تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن الرد قوله: (أيحسب أن ماله أخلده، كلا) (66) أي: ليس كما يظن، فإن ماله لن يخلده.

فذا ما في القرآن من النفي والرد بكلا.

وما كان في أشعار العرب منه، وهو كثير، قول القائل:

فقالوا قد بكيت، فقلت: كلا * وهل يبكي من الطرب الجليد (67)

فنفى بذلك قولهم: قد بكيت، وقال ابن الدمينة:

أردت لكيما تجمعينا ثلاثة * أخي وابن عمي ضله من ظلالك

أردت بأن نرضى ويتفق الهوى * على الشرك، كلا، لا تظني كذلك (68)


(62) في المطبوع: أن لا يزيد (كذا!).
(63) الفجر: 15 ـ 17.
(64) المدثر: 52 ـ 53.
(65) المطففين: 13 ـ 14.
(66) الهمزة: 3 ـ 4.
(67) وبعده:
ولكني أصاب سواد عيني * عويد قذى له طرف حديد
في الامالي 1|50.
(68) الديوان: 46.

(288)

وقال آخر:
أليس قليلا نظرة إن نظرتها * إليك، وكلا، ليس منك قليل (69)
وصف النظرة بالقلة، ثم تدارك فنفى أن تكون نظرته إليها قليلة.
باب
(كلا) إذا كانت تحقيقا لما بعدها
وذلك قولك: كلا، لاضربنك، ومنه في كتاب الله: (كلا إنها تذكرة) (70) إن: يكون تأكيدا، وكلا: زيادة تأكيد: ومثل: (كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون) (71). وكان بعض أهل التأويل يقول: هو رد شئ قد تقدم إلا إنه لم يذكر ظاهرا، وذلك قوله (الذي هم فيه مختلفون) [النبأ: 3]. ثم قال: (كلا) فهو رد على قوله: مختلفون، ومعناها: لا اختلاف فيه.
ومن التحقيق قوله: (كلا لما يققض ما أمره) (72)، أي: أنه لم يقض ما أمر به، وكان بعضهم يقول: معناها (إن).
ومثله: (كلا إنه تذكرة) (73). ومنه: (كلا بل تكذبون بالدين) (74) وهو تحقيق لما بعده ومنه: (كلا إن كتاب الفجار) (75). و (كلا إن كتاب الابرار) (76) و: (كلا إن الانسان ليطغى) (77) و: (كلا لئن لم ينته) (78).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير