تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقول آخر روي عن إبن عباس في (ألم): أنا الله أعلم. وفي (ألمص) أنا الله أعلم وأفصل. وهذا وجه يقرب مما مضى ذكره من دلالة الحرف الواحد على الاسم


(33) الصاحبي: 122، وينظر لسان العرب (قوف).

(280)

التام، والصفة التامة.
وقال قوم: هي أسماء للسور فـ (ألم) إسم لهذه، و (حم) إسم لغيرها. وهذا يؤثر عن جماعة من أهل العلم. وذلك أن الاسماء وضعت للتمييز، فكذلك هذه الحروف في أوائل السور موضوعة لتمييز تلك السور من غيرها. فإن قال قائل: فقد رأينا (ألم) افتتح بها غير سورة فأين التمييز · قلنا: قد يقع الوفاق بين إسمين لشخصين، ثم يميز ما يجيء بعد ذلك من صفة ونعت، كما يقال: زيد وزيد، ثم يميز بأن يقال: زيد الفقيه، وزيد العربي، فكذلك إذا قرأ القارئ: (الم ذلك الكتاب) (34) فقد ميزها عن التي أولها: (الم الله لا إلا إلا هو) (35).
وقال آخرون: لكل كتاب سر: وسر القران فواتح السور، وأظن قائل هذا أراد أن ذلك من السر الذي لا يعلمه إلا الخاص من أهل العلم والراسخون فيه.
وقال قوم: إن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه، وقال بعضهم لبعض (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) (36)، فأنزل الله تبارك وتعالى هذا النظم ليتعجبوا منه، ويكون تعجبهم منه سببا لا ستماعهم، واستماعهم له سببا لا ستماع ما بعده، فترق حينئذ القلوب، وتلين الافئدة.
وقول آخر: إن هذه الحروف ذكرت لتدل على أن القرآن مؤلف من الحروف التي هي:، أ ب ت ث، فجاء بعضها مقطعا، وجاء تمامها مؤلفا، ليدل القوم الذين نزل القرآن فيما بين ظهرانيهم أنه بالحروف التي يعقلونها، فيكون ذلك تعريفا لهم، ودلالة على عجزهم عن أن يأتوا بمثله بعد أن أعلموا أنه منزل بالحروف التي يعرفونها، ويبنون كلامهم منها.
وقال أحمد بن فارس: وأقرب القول في ذلك وأجمعه قول بعض علمائنا: إن أولى الامور أن تجعل هذه التأويلات كلها تأويلا واحدا، فيقال: إن الله عزوجل افتتح السور بهذه الحروف إرادة منه الدلالة بكل حرف منها على معان كثيرة لا على معنى واحد، فتكون هذه الحروف جامعة لان تكون افتتاحا للسور، وأن يكون كل

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير