك يعثر في خطاه ويوجلُ

ولّى له ماضٍ بأوزارٍ غدتْ = سُودًا كمثل الليل بل هي أليلُ

يبكي على ما فاته متحسّرًا = وسواك ليس له إلهي موئلُ

خِزانته العلمية:

الشيخ مولع بالكتاب واقتنائه، وبدأ في الشراء منذ وقت مبكرٍ جدًا، ولا يزال يسأل عن أخبار الجديد في عالم المطبوعات، ويشتري كل ما يطبع أولا بأول إلى آخر لحظة في حياته رحمه الله.

وآخر إحصائية لكتبه تقول: إنّ خزانة أبي تراب الظاهري تبلغ «500،16» ستة عشر ألفا وخمسمائة كتابا.

وهي مجموعة علمية ضخمة، ولا سيما إذا عرفنا أنّها ملك لشخص دون غيره، وهي بحق من أكبر المكتبات الشخصية.

ومن خلال التجول في مكتبته أقول:

مكتبة غنية بفنون المعرفة في: الدين، واللغة، والأدب، والتاريخ، والطب، و ...

كما يوجد فيها مخطوطات مختلفة، منها أصلية، ومنها ما نسخها إما في «مصر» إو غيرها، ويوجد بعض هذه المخطوطات على شرائح ميكروفيلم.

وتحتوي مكتبته على الكثير من الكتب القديمة والنادرة.

كما تحتوي على أكثر من نسخة من بعض الأمهات بطبعات مختلفة، وأكثر كتبه طبعة أولى!!

والكثير من الكتب في «خزانته» لا تخلو من تعليقات كثيرة، إما تعقيب، أو تذييل، أو تأييد لكلام أهل العلم، تدل على سعة اطلاعه.

وقد طالعت بعضها في: «لسان العرب» و «القاموس المحيط»، و «الإصابة» ..

والشيخ يريد أن تكون «خزانته» بعد موته (وقفاً) على طلاب العلم، هكذا حدثني أكثر من مرة، وكانت أمنيته في حياته أن تشتري الدولة لها مقرًا في جدة، وتوضع فيه لتكون في متناول طلاب العلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير