تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الطبقة الثالثة: الخليل بن أحمد، الذي عكف على علم النحو يستنبط أصوله، ويجتهد في هذه الأصول ويفرع عنها، بطريقة مبتكرة لم يسبقه أحد إليها.

الطبقة الرابعة: سيبويه – عمرو بن عثمان بن قنبر- كان أعلم المتقدمين والمتأخرين في علم النحو، ولم يوضع فيه كتاب يعلو على مؤلف الكتاب! وعنه قال الجاحظ: " لم يكتب الناس في النحو كتابا مثله. وجميع كتب الناس عيال عليه".

الطبقة الخامسة: أبو الحسن سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش. أخذ عن سيبويه، وإليه يرجع الفضل في نشر كتابه.

الطبقة السادسة: أبو عثمان المازني، إمام عصره في النحو والأدب.

الطبقة السابعة: أبو العباس محمد بن يزيد المبرِّد. وقد ذكر له صاحب الفهرست أربعة وأربعين مؤلفا في الأدب واللغة والعروض والنحو والبلاغة والقرآن.

أما طبقات علماء الكوفة فهي:

الطبقة الأولى: أبو جعفر محمد الرؤاسي. أول من وضع من الكوفيين كتابا في النحو دعاه "الفيصل".

الطبقة الثانية: علي بن حمزة مولى بني أسد، وهو مشهور بالكسائي، ويعد بحق مؤسس المذهب الكوفي، وهو من أصحاب القراءات السبع، ومؤدب خلفاء بني العباس وأبنائهم.

الطبقة الثالثة: الفراء، أبو زكريا يحيى بن زياد. تتلمذ على يد الكسائي. وقد أمره المأمون أن يضع مؤلفا يجمع فيه أصول النحو وما سمع من العرب. ومن كتبه: "معاني القرآن" و" كتاب المذكر والمؤنث".

الطبقة الرابعة: أبو يوسف يعقوب بن السّكّيت. وهو الذي قال عنه المبرِّد: ما رأيت للبغداديين كتابا خيرا من كتاب يعقوب بن السّكّيت في إصلاح المنطق.

الطبقة الخامسة: أبو العباس أحمد بن يحيى، المعروف بثعلب. وكان إمام الكوفيين في اللغة والأدب النحو في زمانه.

فهؤلاء وغيرهم من علماء المدرستين وصلوا بعلم النحو في أواخر القرن الثالث الهجري إلى الغاية، ورتبوا مسائله ونظموا أبوابه. ولما كانت بغداد في حقبة من التاريخ موئلا للعلماء وقبلة للدارسين، فقد حظي علماء النحو الكوفيين بتشجيع الخلفاء العباسيين، ونيل رضاهم. على أن ذلك لم يمنع نحاة البصرة عن الذهاب إلى بغداد؛ لعرض آرائهم. وبذلك أتيح للبغداديين أن ينظروا في المذهبين البصري والكوفي، وأن يوازنوا بين الفريقين، حتى تسنى لهم إنشاء مدرستهم الخاصة بهم، تقوم على المستحسن من ذينك المذهبين، مع إدخال آرائهم الخاصة عليه، وممن برز من نحاة بغداد: أحمد بن خالويه، وأبو علي الفارسي، وابن جني، والتبريزي، والزمخشري، وغيرهم ..

ومثل أهل العراق، كان لعلم النحو بحّاثون أيضا من أهل الأندلس والمغرب، ومن بلاد مصر والشام. ذلك أنه بعد اجتياح التتار لبغداد وسقوطها في أيديهم، مع ما أعقب ذلك من إحراق مكتباتها وتشريد العاملين بالبحث والدرس، عمد هؤلاء إلى الأمصار الأخرى ليتابعوا صناعتهم تلك؛ لذلك نشأ بحّاثون عملوا جميعا على تعويض النقص الذي حصل من جرّاء وحشية التتار، وإقامة بناء العلوم العربية من جديد، معتمدين على البقية الباقية من ذخائر المتقدمين، مما لم تلتهمه نيران المغيرين، فعكفوا على التأليف والجمع والشرح، حتى أثمرت جهودهم في المياديين التي خاضوها، وكان فضلهم كبيرا على تلك العلوم.

الدعوة إلى التجديد: قراءة في الأسباب:

أول ما نلاحظه على هذه الدعوات أنها خصت جانبا واحدا من درس العربية باهتمامها وهو النحو، لا بالمفهوم الشامل الذي كان عليه في القرن الثاني الهجري كما يمثله كتاب سيبويه، وإنما بمفهوم أضيق يقتصر على قواعد الصرف والتركيب دون الأصوات والدلالة.

وقد ظهرت هذه الدعوات في إطار عام ينادي بتطوير اللغة حتى تصبح وافية بمطالب العلوم والفنون في العصر الحديث.

والشكوى من صعوبة النحو قديمة، والخصومة بين الشعراء والنحاة صورة من صور عدم الرضا. وبلغت تلك الخصومة ذروتها بين المتنبي وابن خالويه في القرن الرابع الهجري؛ لذلك ارتفعت أصوات تنادي بتيسير النحو منذ نهاية القرن الثاني الهجري، وظهرت بشكل عملي في صورة كتب تعليمية ميسرة تلبي حاجة الطلاب والمتكلمين. على سبيل المثال "مقدمة في النحو" لخلف الأحمر (ت 180 هجرية)، و"مختصر في النحو" للكسائي (ت 198 هجرية)، وتفاحة أبي جعفر النحاس (ت 328 هجرية)، وجمل الزجاجي (ت 337 هجرية)، ولمع ابن جني (ت 392 هجرية).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير