تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التطورات التي عمت كل جوانب الحياة لزم أن تتنحى هذه الأدوات جانبا و تتيح الفرصة لطريقه أخرى حديثه تتناسب بشكل أكثر مع تطورات العصر و تلازماته.

نظره غير تقليديه لأدوات القياس:

كما سبق و أن أسلفت فان يد التغيير و التطوير قد طالت كل شيء في حياة سكان هذه القرية الكونية الصغيرة"الأرض" .. و لم تكن أدوات القياس و الاختبارات بمنأى عن ذلك حيث طرأ عليها هي الأخرى تغير جوهري يعد انعطافا هاما في هذا الميدان. و قد تمثل ذلك الانعطاف في ظهور فكرة "التقويم المستمر" لأداء المتلقين كنقيض لطرائق القياس التقليدية المحدودة في اجر ائتها و دقتها و نتائجها…و قد أشار الباحثان ( FERRARA و MCTIGH ) إلى أنَّ هذه الرؤية الجديدة في هذا الحقل تتلخص في كونها " عملية جمع للمعلومات المختلفة عن المتلقي من مصادر مختلفة خلال الفصل الدراسي كله بغرض مساعدته في الرفع من مستوى أداءه و تعديل سلوكه" (1)

و غني عن القول أنَّ هذا التعريف الموجز لهذه الرؤية الجديدة لطرائق القياس يبرز ملامحها العامة التي يمكن إيجازها بما يلي:

1. على النقيض من طرق القياس التقليدية التي لاتتعدى مصادرها للحكم على أداء الفرد القلم و الورقة في اغلب الأحيان، فان طرق القياس الجديدة تتميز بتوسعها في المصادر التي تستقى منها معلوماتها للحكم على أداء الفرد. خذ لذلك أمثلة لا حصرا: "أساليب المقابلة" و "قوائم قياس سلوكيات المتلقي النمطية" و "أنشطة التمثيل" و "ورش العمل" و "حلقات المناقشة" و" إستبانات التقويم الذاتية" و "إستبانات تقويم الآخرين" و "ملاحظات المدرسين"…الخ (2) و غني عن القول أنَّ في هذا التوسع الكبير في وسائط جمع المعلومات عن المتلقي مقاربة أكثر للدقة و الموضوعية.

2. من النقطة أعلاه يتضح أنَّ طرق القياس الحديثة أكثر شمولية في أدائها من الطرق التقليدية و بالتالي فإنها تساعدنا على التعرف على نواحي النمو المختلفة لدى الفرد: الجسمانية و النفسية و المعرفية…الخ.

3. تتميز هذه الرؤية الجديدة في كونها عملية"مستمرة" ربما تمتد منذ اليوم الأول للمتلقي داخل أروقة المدرسة و حتى آخر يوم في العام الدراسي …أي أنها تشمل قياس أداء المتلقي خلال فتره تمتد إلى اشهر، و ذلك بدلا من فترة الاختبار التقليدية التي لا تتعدى الساعة أو الساعتين فيحكم من خلال هذه المدة الوجيزة بالنجاح أو الفشل على أداء و تحصيل جهد عام بأكمله. ومن البديهي أن نذكر أن كونها عملية تقويم "مستمرة" فهي حتما أكثر مصداقية للاعتماد عليها للحكم على أداء الفرد.

4. من النقطة السابقة يتضح لنا أنَّ هذه الرؤية الحديثة تمنح الفرد الفرصة تلو الفرصة للتعرف على نواحي النقص في أدائه و سلوكياته و بالتالي فهي تتيح له مساحة أكثر من الوقت لاكتساب المهارات و التغلب على نواحي السلب في أدائه. كذلك فإنها،على نقيض أدوات القياس التقليدية، بعيده في خطابها عن نبرة "المقاضاة" و "المحاكمة"…حيث أنها "تشجع" و "تساند" و "تعزز" و لا تستعجل قطف ثمار غير ناضجة.

5. هناك بون شاسع مابين مخرجات طرق القياس التقليدية و الحديثة. ففي حين أن الاولى، كما سبق و أن رأينا، تركز على "حساب" كمية التراكم المعلوماتي في ذهنية المتلقي نجد أنَّ

الثانية تتعدى ذلك لتشمل "تعزيز" النمو النفسي و المعرفي و العاطفي و تنميه طرائق التفكير و حل المعضلات و تشكيل الرؤى و الاتجاهات و خلق الخبرات و السلوكيات المواكبة لحاجه سوق العمل و متطلبات التنمية الوطنية. و هكذا فطرق القياس التقليدية إذن: تساعد على خلق أنماط من المخرجات متشابهة "نسخ كربونية" عاجزة عن التفكير و حل المعضلات ديدنها التكرار و الترداد القاتل لكل إبداع. في حين أنَّ طرائق القياس الجديدة تعمل على تشكيل أفراد فاعلين و لادائهم لاحقا في المجتمع إنتاجية و مردود.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير