تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأخيراً تحدث د. محمد بن سمينة من جامعة الجزائر عارضًا ورقة بعنوان: "ملامح من إسهامات الصحافة الإصلاحية بالجزائر في النهوض باللغة العربية"

عَرَضَ فيها عدة نقاط تتصل بالصحافة الجزائرية لِمَا لها من صِلَة بالعربية وتاريخها في الجزائر، وهي:

1 - الصحافة الأجنبية في الجزائر نشأتها واتجاهاتها.

2 - الصحافة الوطنية بدايتها وأنواعها.

3 - الصحافة الإصلاحية وإسهاماتها في النهوض بالعربية.

4 - مستويات الأداء اللغوي في الخطاب الإعلامي الإصلاحي.

وقد أبرز دَور الصُّحُف الإصلاحية بجميع أنواعها وفي جميع مراحلها، حيث إن لها الأثر الفاعل في نَشْر العربية وترقيتها في المَيْدَانَيْن النظريّ والعملي، فأما في الجانب النظريّ فتَمََّثَل دورُهَا في التأكيد على إبراز مَكانة العربية في حياة الأمة بوصفها اللسان المعبر عن عقيدتها والمقوِّم المميز لشخصيتها، وفي الدعوة إلى الإقبال على تعلُّم العربية ونشرها وترقيتها، وفي الدفاع عن حق الأمة في تعلمها والتصدي لما كان يستهدفها من جَوْر السلطة الفرنسية.

وأما في الجانب العملي فقد كان لأعلام الصحافة الإصلاحية جهد ملموس في النهوض بالعربية ألفاظًا وأساليب حيث اهتموا بإحياء العربية في آثارهم والتمكين لها في آدابهم والمحافظة على أصولها وعدم التساهل فيها.

وبهذا اختُتِمَت الجلسة الأولى.

وقائع الجلسة الثانية: لغة الإعلام: شهادات وملاحظات

رأس الجلسة الأستاذ فاروق شوشة، وتحدث أولاً أد. أحمد حلواني - وهو مسئول سابق في الإعلام السوري -، وقد تقدم باقتراح مفاده أن يتوقف اختيار دارسي الإعلام على خريجي الجامعة لا الثانوية العامة، وعلق الأستاذ فاروق شوشة بأن كلية الإعلام فيها المستويان، مستوى البكالوريوس لحملة الثانوية العامة، ومستوى الدبلومات لمن يرغب في دراسة الإعلام من حَمَلَة المؤهلات العليا.

ثم تحدث د. أحمد يوسف القرعي نائب رئيس تحرير الأهرام فأعرب عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر، وقال: إن صفحة قضايا وآراء في الأهرام التي يشرف هو عليها تحدثت عن دور الجمعيات الأهلية في المحافظة على العربية، وبَيَّنَ مَدَى حِرص جريدة الأهرام على الفصحى، فهناك مناظرة يومية تجري بين مُعِدّ التقرير وممثل قسم المراجعة اللغوية. فاللغة العربية مكسب كبير، وفي داخل الأهرام هناك حرص على توظيف الكلمات في التعبير عن الواقع مثل: "الاسترخاء العسكريّ" (هذا تعبير أخرجه الأستاذ محمد سلماوي)، ويحرص أيضاً كبار صحافيي الأهرام مثل بُطرس غالي على المراجعة اللغوية لمقالاتهم قبل نشرها. (!!)

معنى هذا أن هناك دوراً إعلاميًّا لحماية اللغة العربية، لكن ينبغي أن يتصل هذا الدَّور بالجهات المتخصصة حتى يتم تعميمه.

وأشار الدكتور القرعي إلى نقطة مهمة وهي أن دخول المقالات التحليلية وآراء الجماهير حَمَّل الصحافة عبئا أكبر لأن مستويات الناس الثقافية متفاوتة، وصار من حق أي إنسان أن يرسل بآرائه إلى الصحافة، وهنا يُبرز دَور قسم المراجعة فَهُم حُرَّاس اللغة في الأهرام، ولهذا ينبغي رفع تأهيلهم علميًّا.

وعَقَّب الأستاذ فاروق شُوشة مبيناً أهمية الثقافة اللُّغوية للصحافي الذي يلعب دورًا مهما في صياغة كثير من الألفاظ والتراكيب التي تعبر عن معان مستحدثة، وظهر ذلك في قصة صحافي في نهاية القرن التاسع عشر جاءه خبر بأن الآلة التي تجر عَرَبَات السكة الحديدية سقطت من فوق الجسر، فاهتدى بثقافته التراثية إلى كلمة "قاطرة"، وهي كلمة عربية صحيحة تعني الناقة الأولى في القافلة فصاغ العبارة: "سقطت القاطرة في النيل".

وأخيرًا تحدث الأستاذ عبد الحليم محمد عامر رئيس معهد الإذاعة والتليفزيون سابقًا حول الإعداد اللغوي للإعلاميين، فبين أن من يتقدمون للعمل بالإذاعة والتليفزيون مذيعين يأتون مُحَمَّلِين بقصور لغوي ناشئ عن عدة عوامل منها أن إجادة العربية ليست في أولويات العملية التعليمية، ووجود مدرسين غير أَكْفَاء وخُلوّ الكليات الجامعية من تعليم العربية إلا المتخصصة منها، ولقد أدرك القائمون على الإعلام في مصر أهمية التدريب للعاملين فيه لذلك أنشئوا معهد الإذاعة والتليفزيون، وفي عام 1995 تم إنشاء معهد تدريب اللغات.

ثم بَيَّنَ مستويات العمل المطلوبة والمواد التي تدرس لكل مستوى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير