تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعنوان (إبراهيم طوقان)، كما قرر اتحاد الكتاب الأردنيين إعلان جائزة سنوية باسم الشاعر إبراهيم طوقان وذلك في حفل ذكراه المئوية في أيلول عام 2005. منح اسمه وسام "القدس للثقافة والفنون" في يناير/كانون الثاني سنة 1990. صدر عنه العديد من الدراسات والكتب نذكر منها: 1. رسائل إبراهيم طوقان إلى شقيقته فدوى، دار الهجر، بيت الشعر، رام الله2004. 2. د. عمر فروخ، شاعران معاصران طوقان والشابي، بيروت، المكتبة العلمية، 1954. 3. البدوي الملثم، (يعقوب العودات)، إبراهيم طوقان في وطنياته ووجدانياته، المكتبة الأهلية، بيروت،1964. 4. د. زكي المحاسني، إبراهيم طوقان، شاعر الوطن المغصوب، القاهرة، دار الفكر العربي، د. ت. (1956). 5. عبد اللطيف شرارة، إبراهيم طوقان، دراسة تحليلية، دار صادر، بيروت، 1964.ط2 دار بيروت للطباعة والنشر 1982 6. وليد جرار، شاعران من جبل النار: إبراهيم طوقان، عبد الرحيم محمود، مطبعة الخالدي، عمان، 1984. 7. حنا أبو حنا، ثلاثة شعراء، منشورات مجلة مواقف، 1995. 8. الدكتور يوسف بكار: (إبراهيم طوقان: أضواء جديدة)

رافق إبراهيم طوقان المأساة الفلسطينية مذ كانت مشروعاً إلى أن أصبحت أزمة، وتوفي وهي توشك أن تتحول إلى كارثة، وفي خضم هذه العاصفة التي تهدّد الوطن والمواطن كتب شعره على ضوء الدم الفلسطيني. وقد فاز عن جدارة، بلقب شاعر الوطن وسجل قضية بلاده في شعره القوي الذي يمتاز بذلك الطابع الفلسطيني الخاص، ويحس به كل من عاش ويعيش الأخطار التي تتعرض لها الأوطان. وفي ختام مقالي هذا أنشر صورة قلمية لشاعرنا الكبير إبراهيم طوقان، خطتها شاعرتنا الكبيرة، شقيقته الراحلة فدوى طوقان، راجيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدان بواسع رحمته.

أخي إبراهيم بقلم: فدوى طوقان لا أحب إلي من ساعة آخذ فيها مجلسي من أمي، فتحدثني عن طفولة شقيقي إبراهيم رحمه الله، ويا له شعوراً حزيناً، يتسرّب في شعاب قلبي، حين تفتتح حديثها عن إبراهيم بهذه الديباجة التي تفعم نفسي بالرحمة لها، والحسرة عليه: «لقد بلوت في إبراهيم الحلو والمر، ولقيت فيه من الحزن وطارقات الهموم، أضعاف ما لقيت فيه من السعادة والهناء .. » وتترقرق في عيني كل منا دمعة، وتعتلج في صدر كل منا لوعة، ثم تشرع هي، في حديثها عن طفولة إبراهيم، وقد أقبلت عليها بحواسي وقلبي وروحي جميعاً. كان إبراهيم لعوباً إلى حد بعيد، لا يقتصد إذا أخذ بسبب من أسباب العبث واللعب، وكأنما كانت نفسه تضيق بإهابه فلا يهدأ، ولا يستقر. وهو في أحيان كثيرة على خلاف مع جدته لأمه، رحمها الله، إذ كان على وفاق مع طبيعته المرحة اللعوب، كان يعرف نزق جدته وضيقها بالضجة والحركة، فلا يألو جهداً في معابثتها واستفزازها، وذلك لكي تزجره وتنتهره برطانتها التركية التي كانت تخالطها من هنا وهناك كلمات عربية، لا تستقيم لها مخارج بعض حروفها فتأتي ملتوية عوجاء، تبعث إبراهيم على الضحك، ولقد تهمّ الجدة باللحاق به، فيفر منها .. ويتسلق إحدى شجرات النارنج التي تمتلئ بها ساحة الدار، وهناك يأخذ مكانه بين الفروع الغليظة الصلبة، وينتهي الأمر بينهما عند هذا الحد. ثم يشرع، وهو في مقعده ذلك من الشجرة، يترنّم بالأهازيج الشعبية التي كانت تروقه وتلذه كثيراً. وإنني لأمثل في خاطري، ذلك الشيخ الوقور، جدي لأبي، رحمه الله متربعاً في كرسيه، مشتملاً بعباءته، وإلى جانبه حفيده الصغير إبراهيم، يتقارضان من الشعر والزجل «والعتابا» ما يعيه قلباهما. وإنني لأمثل إبراهيم في خاطري كما يصورونه لي، واقفاً أمام جده يرتجل ما ينقدح عنه فكره الصغير يومئذٍ، من قول يرسله في وصف حادث حدث في البيت، فيه نكتة، أو طرافة .. وذلك في عبارات تكاد تكون موزونة مقفاة، يقلد فيها ما كان يستظهره في المدرسة من شعر، أو ما يعيه قلبه من قصص «عنترة» و «أبي زيد الهلالي» و «سيف بن ذي يزن»، تلك التي كثيراً ما أصغى إلى أمه وهي تقرأها لجده لأبيه، في أمسيات الصيف الجميلة، أو في ليالي الشتاء الطويلة. كان ذلك التقليد من إبراهيم لأسلوب الأشعار التي يحفظها في المدرسة، ولأسلوب القصص التي يسمعها تُقرأ في البيت، يملأ نفس الجد غبطة، ويفعمها بهجة، فيأخذ حفيده إليه، ويحتويه بين ذراعيه، ويقول له بلهجة المعجب المتعجب: «… من أين تأتي بهذا الكلام يا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير