وقد جعل الوفاء بالعهد عاما ليشمل وفاء المجتمع بالعهد، والفرد جزء من المجتمع، فأي فرد من المسلمين يكن أن يعاهد عن بقية المسلمين، وهم جميعا ملزمون بالوفاء بعهده (يسعى بذمتهم أدناهم).
والوفاء بالعهد ليس سهلا على المرء في مواطن كثيرة، إذ يصعب على النفس، وقد تشعر أن فيه هضما لحقها، ونتذكر جميعا كيف كان المسلمون يأتون من مكة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فيردهم وفاء لعهده مع المشركين في صلح الحديبية، وكان المسلم المردود يخاف أن يفتنوه في دينه لكن الوفاء بالعهد دفع الرسول صلى الله عليه وآله إلى ردهم.
ـ والصابرين: وهنا قد يقال إن العطف يقتضي الرفع، وهذا قد يجوز في غير القرآن، ولكن الصبر هنا له منزلة عالية في البأساء والضراء، فنصبها إشارة إلى تخصص الصابرين وتمييزهم بين المذكورين، والنحاة يقدرون فعلا محذوفا (أخص الصابرين).
(أولئك الذين صدقوا) جاء باسم الإشارة (أولئك) ليقول إن على المسلم أن يسعى ليكون مثلهم ويصل إليهم وإلى هذه الصفات.
(وأولئك هم المتقون) والسؤال هنا لم جاء بالضمير (هم)؟
(هم) ضمير فصل يؤتى به ليميز بين الخبر والصفة، وفيه أيضا معنى التوكيد، ونفي الوصفية التي قد تفهم إن حذف الضمير، فأثبت لهم الخبرية توكيدا وتخصيصا.
جاء بعد كل الصفات المتقدمة بوصف المتقين، وهذه الصفة هي نفسها في الآية الثانية "يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ" فبدأ بكلمة التقوى للإيجاز.
والقرآن الكريم قد يجاري السائل أحيانا على طريقته في السؤال، فهؤلاء قد سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الأهلة،: ما هي؟ ما فوائدها؟ فجاء الجواب مختصرا "هيَ مَواقيتُ للنّاسِ وَالحَج"
وقد كان بعضهم ـ قيل بعض الأنصار ـ إذا رجع من الحج فلا يجوز له ـ في عُرفهم ـ أن يدخل من باب الدار، وإنما يأتي من ظهرها ويدخل. فتقول له الآية إن البر ليس بهذا العمل، وقد يكون الأمر من باب توجيه المجتمع المسلم وتربيته بألا يعكس الأمور بأن يسأل عن المسائل الصغيرة ويترك القضايا الجوهرية، فبدل السؤال عن الأهلة فليتبصروا في خلق الله عز وجل في هذا الهلال كيف يكون وكيف يصير؟ "والقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ. لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (يّس:40)
فقال: القمر والشمس، فهو قمر واحد وهلال واحد، والمقصود بالجمع وجود القمر التي نراها تتكرر في كل شهر، والأصل أن نتأمل في خلق الله عز وجل وكيف هو بهذه الصورة البديعة؟
منقول من موقع لمسات بيانية ( http://www.islamiyyat.com/dr-hossam.htm# نبذة_عن_الدكتور_حسام_النعيمي)
ـ[معالي]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 03:06 ص]ـ
الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي رحمه الله تعالى
ورحل جاحظ القرن العشرين!
إنه أشبه ما يكون بموسوعة علمية معرفية أدبية, جمعت معارف مختلفة.
لقد أخلص في خدمته للغة.
لقب بجاحظ القرن العشرين لتنوع معارفه وسعة عطائه.
عرفته الحياة طموحا لا يعرف الكلل, كثير العطاء. كان طالبا مثابرا, وأستاذا معطاءا.
تخرج على يديه أجيال من علماء ومفكرين وأدباء.
أثرى المكتبة العربية بما خلفه من مؤلفات بلغ عددها خمسمائة كتاب في مختلف حقول المعرفة من أدب وبلاغة ونقد ولغة و إسلاميات وتاريخ.
من بينها:
- موسوعة الأدب العربي " ويتالف من مائة جزء.
- الحياة الأدبية في صدر الإسلام.
- الحياة الأدبية بعد ظهور الإسلام.
- الشعر الجاهلي.
- الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق.
- الأدب العربي الحديث و مدارسه.
- مدارس النقد.
- المكتبة الأدبية.
- نحو بلاغة جديدة.
- الأسلوبية والبيان العربي.
- دراسات في الأدب الجاهلي والإسلامي.
- أحمد زكي أبو شادي: رائد الشعر الحديث.
- ابن المعتز وتراثه في الأدب والنقد والبيان.
- أبو عثمان الجاحظ.
- قصة الأدب في مصر في خمسة أجزاء.
- قصة الأدب في الحجاز وهو كتاب من ثلاثة أجزاء.
- ثمانية عشر ديوان شعر مطبوع, وأخرى مخطوطة, فمن دواوينه:
*وحي العاطفة.
¥