تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فمع ما في ذلك من التكلف فإنه سوف يدخلك في محظور عقدي، ذلك أن المتوسل به إنما هو الدعاء وليس أعمال ذلك الصالح الحي كما لا يخفى عليك.

2 – أما قولك إن الراجح من أقوال أهل العلم هو كراهة التوسل بدعاء الصالح الحي إلا في الأمور العامة فلم أجد من اهل العلم من ذكره بل وجدت بعض أهل العلم نقل الإجماع على جواز التوسل بدعاء الصالح الحي مطلقا، وإن شئت المراجع فهي موجودة.

3 – إذا كنت ترجح كراهية ذلك النوع من التوسل فما هي مسوغات الترجيح.

وإذا كنت تخصصه بالأمور العامة فما المخصصات عندك.

4 – من الاختصار المخل في المتن المذكور – والذي لا ينقص من قيمته بل هو من الأخطاء الملازمة للأعمال البشرية أيا كانت قوله:

وقول أهل الحق في الإيمان قول وأعمال على أركان

فأين الاعتقاد القلبي الذي هو أصل كلمة الإيمان، ولم يخرجه أهل السنة من مفهوم الإيمان بل قالوا: الإيمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان.

وغير هذا كثير.

وإني أقول لك إنك لن تجد متنا يخلو من الأخطاء والاختصار المخل، ولكني أكرر لك أن ذلك لا يمنع من الاستفادة منه لمن يريد ذلك أو لمن يعتبر حفظ المتون شرطا في تقنين العلوم واختصارها واستحضارها.

والحمد لله أنك من اهل الشاطبية ولا شك أنك تعرف ما استدرك على الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى من أبيات وقواعد قد تصل إلى حدود الثلاثين أو أكثر.

أما ألفية ابن مالك ففيها أكثر من ذلك وفي لامية الأفعال أضعاف ذلك حتى إن العلامة المختار بن بون الشنقيطي أضاف عليها ضعفها وسمي عندنا "الاحمرار" وبقيت بعده أفعال تحتاج إلى ضبط وبناء.

والخلاصة أن المتون يحتاج لها بعض الناس في استحضار ما يحتاجه من علوم، ولكن ذلك الاستحضار في غالبه لا يخلو من نقطة ضعف، إما في أصل المتن نفسه، وإما في عدم وجود الأدلة لأن المتون - غالبا - لا تذكر الأدلة من أجل الاختصار، وأي قولة بلا دليل فما فائدة استحضارها.

وأرجو أن تجيب على الأسئلة التي ذكرت لك حتى نستفيد جميعا ولا يكون نقاشنا انتصارا للنفس، وجدلا نصفه سب وشتم ..

وأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من الباحثين عن الحق المستزيدين من العلم الشرعي الصحيح.

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[09 Sep 2009, 02:20 ص]ـ

(فإن أدخلناه كما قلت في قوله: "ومثله ما كان بالطاعات"

فمع ما في ذلك من التكلف فإنه سوف يدخلك في محظور عقدي، ذلك أن المتوسل به إنما هو الدعاء وليس أعمال ذلك الصالح الحي كما لا يخفى عليك.) ليس هناك محظور عقدي لأن كلمة الطاعات تشمل الأقوال والأعمال.بارك الله فيك.

(– من الاختصار المخل في المتن المذكور – والذي لا ينقص من قيمته بل هو من الأخطاء الملازمة للأعمال البشرية أيا كانت قوله:

وقول أهل الحق في الإيمان قول وأعمال على أركان

فأين الاعتقاد القلبي الذي هو أصل كلمة الإيمان، ولم يخرجه أهل السنة من مفهوم الإيمان بل قالوا: الإيمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان.) هذا ليس اختصارا ولا إخلالا وذلك لأن اعتقاد الجنان متفق على أنه من الإيمان بين الفرق جميعا فحتى الجهمية والمرجئة يوافقون أهل السنة على ذلك , ولكن النزاع إنما هو في القول والعمل فالجهمية أخرجوهما من مسمى الإيمان والمرجئة أدخلوا القول وأخرجوا العمل , فالناظم ذكر ما فيه النزاع ونسبه إلى أهل الحق وحدهم فهم الذين انفردوا عن غيرهم بإدخال القول والعمل في الإيمان, وأما اعتقاد القلب فلم ينفرد به أهل الحق وحدهم إذ لم ينازع فيه أحد فهو معلوم بالضرورة , ثم إن النص على القول والعمل يلزم منه حتما ولا بد اعتقاد القلب إذ لا قول إلاعن اعتقاد , ولا يخفاك قول الشاعر:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما = جعل اللسان على الفؤاد دليلا

ثمة إن الناظم قال في نفس الباب في البيت الثالث:

يزيد بالطاعات في القلوب =كذلكم ينقص بالذنوب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير