تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أي: يوم الحكم. وقال قوم: الحساب والجزاء. وأي ذلك كان فهو أمر ينقاد له (89).

* إياك نعبد وإياك نستعين (1

5)

معناه: فأعنا على عبادتك (90).

* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (1

7).

وهو الاستثناء بغير، تقول العرب: عشرة غير واحد، ليس هو من العشرة (91).

و (لا) من حروف الزوائد لتتميم الكلام، والمعنى: إلغاؤها (92).

سورة البقرة

* ذلك الكتاب لا ريب فيه (2

2).

الريب: الشك (93).

* سواء عليهم أانذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (2

6).

الهمزة للاستفهام، ومعناها: التسوية (94).

* في قلوبهم مرض (2

10).


(88) مق 4|110.
(89) مق 2 | 319 ـ 320.
(90) ص 180.
(91) مق 4|44.
(92) صا 166.
(93) مق 2|463.
(94) صا 182.

قال أبوعبيد: والصواب من ذلك عندي، والله أعلم، مذهب فيه تصديق القولين جميعا. وذلك إن هذه الحروف اصولها أعجمية كما قال الفقهاء إلا أنها سقطت إلى العرب فأعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية. ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب. فمن قال: إنها عربية فهو صادق، ومن قال: عجمية فهو صادق. قال: وإنما فسرنا هذا لئلا يقدم أحد على الفقهاء فينسبهم إلى الجهل، ويتوهم عليهم أنهم أقدموا على كتاب الله جل ثناؤه بغير ما أراد الله عزوجل، وهم كانوا أعلم بالتأويل وأشد تعظيما للقرآن.
قال أحمد بن فارس: وليس كل من خالف قائلا في مقالته فقد نسبه إلى الجهل، وذلك أن الصدر الاول اختلفوا في تأويل آي من القرآن فخالف بعضهم بعضا، ثم خلف من بعدهم من خلف، فأخذ بعضهم بقول، وأخذ بعض بقول، حسب اجتهادهم، وما دلتهم الدلالة عليه، فالقول اذا ما قاله أبوعبيدة، وإن كان قوم من الاوائل قد ذهبوا إلى غيره.
فإن قال قائل: فما تأويل قول أبي عبيدة: (فقد أعظم وأكبر)، قيل له: تأويله أنه أتى بأمر عظيم وكبير، وذلك أن القرآن لو كان فيه من غير لغة العرب شئ لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الاتيان بمثله لانه أتى بلغات لا يعرفونها، وفي ذلك ما فيه.
وإذا كان كذا فلاوجه لقول من يجيز قراءة القرآن في صلاته بالفارسية، لان الفارسية ترجمة غير معجزة، وإنما أمرالله جل ثناؤه بقراءة القرآن العربي المعجز، ولو جازت القراءة بالترجمة الفارسية لكانت كتب التفسير والمصنفات في معاني القرآن باللفظ العربي أولى بجواز الصلاة بها، وهذا لا يقوله أحد

(279)

باب القول على الحروف المفردة الدالة على المعنى
فأما الحروف التي في كتاب الله جل ثناؤه فواتح سور، فقال قوم: كل حرف منها مأخوذ من إسم من أسماء الله: فالالف من إسمه: الله، واللام من: لطيف، والميم من مجيد، فالالف من آلائه، واللام من لطفه، والميم من مجده. يروى ذا عن ابن عباس، وهو وجه جيد وله في كلام العرب شاهد، وهو:
قلنا لها قفي فقالت: قاف (33)
كذا ينشد هذا الشطر، فعبر عن قولها وقفت، بقاف.
وقال آخرون، إن الله جل ثناؤه أقسم بهذه الحروف أن هذا الكتاب الذي يقرؤه محمد صلى الله عليه وآله، هو الكتاب الذي أنزله الله جل ثناؤه، لا شك فيه.
وهذا وجه جيد، لان الله عزوجل دل على جلالة قدر هذه الحروف إذ كانت مادة البيان ومباني كتب الله عزوجل المنزلة باللغات المختلفة، وهي اصول كلام الامم، بها يتعارفون، وبها يذكرون الله جل ثناؤه. وقد أقسم الله جل ثناؤه، بالفجر والطور، وغير ذلك، فكذلك شأن هذه الحروف في القسم بها.
وقال قوم: هذه الاحرف من التسعة وعشرين حرفا، دارت به الالسنة فليس منها حرف إلا وهو مفتاح إسم من أسمائه عزوجل. وليس منها حرف إلا وهو في آلائه وبلائه، وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم. فالالف سنة، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون. رواه عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الربيع ابن أنس. وهو قول حسن لطيف، لان الله جل ثناؤه، أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله والفرقان فلم يدع نظما عجيبا، ولا علما نافعا إلا أودعه إياه، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله. فليس منكرا أن ينزل الله جل ثناؤه هذه الحروف مشتملة مع إيجازها على ما قاله هؤلاء.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير