رابعاً عدم الإذن في الكلام بالمتشابه ولذلك فإن الذي يتكلم في المتشابه (اليد والقدم وغيرها) فإنه خالف القرآن والسنة وإجماع القرون الخيرية مرتين المرة الأولى حين يزعم أن القرآن ليس فيه متشابه. لأن النصّ القرآني صريح في النهى عن اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ولما كان الأمر كذلك فإن الحديث عن المتشابه يُعد لكونه متشابه حيث جعل التعامل معه كأنّه محكم وهو ما يخالف صريح النص القرآني الذي وصف هؤلاء بقوله (الذين في قلوبهم زيغ) والمرة الثانية: حين جعل من سياق " وهو السميع البصير " سياق إثبات لصفتين وكذلك كسر إجماع الأمة على السكوت عن الكلام في المتشابه وكفى بمخالفة أوامر الكتاب والسنة التي هي مرجع أي خلاف.
خامسا: مقارنة بين كتاب التوحيد للإمام البخاري وكتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة:-
هذا النهج الذي أقول به ليس نهجاً جديداً لم يقل به أحد من العلماء الأكابر بل هو نهجهم جميعاً وسيبدو لك هذا من سياق هذه المقارنة بين كتاب التوحيد للعلامة والمحدث الكبير محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله وهو أصح كتاب بعد كتاب الله كما أجمعت على ذلك الأمة،وكتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة صاحب المذهب المنتشر الآن فلو رجعت إلي:
(أ) كتاب التوحيد للإمام البخاري: تجده التزمَ التزاماً دقيقاً بما قدمّه الله ورسوله، فقال فى كتاب التوحيد من صحيح الجامع بعد التسمية باب ما جاء فى دعاء النبى صلى الله عليه واَله وسلم أمته إلى توحيد الله، وهو بيان المهمة التى أُرسل النبيُ من أجلها، ثم ما جاء فى حديث بعثه معاذاً إلى اليمن لدعوتهم إلى توحيد الله عز وجل
ثم ذكر ثلاثة أحاديث فى فضل سورة الإخلاص، وأنها ثلث القرآن وصفة الرحمن وحبك إياها أدخلك الجنة، ثم ذكر آية
(قل ادعوا الله أو ادعوا الرّحمن أيّاًمّا تدعوا، فله الأسماء الحسنى ...... الإسراء/110) ثم وضع التراجم على الأبواب بآيات من القرآن فيها الأسماء الحسنى هكذا على الترتيب الآتي والدارسون لمنهج الإمام البخاري (رحمه الله) يعرفون أن التراجم وتتابعها وأن ترتيب تفيد بيان المذهب.
التراجم وترتيبها من كتاب التوحيد من صحيح الجامع:-
1 - باب قول الله تعالى (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) 2 - قوله تعالى (عالم الغيب).
3 - قوله تعالى (السلام المؤمن) 4 - قول الله تعالى (ملك الناس).
5 - قوله تعالى (العزيز الحكيم) وذكر بعدها حديث النار الذي فيه ذكر القدم.
6 - ثم ذكر دعاء النبى من الليل وفيه (أنت قيم ....... أنت نور السموات).
7 - ثم ذكر قوله تعالى فى الترجمة (وكان الله سميعاً بصيراً).
8 - ثم فى الباب الثامن (قل هو القادر).
9 - ثم ذكر قول عبد الله بن عباس: ذو الجلال: العظمة. 10 - ثم ذكر (البر اللطيف).
11 - ثم ذكر حديث (إن لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة).
12 - ثم ذكر باب السؤال بأسماء الله والاستعاذة بها عند النوم وعند إتيان الأهل، وعند إرسال الكلاب المعلمة، وكذلك عند الذبح.12 - باب ما يذكر في الذات و النعوت وأسامى الله.13 - وكتابُه التوحيد ملئ بالإشارات إلى الأسماء 14 - ثم ختمه بعد ذكر المتشابه وغيرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم).
(ب) كتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة صاحب المذهب المنتشر فى الصفات (مذهب الدعوة السلفية) وهو الذي يعولون عليه الآن في كيفية وصف الله عز وجل لم يستدل بالأسماء الحسنى في الوصف على الإطلاق، ولم يذكر سورة الإخلاص إلا حين وجد أن حديث الصورة (وسيأتي عليه الكلام فيما بعد) سيلزمه ويصل به إلى التجسيم، فقال بعد محاولات فى تأويل الحديث والهروب من ظاهره ولم يجد سبيلاً ولا مخرجاً من كلام النبى فى سياق آخر (صورة الرحمن) قال صـ 41 من كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن منيع بإسناده إلى أبى بن كعب أن المشركين قالوا للرسول صلى الله عليه واَله وسلم: أنسب لنا ربك فأنزل الله (قل هو الله أحد). ولم يأخذ منها سوى قول الله سبحانه (ولم يكن له كفواً أحد) وهذا كل ما ذكره فى سورة الإخلاص والعبرة ليست نصرة كتاب على كتاب ولكن وقوف أكابر العلماء علي الفهم الصحيح لمراد الله ومراد رسوله ونقلهم ذلك
¥