تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لنا وتقديم ما قدمه الله ورسوله وتأخير ما أخره الله ورسوله فتقدم عند البخاري (رحمه الله) سورة الإخلاص، وفضلها،والأسماء الحسنى وفضلها، وتأخرت أحاديث المتشابه، وإن كان قد رواها فى كتابه،لأنها صحيحة ولا وجه لإنكارها، بينما كتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة تقدم المتشابه واختفت الأسماء الحسنى تماماً ولم تذكر سورة الإخلاص فى الكتاب إلا على سبيل الاضطرار!! ولم يأخذ منها إلا جزءاً يسيراً ولم ينتفع ببقية أوامر السورة،وأحاديث بعيدا عن ترتيب ابن خزيمه والتي رواها فجاءت / باب ذكر القدم / باب ذكر اليد / باب ذكر الأصابع / باب ذكر الساق وهكذا فلما تكلم فى حديث الصورة وفيه (صورة الرحمن) قال باب تأويل قول النبي (علي صورته) لأن إثبات الحديث علي الظاهر يصل بصاحبه إلي التجسيم لا محالة ولامفر وذلك لأنه سلك سبيل غير مأذون له السير فيه (وهو سبيل المتشابه) فتخبط تخبطاً واضحاً فقال مرة بالظاهر ومرة أخرى بالتأويل وذلك كتاب التوحيد للبخاري وهذا كتاب التوحيد لابن خزيمة .. فمع أيمها تبتغى السلامة إلى ربك ... أظنك فهمت ما أريد. .... ثم أتكلم علي عدة مسائل في فصول ..

الفصل الأول: فى الكلام على الاستواء:أما الشبهة المثارة فى (ثم استوى على العرش ... الأعراف/54) (الرحمن على العرش استوى ... طه/5) يقول الإمام مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال بدعة (وانتبه إلى كلمة "والسؤال بدعة") استوى بمعنى علا، وهذا قول مجاهد (تلميذ حبر الأمة عبد الله بن عباس رضى الله عنهما)

ورواه الإمام البخاري فى كتاب التوحيد من جامعه الصحيح. والدلالة من الأسماء الحسنى (العلّي).

والإمام على رضى الله عنه يقول: إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته لا مكاناً لذاته وقد كان و لامكان وهو الآن علي ماكان .... وبالجمع بين كلام الإمام على وكلام الإمام مالك رحمه الله أقول: كان الله علّياً قبل الخلق فلما خلق الخلق أصبح عليّاً على الخلق وقد كان علياً من قبل ومن بعد، وأن المتغير فى (ثمّ) جاء من إحداث المخلوق لا من حركة فى ذات المولى عز وجل فالخلق هو الجهة المتغيرة لأن القضية فيها ثابت ومتغير والمتغيرهوالخلق.لا ما قال الإمام ابن تيميه في رسالته التدّمُرية أنه (خلق ثم استوى) لأنه إذا تبادر إلى الذهن ذلك أي إذا فهمت أنه بعد أن خلق استوى تأصلت حينذاك شبهة اليهود بقولهم إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح فى اليوم السابع تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وعطلت بذلك الفهم خمسة أسماء حسنى فقلت علا بعد أن لم يكن علياً فجعلت اسم (العلّي) محدثاً ولم تجعله قديماً وأوقعت حركة فى ذات الرحمن ارتبطت بزمان.عطّلت الأسماء الحسنى (الأول والآخر والظاهر والباطن) ولن ينفعك حينئذ نفى الكيفية و تقول معها لا استواء راحة بعد أن تكون قد عطّلت الأسماء الحسنى وخدعت نفسك بهذا النفى (والآية على ظاهرها كماهي) فالعلة إذن فى الفهم السقيم بعيداً عن فهم الأئمة الكبار (الإمام علّى والإمام مجاهد والإمام مالك والإمام البخاري) وهذه الصفة مثلها في الفهم كمثل قوله تعالى (وكان الله عزيزاً حكيماً ... سورة النساء/165) كان عزيزاًً حكيماً وسيبقى دائماً وأبداً كذلك لا يتغير سبحانه وتعالى ولا تجرى عليه سبحانه وتعالى لوازم المتغيرات. لذلك كان مذهب الأئمة الكبار فى الصفات خارج الأسماء الحسنى (أمروها كما جاءت وأن الظاهر غير مراد) فأما الإمام الشافعي فيقول (آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله و آمنا برسول الله و بما قال رسول الله علي مراد رسول الله) أما كلام الإمام أحمد فيقول (لا كيف ولا معنى) ذكر ذلك الشيخ أبو بكر الجزائري فى كتاب منهاج المسلم مع تحفظي لما علق عليه بعدها وهو إثباتها على الظاهر مع نفى الكيفية!!، وفى كتاب التمهيد 7/ 147: 7/ 152للشيخ ابن عبد البر وكتاب شرح الإمام الزرقانى 2/ 49 وكتاب تنوير الحوالك للإمام السيوطى 1/ 167 وكذلك عند بقية الأئمة، وهذا غيض من فيض وقليل من كثير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير