و قد أعد تحقيقا علمياً لـ ((تفسير الجلالين)) باعتماد النسخ الخطية و المصادر الأصلية لذلك الكتاب،
وبعد عشر سنوات من العمل الحثيث، ليكون في مستويين:
أحدهما ميسر لعامة القراء، يقتصر على التحقيق و إلحاق الشرح و أسباب النزول، و توثيق الأخبار و تقويم الإسرائيليات.
و الآخر للباحثين و الدارسين و المحققين، مفصل يتتبع القراءات و المسائل اللغوية و النحوية و الصرفية و التاريخية و البلاغية، و يتعقب ما ند عن الجلالين من سهو، في النقل و التلفيق بين الأقوال و الاختيار لما هو ضعيف.
ومن ثمة يفصل إعراب الكثير من مفردات الآيات و الجمل و أشباه الجمل، مع تحليل صرفي للمفردات و بيان لمعاني الأدوات. و هذان الكتابان هما أنفس ما أنتج في حياته العلمية، و يأمل أن يكون فيهما خدمة لكتاب الله الكريم، و حظوة تيسر له الرحمة و الرضا من الله عز و جل، و قد صدرا، و الحمد لله.
أما تلاميذه فكثيرون جدا تتوزعهم البلاد العربية.
و أما شيوخه الكرام، فكان منهم الأساتذة:
عبد الوهاب ألتونجي، و سعيد الأفغاني و عبد الرحمن الباشا و عبد الرحمن عطبة و شكري فيصل و محمد مبارك و صبحي الصالح و عمر فروخ و شوقي ضيف و يوسف خليف و حسين النصار، فحببوا إليه علوم القرآن و العربية، و شجعوه على متابعة البحث و التحصيل، فكان إنتاجه في تلك الميادين. و من ثَم اجتمع ذلك كله، في خدمة ((تفسير الجلالين)) و توظيف الحديث النبوي في الدراسات النحوية.
و كان بدأ هذا التوظيف عام 1985، بمقال عنوانه ((افتحوا الأبواب لأفصح من نطق بالضاد)). و أتبع ذلك باعتماد أحاديث كثيرة أبحاثه، مع توجيه الطلاب إلى موضوعات نحوية مادتها النصوص النبوية الشريفة. ثم قدم توصية إلى إحدى الجامعات الإسلامية، بتشكيل لجنة من علماء الحديث و علماء النحو، لإصدار كتاب يجمع من الأحاديث ما يصح الاستشهاد به في الدراسات النحوية. و ذلك باختيار الأحاديث التي رويت باللفظ، أو كان رواتها عرباً أو متقنين للعربية، بغية تيسير السبيل لمن أراد نصوصاً نبوية، يعتمدها في أبحاثه النحوية، من ميادين الصرف و الإعراب و الأدوات.
و قد تزوج مرتين فكان له بضعة أولاد من الذكور و الإناث، ليس فيهم من له اهتمام ظاهر بالعلم. و هو يحسن اللغة الإنكليزية و قد حج مرتين، و اعتمر مراراً، و حفظ من القرآن الشيء الكثير، و كان له شعر وافر مدون، ضاعت آثاره مع الأيام، و لم يبق منها إلا شذرات يسيرة. و من ذلك قصيدة خاطب بها عام 1956 الفلسطينية المفجوعة باليتم و الترمل و الثكل و التشرد، و منها:
هذا الس?لاحُ، فعانِقِيهِ، يَرُد تَسكابَ الدُّرَرْ
و تَنَظّرِي، لِلثّأرِ، يَوماً، لَيسَ يُخلِفُهُ القَدَرْ
يَوماً، نَرُدُّ الكََيدَ فِيهِ، عَلَى شَياطِينِ البشَرْ
بِِدِمائِنا، لا بالدُّمُوع ِو بالدِّما نَيلُ الوَطَرْ
و قد زار مصر و الأردن و لبنان و العراق و المغرب و بعض البلاد الخليجية و فرنسة و إسبانية و اليونان و بلغارية و باكستان و الصين الشعبية، فاستفاد من ذلك اطلاعا على أوضاع الأمم، و على أوضاع اللغة العربية و المسلمين بخاصة، و الحاجة الملحة إلى الإسلام القويم، و إصلاح ألسنة الناس و أقلامهم و الأفهام.
أما إنتاجه العلمي فمنه ما هو تأليف، نحو:
ابن عصفور و التصريف، الأخطل الكبير، و إعراب الجمل و أشباه الجمل، و تحليل النص النحوي – منهج و نموذج -، و التحليل النحوي – أصوله و أدلته -، و تصريف الأسماء و الأفعال، و تطور مشكلة الفصاحة و التحليل البلاغي و موسيقى الشعر، و سلامة بن جندل الشاعر الفارس، و العامل النحوي – مشكلة و نظريات للحل -، و قراءة موجهة في مكتبة علوم العربية، و مع المهارات اللغوية – واقعها و عوامل النهوض بها -، و منهج التبريزي في شروحه و القيمة التاريخية للمفضليات، و المورد النحوي، و المورد النحوي الكبير.
ثم المقالات العلمية في الأدب و اللغة و النحو:
¥