تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه الأحاديث تمنع من التكفير والتخليد، وتوجب من الرجاء له ما يرجى لسائر أهل الكبائر، قالوا: ولأن الكفر جحود التوحيد وإنكار الرسالة والمعاد وجحد ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا يقرّ بالوحدانية شاهداً أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله مؤمناً بأن الله تعالى يبعث من في القبور، فكيف يحكم بكفره؟.

? الدليل السادس:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ().

? الدليل السابع:

عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" ().

? الدليل الثامن:

عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم "؟، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي، فأمَّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب وأمَّا من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب" ().

? الدليل التاسع:

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت" ().

الدليل العاشر

عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أُمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره ناراً فلما أفاق قال علام جلدتموني قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره " ().

? وجه الدلالة:

دلَّت هذه الأحاديث على أنه قد يطلق الكفر وليس المراد به الكفر المخرج من الملة، وإنما أريد به التغليظ والتشديد في الوعيد والتشبيه له بالكفار ().

قال ابن عبد البر: ومما يدل على أن تارك الصلاة ليس بكافر كفراً ينقل عن الإسلام إذا كان مؤمناً بها معتقداً لها حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أُمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلده فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره ناراً فلما أفاق قال علام جلدتموني قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره "، قال الطحاوي في هذا الحديث ما يدل على أن تارك الصلاة ليس بكافر لأن من صلى صلاة بغير طهور فلم يصل وقد أجيبت دعوته ولو كان كافرا ما أجيبت له دعوة لأن الله تبارك وتعالى يقول: وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ().

? الدليل الحادي عشر:

إجماع المسلمين على الصلاة على من قال: لا إله إلاَّ الله ().

? الدليل الثاني عشر:

أنه لم يعلم في عصر من الأعصار أن أحداً من تاركي الصلاة ترك تغسيله والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين ولا منع ورثته ميراثه ولا منع هو ميراث مورثه ولا فرق بين زوجين لترك الصلاة مع أحدهما مع كثرة تاركي الصلاة، ولو كان كافراً لثبتت هذه الأحكام كلها ().

? الدليل الثالث عشر:

لا خلاف بين المسلمين أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها، ولو كان مرتداً لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام ().

? المناقشة والترجيح:

بعد النظر في أدلَّة أصحاب القولين تبيَّن لي ما يأتي:

الأول: أن الأحاديث التي استدل بها أصحاب القول الأول محمولة على التشديد والوعيد، والزجر، والتغليظ، وليس المراد منها حقيقة الكفر الذي هو مخرج من الملة، ومثل ذلك كثير جداً، قال ابن قدامة: إن الأحاديث التي استدل بها أصحاب القول الأول محمولة على سبيل التغليظ والتشبيه له بالكفار لا على الحقيقة، كقوله عليه الصلاة والسلام: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ()، وقوله عليه الصلاة والسلام: " من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" ()، وقوله: " من قال مطرنا بنوء الكوكب فهو كافر بالله مؤمن بالكوكب" ()، وأشباه ذلك مما أريد به التشديد والوعيد ().

الثاني: أن هذه الأحاديث الدالة على تكفير تارك الصلاة محمولة عند بعض العلماء على من تركها جحوداً لوجوبها وذلك كافر بإجماع الأمة كما سبق،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير