تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويعقب بقوله: «إنك لم تجد ما وجدته لهذه الألفاظ من المزية الظاهرة لا لأمر يرجع إلى تركيبها، وإنه لم يعرض لها هذا الحسن إلا من حيث لاقت الأولى بالثانية، والثالثة بالرابعة وكذلك إلى آخرها» (2).

ويتعرض لدلالة اللفظ الواحد في تركيبين مختلفين، فتجد اللفظ مستكرهاً في تركيب، وهو نفسه مستحسناً في تركيب آخر ويضرب لذلك مثالاً فيقول: ـ

«وسأضرب لك مثالاً يشهد بصحة ما ذكرته، وهو أنه قد جاءت لفظة واحدة في آية من القرآن، وبيت من الشعر، فجاءت جزلة متينة في القرآن، وفي الشعر ركيكة ضعيفة، فأثّر التركيب فيها هذين الوصفين الضدين، أما الآية فهي قوله تعالى: ـ

(فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديثٍ إنّ ذالكم كان يؤذي النبيّ فيستحي منكم والله لا يستحي من الحقّ ... ) (3)

وأما بيت الشعر فهو قول أبي الطيب المتنبي (4):

تلذ له المروءة وهي تؤذي * ومن يعشق يلذ له الغرام

وهذا البيت من أبيات المعاني الشريفة إلا أن لفظة: «تؤذي» قد جاءت فيه وفي الآية من القرآن فحطت من قدر البيت لضعف تركيبها، وحسن موقعها في تركيب الآية» (5).


(1) سورة هود: 44.
(2) ابن الأثير، المثل السائر: 1/ 214.
(3) سورة الأحزاب: 53.
(4) المتنبي، ديوان المتنبي: 4/ 75.
(5) ابن الأثير، المثل السائر: 1/ 214.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير