تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما قوله تعالى: (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا. . .) (46). فكلا: رد لما قبله، وإثبات لما بعده، لانهم زعموا أن الآلهة تكون لهم عزا، وذلك لقولهم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (47). فقيل لهم: كلا، أي: ليس الامر على ما تقولون، ثم جيء بعد بخبر، وأكد بكلا وهو قوله: (سيكفرون بعبادتهم) [مريم 82].

وأما قوله في سورة المؤمنين: (لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا) (48) فلها مواضع ثلاثة:

أولها: رد لقوله: إرجعون، فقيل له: كلا، أي لا يرد (49).

والثاني: قوله تعالى (أعمل صالحا) فقيل له: كلا، أي لست ممن يعمل صالحا، وهو لقوله تعالى: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) (50).

والموضع الثالث: تحقيق لقوله: (إنها كلمة هو قائلها) (51).

وأما قوله في الشعراء: (ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون، قال كلا) (52) فهو: رد في حالة، وردع في اخرى. فأما الردع (53) فقوله: (أخاف أن يقتلون) (54). فقيل له (كلا)، أي: لا تخف، فذا ردع. وأما الرد، فقوله: (أن يقتلون) فقيل له: لا يقتلونك، فنفى (أن يقتلون) (55) واعلم أنهم لا يصلون إلى ذلك.


(46) مريم: 81.
(47) الزمر: 3.
(48) المؤمنين: 102.
(49) في المطبوع: لا ترد، تصحيف.
(50) الانعام: 28.
(51) لم يعدها آية في المطبوع. وهي من الآية 100 من سورة (المؤمنون).
(52) الشعراء: 13.
(53) في المطبوع فأما إمكان (مكان ·). وهذه زيادات لاوجه لها.
(54) الشعراء: 14.
(55) في المطبوع: (أن يقتلوه)، على توهم النصب، خارج إطار الآية.

(286)

وأما قوله في هذه السورة: (قال أصحاب موسى إنا لمدركون، قال كلا) (56) فهو نفي لما قبله، واثبات لما بعده.
وأما قوله في سورة سبأ: (قل: أروني الذين الحقتم به شركاء كلا) (57) فلها تثلاثة مواضع:
أحدها أن تكون ردا على قوله: (أروني)، أي أنهم: لا يرون ذلك وكيف يرون شيئا لا يكون ·!
والموضع الثاني: قوله: (ألحقتم به شركاء) فهو رد له، أي: لا شريك له.
والثالث: أنها تحقيق لقوله: (بل هوالله العزيز الحكيم).
وقال بعض أهل التأويل: إنما رد على قوله: (ألحقتم به شركاء) دون أن يكون ردا على قوله (أروني). وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله، لما أمر بأن يقول لهم: (أروني) قال لهم ذلك. فكأنهم قالوا: هذه هي الاصنام التي تضرنا وتنفعنا فأروه إياها فرد عليهم ذلك بقوله: بل هو، أي: أن الذي يضركم وينفعكم ويرزقكم ويمعنكم هو الله. ومعنى قوله: (أروني) هاهنا: أعلموني.
وأما قوله ـ عزوجل ـ في سورة سأل سائل: (لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه، وصاحبته وأخيه، وفصيلته ألتي تؤويه، ومن في الارض جميعا ثم ينجيه، كلا) (58) فرد لقولهم (ثم ينجيه) أو رد لقوله (لويفتدي).
وقال في هذه السورة: (أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم · كلا إنا خلقناهم مما يعلمون) (59) من نطفة، كما خلقنا بني آدم كلهم، ومن حكمنا في بني آدم أن لا يدخل أحد منهم الجنة إلا بالايمان والعمل الصالح فلا (60) يطمع كل امرئ منهم ليس بمؤمن ولا صالح أن يدخل الجنة ولا يدخلها، إلا مؤمن صالح العمل.
وأما قوله في سورة المدثر: (ثم يطمع أن أزيد؟ كلا) (61) فهو رد (أن

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير