تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتمثل هذه الورقة جزءاً من خطة بحثية تتناول سلوك الأفعال في الصحافة المعاصرة، ثم عرض ذلك على مصدر موثوق فيه كلسان العرب لبيان ما وافقه وما جد مخالفاً له، ثم محاولة تفسير الاستعمالات الجديدة.

وقد أنصبت هذه الورقة على جانب التعدي واللزوم في الأفعال وانتهت إلى أن اللغة بما تملك من قواعد وإمكانات إرث مرن قابل للتكيف مع كل عصر حتى يتحقق له مَبْدآن هما: الشمول، أي استيعاب كل المعاني المطروحة، والدقة أي إبراز المعنى دون لبس أو غموض. وأن وسائل الإعلام بظروفها المحيطة تعد من أقوى العوامل تأثيراً في حركية اللغة على المستويات اللغوية: الأصوات، والصرف، والنحو (التركيب)، والمعجم والدلالة، وقد تبدت حركية اللغة هنا فيما جاء في وسائل الإعلام من تَعْدِيَة أفعال كانت لازمة وبالعكس، وتعدية أفعال كانت تتعدى بحرف جَر معين – بحرف جر آخر.

إن هذه الحركية تمثل إمكانية من إمكانات اللغة التي تظهر وقت الحاجة مما يضمن للغة حياتها وبقاءها على مدى الأجيال، والحضارات، والثقافات.

ثم عرض أد. أحمد مختار عمر أستاذ علم اللغة بكلية دار العلوم ورقة بعنوان: "من الآثار الإيجابية للغة الإعلام الاستجابة الآنِيّة لاحتياجات اللغة وسد فجواتها المُعْجَمِيَّة".

أبرز فيها القِيمة اللغوية للجهاز الإعلامي بوصفه المستجيب الأول لاحتياجات الجماهير التعبيرية، والمبتدِع الأساسي لمعظم المادة اللغوية المستحدثة، وهو المضخة التي تقذف في شرايين اللغة العربية من حينٍ إلى آخر بآلاف الكلمات والتعبيرات الضرورية التي قد تعجز المجامع اللغوية عن ملاحقتها ومتابعتها، وحين تنتبه المجامع لهذا الجديد المستحدث يكون قد فرض نفسه على أبناء اللغة، فصارت أجهزة الإعلام هي التي تقود المجامع اللغوية وتتقدم مسيرتها، وصار ما يتخذه المجمع من قرارات من قبيل تخريج وتسويغ ما هو مستخدم فعلاً لا تقديم ما يمكن استخدامه للمعاني المتجددة.

وبعد التنبيه على هذا الدَّوْر الإيجابي لأجهزة الإعلام ضرب له الأمثلة مقسماً إياها إلى قسمين:

الأول: ألفاظ وتعبيرات جديدة جاء كثير منها عن طريق الترجمة الآنية، أو من خلال أصحاب التخصص، ثم فَرَضَت نفسها على لغة الحياة نظرًا لكثرة ترددها في أجهزة الإعلام، ومن ذلك: "الخصخصة"، "الاستنساخ"، "العقوبات الذكية"، "غسيل الأموال"، "الناتج المحلي"، "التضخم"، "العولمة"، "دول الطَّوق"، "تجميد الأموال"، "الحرب الباردة"، "جماعات الضَّغط"، "اقتصاد السُّوق"، "نُشَطَاء الانتفاضة"، "الجمرة الخبيثة".

والقسم الثاني عدد من الأقيسة توسعت أجهزة الإعلام في استخدامها، وهي:

1 - الإكثار من توليد أفعال على وزن "فَعْل" أو "فَوْعَل " أو "فَعْلَن"

مثل: "صَوْب المسألة"، "تَعْذِيب مياه البحر"، "تَبْويْر الأرض الزراعية"، و"العَوْرَبَة"، و"جَدْوَلَة الديون"، و"بَلْوَرة الفِكرة"، "عَقْلَنَة العمل العربي"، "عَصْرَنَة المجتمع".

2 - الإكثار من صَوْغ المصدر الصناعي من الأسماء الجامدة المشتقة: "التبادلية"، "الدُّونِيَّة"، "الجاذبية"، "المحسوبية"، "الأحقية"، "المَوْسِمِيَّة".

3 - جمع الجمع: "نفوط"، "أقماح"، "السحوبات"، "الضغوطات".

4 - النسب بزيادة الألف والنون، أو بزيادة الواو: "تاريخانية"، "جسماني"، "شخصانية"، "شكلانية"، "علمانية"، و"عمل سُلْطَوِيّ"، "فكر نُخْبَوِيّ"، "مشروع نَهْضَوِيّ".

5 - تركيب لا النافية مع الاسم الواقع بعدها وإعراب المركب بحسب موقعه من الجملة مثل: "اللاوعي"، "اللاشعور"، "اللاإنسانية"، "اللاسلكي".

6 - اشتقاق اسم المفعول من الفعل اللازم مع إسقاط الجار والمجرور.

7 - تذكير كثير من كلمات المؤنث المجازي الخالي من علامة التأنيث.

8 - معاملة بعض المركبات الإضافية أو الوَصفية معاملة الألفاظ المفردة، مثل: "موجِّه أول لغة عربية".

9 - النسب إلى ألفاظ الجموع.

10 - الاشتقاق من أسماء الأعيان ومن الأسماء المزيدة.

11 - كتابة الأعداد الكبيرة قراءتها في اليسار إلى اليمين.

وقَدَّم د. أحمد مختار هذه الرسالة تحية للجنود المجهولين الذي يجدون في التعبير عن متطلبات العصر، ويتولون الترجمة من لغة المرسل إلى لغة المتلقي في وقت قياسي.

ثم تحدث د. عبد الله عمر الحاج إبراهيم من المملكة العربية السعودية تحت عنوان:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير