تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دراسات متعلقة بالمسجد الأقصى: كتب، صحف، أبحاث، أخبار ((ثقافية ـ علمية، .. )).]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[02 - 07 - 2006, 06:19 م]ـ

قبة الصخرة، والمسجد الأقصى/ د. محمود السيد الدغيم

مرسلة من الدغيم بتاريخ 24/ 4/2005 (372 قراءة)

قبة الصخرة، والمسجد الأقصى/ د. محمود السيد الدغيم

المسجد الأقصى وقبة الصخرة كأثرين اسلاميين في دائرة صراع وصلت الى العالمية

د. محمود السيد الدغيم

باحث أكاديمي سوري جامعة لندن

كلية الدراسات الشرقية والإفريقية

SOAS

لقد شكلت الآثار التي لها علاقات بالأديان، والملل والنحل شكلت مسألة خلافية بين بني البشر منذ القديم، والآثار الدينية متنوعة، فمنها ما هو شرعي كالصَوَامِع لِلرُّهْبَانِ وَالبِيَع، وهي الكَنَائِس لِلنَّصَارَى، وَكالصَلَوَات، وهي كَنَائِس لِلْيَهُودِ بِالْعبرانِيّة، والمساجد والجوامع الإسلامية، وقد نص القرآن الكريم على وجوب المحافظة على هذه الأبنية وشرعيتها حيث قال تعالى: "الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" سورة الحج، الآية: 40.

وهنالك معابد أهل النِّحل غير السماوية، ولم ينصُّ القرآن على الدفع عنها، ولكن الفقهاء، حافظوا عليها كما حافظوا على أصحاب تلك النحل من صابئة، ومجوس وبراهمة وبوذيين، وسنُّوا بهم وبمعابدهم سُنة أهل الكتاب، وهكذا حافظ المسلمون على الكثير من دُوْرِ العبادة التي يرتادها غيرُ المسلمين رغم أنهم كانوا قادرين على هدمها وتدميرها مثلما فعلوا بالأصنام والأوثان، كاللات والعُزى وهُبل وغير ذلك.

ولكن تحطيم الأصنام والأوثان لم يبدأ مع مجيء الإسلام، وإنما أُمِرَ الأنبياءُ والرسل بالتوحيد، وعدم الشرك، ومن هنا كان وجوب تحطيم الأصنام التي كانت تُعبد من دون الله تعالى، وقصة قيام النبي إبراهيم عليه السلام بتحطيم أصنام النمرود في العراق مشهورة، وبذلك نستطيع القول: إن أبا الأنبياء قد بدأ بتحطيم الأصنام، وقد وقف النبي موسى ضد الفراعنة الصنميين، وأنكر على السامري عبادة العجل الصنمي، وفي السيرة النبوية المطهرة كثير من الأدلة على وجوب تحطيم الأصنام، وقد أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان رضي الله عنه بطمس وجوه الأصنام في مصر وبلاد الشام، فحذفت أنوف آلاف التماثيل، أما الأبنية فلم يأمر بهدمها، وبقيت معابد النصارى واليهود في عموم أنحاء بلدان الخلافة الإسلامية الأموية والعباسية والعثمانية ومازالت قائمة حتى الآن.

أما أتباع الديانات الأخرى وأتباع الملل والنحل والشعوذة فلم يوفروا فرصة إلاّ وانقضوا على مساجد المسلمين وجوامعهم في أوقات ضعف المسلمين، وقوَّة غيرهم، والأمثلة شاخصة حتى الآن في الأندلس الإسبانية منذ خمس مائة سنة ونيّف، وفي بدايات القرن العشرين تم هدم آلاف الجوامع والمساجد الإسلامية بعدما انتصر أعداء الخلافة الإسلامية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وتمّ تحويل آلاف المساجد والجوامع والزوايا والتكايا والخانات إلى كنائس، ومحلات تجارية وغير ذلك.

وتلك الآثار الإسلامية المحتلة مازالت موجودة في العاصمة الصربية بلغراد التي حُوِّلَ جامعُها الكبير إلى مبنى للبرلمان الصربي الذي مازال مقرا له حتى الآن، وهنالك الكثير من الجوامع التي حُوّلت في بلغاريا ورومانيا ومقدونيا، واليونان فجامع السلطان محمد الفاتح مازال مغلقاً في أثينا، وجوامع سالونيك في حالة يرثى لها، ووقف علي باشا في قَوَلَةَ بحالة مزرية، وفي جزيرة خانيا يُستخدم أحد المساجد حانة لمعاقرة الخمور، وجامع العمرية في قبرص تعرض لمحاولات تخريب عديدة، وكذلك جامع أم حرام بنت ملحان زوجة عبادة بن الصامت رضي الله عنهما الذي يُسمى جامع خالة سلطان، فقد حاول اليونانيون القبارصة تخريبه، ومازالت مئات الآثار الإسلامية معرضة للخراب في الجزيرة القبرصية، ولا سيما بعد تقسيمها وتهجير المسلمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير