تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهذا البيت فيه إثبات اعتقاد القلب في الإيمان بل وزيادة الإيمان في القلب ,فأنا آمل منك أخي الفاضل كما تطالبني بعدم التكلف في بيان حسن المتن ـ مع أني أحسب أني بعيد عن التكلف ـ أطالبك أيضا بنفس الطلب ألا تتكلف في عيبه بما ليس عيبا لأن هذا كما قلت لك يستطيعه كل أحد في أي كتاب حاشا كتاب الله عز وجل فقد يقول قائل إن البخاري قد ترك كثيرا من الأحاديث الصحيحة بإقراره هو وهذا خلل في كتابه يفتح الباب لنقده والتقليل من فائدته مع أني لا أقبل هذا الكلام احتراما لأجماع الأمة على أنه أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل , فأنا وأنت متفقان على عدم عصمة المتون لأنها كلام بشري لكن عندي أن الأصل في المتون أنه علم نافع وجهد ماتع ولا يطلق القول بخلل فيها إلا مفسرا بالبرهان والدليل.

(وغير هذا كثير.) هذا الذي لا يليق في النقاش , فلا ينبغي مثل هذا الإطلاق إلا ببراهينه , هل تقبل أن أقول إن متن الشاطبية به خلل كثيروأخطاء جمة لأنه نظم بشر يخطئ ويصيب؟ أم لابد أن أبين موضع الخلل بالدليل , هذا هو الخلاف بيننا أنا أقول لك أرني الخطأ وبرهن عليه ونتناقش فيه فإن ثبت خطؤه أقررنا به وإن لم يثبت خطؤه لم نتحامل عليه وأنصفناه.

وأما مسألة كراهة التوسل بدعاء الحي الحاضر فلا ينافي جوازه يا أخي الكريم كما أجمعوا على جواز النذر مع أنه مكروه شرعا وأنا سأريحك بنقل كلام أهل العلم في ذلك ليطمئن قلبك أن غايتي الإفادة وليس التجريح وليتسع صدرك لنقاشي كما تطالبني أنت.

بسم الله الرحمن الرحيم

فتاوى في حكم التوسل بطلب الدعاء من الغيرسئل الشيخ العثيمين _رحمه الله_ سمعنا أن من فضيلة الدعاء قول الشخص لأخيه: لا تنسَنا يا أخي! من صالح دعائك، هل لكم تفصيل في هذا الأمر، مع ذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعكاشة عندما قال: (ادع الله يجعلني منهم يا رسول الله! (

فأجاب: طلب الدعاء من الغير إن كان لمصلحة عامة فلا بأس به، مثل ما حصل للأعرابي الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، وفي الجمعة التالية قال هذا الرجل أوغيره: غرق المال وتهدم البناء فادع الله يمسكها، فإن هذا لا بأس به؛ لأن المصلحة لغير، فهو بمنزلة الشافع، أما إذا كان لمصلحة خاصة فهذا إن كان من النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا بأس به، أي: لا بأس أن يسأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن عاء النبي صلى الله عليه وسلم ليس كدعاء غيره.

أما إذا كان من غيره فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: إنه يدخل في المسألة المذمومة، فلا تقل لأحد: ادع الله لي إلا إذا قصدت مصلحته هو، وكيف يكون مصلحة له؟ يكون مصلحة له لأنه إذا دعا لك فقد أحسن إليك والله يحب المحسنين؛ ولأنه إذا دعا لك قال الملك: آمين ولك بمثله، فيستفيد من هذا الدعاء الذي دعاه لك بظهر الغيب، أما إذا قصد مصلحة نفسه -أي الطالب- فكما سبق عن شيخ الإسلام، وفيه محذور آخر؛ وهو أنه قد يعتمد على دعاء هذا الرجل ولا يدعو هو لنفسه، وفيه محذور ثالث؛ وهو أن المسئول ربما يغتر ويرى أنه رجل صالح يطلب دعاؤه فيزهو بنفسه ويعلو بنفسه، فأنت يا أخي! ادع الله لنفسك؛ لأن دعاءك الله عبادة، سواء أجابك أو لم يجبك، ودعاؤك لربك صلة بينك وبينه، فألح على الله بالدعاء بدل أن تقول لشخص من الناس ادع الله لي، وحديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله له:) لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك (حديث ضعيف.

وسئل أيضا هذا السؤال: فضيلة الشيخ! هل في طلب الإنسان من غيره ممن يرى على ظاهره الصلاح أن يدعو له بظهر الغيب، هل في ذلك ضعف في توكل ذلك الشخص الطالب للدعاء؟ وإن كان كذلك فما توجيهكم في طلب عمر من أويس القرني الدعاء له مع أن عمر أفضل من أويس؟

فأجاب: طلب الإنسان من غيره أن يدعو له لو لم يكن فيه إلا أنه سأل الناس، وقد كان من مبايعات الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ألا يسألوا الناس شيئاً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير