تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذاً اكتشف ابن جناح، من القرن العاشر، أن ??? في ???? تعني "إنسان". ولأن ابن جناح اكتشف أن ??? تجانس "بشر" العربية اشتقاقياً، ولأنه اعتمد هذه المجانسة الاشتقاقية في شرحه آيات التوراة، فإنه أردف ترجمته لـ ??? في ???? "بإنسان" بشرح كلمة "بشر" في اللغة العربية بقوله "لأن البشر يقع في لغة العرب أيضاً على الواحد وعلى الجميع وعلى الذكر وعلى الأنثى"!

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 12:28 ص]ـ

في أصل كلمة عَلمانية

منذ فترة كتب لي زميل مثقف وناقد أدبي ما نصه بالحرف الواحد: "صديقي! أولا لا وجود على ما أعتقد في بلادنا لمصطلح العَلمانية (نسبة إلى العالم)، وإنما المتداول هو بكسر العين، ولم يعد معناها (المنتسب للعلم) بل الملحد ببساطة". فالزميل العزيز يقول إنه لم يسمع بالعلمانية بفتح اللام، وأنه يعتقد أن العلمانية كانت في الماضي تعني "المنتسب للعلم"، وأنها باتت اليوم تعني ببساطة "الإلحاد".

دعونا نتأمل أصل الكلمة:

العَلْمانِيَّة ـ بفتح العين ـ مشتقة من الكلمة عَلْم (بفتح العين)، وهي مرادفة لكلمة عالَم، ولا علاقة لها بالعِلْم (بكسر العين)، لا من قريب، ولا من بعيد، لا في اللغة العربية، ولا في أية من لغات البشر المعروفة. (قارن الإنكليزية Laicism والفرنسية Laïcisme وهما مشتقتان من الكلمة اليونانية /????: لاوُس/ "شعب"، "رعاع" أي عكس "الكهنة" وهم النخبة في الماضي. من ثمة صارت الكلمة تدل على القضايا الشعبية "الدنيوية"، بعكس الكهنوتية "الدينية").

وكلمتنا العربية هي ترجمة مستعارة من السريانية لأن السريان اشتقوها أولا في لغتهم ترجمة مستعارة عن اليونانية أيضا. (قارن السريانية: /????: عَلْما/ "العالم، الدهر، الدنيا"، فالعلماني في السريانية هو "الدنيوي، الدهري"، ولا علاقة لهذا المعنى بالعلم (بكسر العين). ومن الجدير بالذكر أن الجذر السامي /ع ل م/ يفيد في جميع اللغات السامية معاني "الدهر، الدينا، العالم، الزمن اللامتناهي"، إذ يجانس الكلمة السريانية /????: عَلْما/، وفي العبرية: /????: عُولَم/ (ومنه البسملة اليهودية: ??? ???? ?? ?????: بِشِم يَهوه إِلْ لَعُولم = بسم يهوه إله إلى ما لا نهاية)، وكذلك /عَلونو/ في البابلية و/عالَم/ في الحبشية وسائر اللغات السامية. فالكلمة السريانية أعلاه ترجمة مستعارة عن اليونانية كما نرى لأن "الدنيا" من معاني الكلمة السريانية /????: عَلْما/ أيضا.

إذن لا علاقة بين مفهوم العلمانية (بفتح اللام) ومعناه "الدنيوية، الدهرية" ومن ثمة "اللادينية"، من جهة، والعلم والمعرفة من جهة أخرى، إلا في الأحلام!

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 12:37 ص]ـ

حاشية في الجذر /عرب/

ورد اسم العرب في البابلية هكذا: /عَريبو/ و/عَرُوبو/ و/عَرابي/. وأقدم ذكر لعرب الشمال كان في ألواح الملك الآشوري سلمنصر الثالث سنة 853 قبل الميلاد، التي ذكرت فيما ذكرت الأمير العربي"جُندب" الذي تحالف مع ملك دمشق الآرامي، المتحالف بدوره مع "أحاب" ملك يهوذا ضد الآشوريين. وقام الملك الآشوري سلمنصر الثالث بحملة عسكرية لتأديبهم وانتصر عليهم بالفعل وأسر منهم الكثيرين، وخلد انتصاره عليهم بلوحة فنية رائعة محفوظة حتى اليوم ظهر فيها جُندبُنا هذا راكباً جملَه ... وتشاء الصدفة أن يكون أول ذكر تاريخي لعرب الشمال مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالجمل كما يقول فيليب حتي في كتابه "تاريخ العرب".

وورد اسم العرب لاحقاً في كتاب العهد القديم (كتاب أشعياء، 13:20) وفي كتب المؤرخين اليونان والرومان مثل هيرودوت وغيره. ووردت أسماء الكثير من الشخصيات العربية في كتب العهد القديم مثل سُلاميت وشُعَيب وغيرهما. ولعل أشهر العرب في العهد القديم هو النبي أيّوب عليه السلام، الذي يجمع شراح العهد القديم بشأنه بأنه ليس يهودياً. أما سِفر أيوب في العهد القديم فيكتفي بالقول إنه، أي أيوب، من أهل "عُوص" في الشرق. ويرى الكثير من علماء التوراة أن سِفر أيوب في التوراة ربما كان كُتب بالعربية أصلاً وترجم إلى العبرية لاحقاً. والأدلة التي تساق للبرهنة على هذا الاعتقاد هو كثرة الكلمات والتعابير العربية الواردة في سفر أيوب من جهة، وشاعرية النص القريبة من شاعرية العربية والبعيدة من أسلوب سائر أسفار العهد القديم من جهة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير