تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تلا على أبي الحسين أحمد بن بويان , وأبي بكر النقاش , وأحمد بن محمد الديباجي , وعلي بن ذؤابة القزاز وغيرهم , وسمع حروف السبعة من أبي بكر بن مجاهد , وتصدر في آخر أيامه للإقراء , لكن لم يبلغنا ذكر من قرأ عليه , وسأفحص عن ذلك إن شاء الله تعالى.

قال ابن طاهر: له مذهب في التدليس , يقول فيما لم يسمعه من البغوي: قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان.

حدث عنه: الحافظ أبو عبد الله الحاكم , والحافظ عبد الغني , وتمام بن محمد الرازي , والفقيه أبو حامد الإسفراييني , وأبو نصر بن الجندي , وأحمد بن الحسن الطيان , وأبو عبد الرحمن السلمي , وأبو مسعود الدمشقي , وأبو نعيم الأصبهاني , وأبو بكر البرقاني , وأبو الحسن العتيقي , وأحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني النحوي , والقاضي أبو الطيب الطبري , وعبد العزيز بن علي الأزجي , وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران.

وأبو الحسن بن السمسار الدمشقي , وأبو حازم بن الفراء أخو القاضي أبي يعلى , وأبو النعمان تراب بن عمر المصري , وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون , وأبو الحسين بن المهتدي بالله , وأبو الحسين بن الأبنوسي محمد بن أحمد بن محمد , وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي , وحمزة بن يوسف السهمي , وخلق سواهم من البغاددة والدماشقة والمصريين والرحالين.

قال الحاكم: حج شيخنا أبو عبد الله بن أبي ذهل فكان يصف حفظه وتفرده بالتقدم في سنة ثلاث وخمسين , حتى استنكرت وصفه إلى أن حججت في سنة سبع وستين فجئت بغداد , وأقمت بها أزيد من أربعة أشهر , وكثر اجتماعنا بالليل والنهار فصادفته فوق ما وصفه ابن أبي ذهل , وسألته عن العلل والشيوخ , وله مصنفات يطول ذكرها.

قال أبو بكر الخطيب: كان الدارقطني فريد عصره , وقريع دهره , ونسيج وحده , وإمام وقته , انتهى إليه علو الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال , مع الصدق والثقة , وصحة الاعتقاد , والاضطلاع من علوم سوى الحديث , منها القراءات , فإنه له فيها كتاب مختصر , جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب , وسمعت بعض من يعتني بالقراءات , يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته في هذا , وصار القراء بعده يسلكون ذلك , قال: ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء , فإن كتابه " السنن " يدل على ذلك , وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الإصطخري , وقيل: على غيره , ومنها المعرفة بالأدب والشعر , حدثني حمزة بن محمد بن طاهر: أن الدارقطني كان يحفظ ديوان السيد الحميري , فنسب لذا إلى التشيع.

قال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كنا نمر إلى البغوي , والدارقطني صبي يمشي خلفنا بيده رغيف عليه كامخ.

قال الخطيب: حدثنا الأزهري قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار , فجعل ينسخ جزءا كان معه , وإسماعيل يملي , فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ , فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك , كم تحفظ أملى الشيخ؟ فقال: لا أحفظ , فقال الدارقطني: أملى ثمانية عشر حديثا , الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا وكذا , والحديث الثاني عن فلان عن فلان , ومتنه كذا وكذا. ومر في ذلك حتى أتى على الأحاديث , فتعجب الناس منه أو كما قال.

قال الحافظ أبو ذر الهروي: سمعت أن الدارقطني قرأ كتاب " النسب " على مسلم العلوي , فقال له المعيطي الأديب بعد القراءة: يا أبا الحسن , أنت أجرأ من خاصي الأسد , تقرأ مثل هذا الكتاب مع ما فيه من الشعر والأدب , فلا يؤخذ فيه عليك لحنة! وتعجب منه , هذه حكاها الخطيب عن الأزهري , فقال مسلم بن عبيد الله: وإنه كان يروي كتاب " النسب " عن الخضر بن داود عن الزبير.

قال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ فألححت عليه , فقال: لم أر أحدا جمع ما جمعت , رواها أبو ذر , والصوري , عن رجاء المصري , وقال أبو ذر: قلت لأبي عبد الله الحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو ما رأى مثل نفسه , فكيف أنا؟!.

وكان الحافظ عبد الغني الأزدي , إذا حكى عن الدارقطني , يقول: قال أستاذي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير