رثيت لحالي بعد شيبي وقد جرت = عواصف آثام يُشعِّثن لمّتي
وقد ضاع عمري لاهيًا لا انتباهة = ولا يقظة من بعد نومٍ وغفلتي
تقلبت في النعماء دهرًا أذوقها = نسيت بها البؤس وذُلِّي وشقوتي
فهل قمت بالشكر الذي كان واجبًا = عليَّ؟ وهل جانبت موطن زلتي؟
وقال في مطلع قصيدته «ابتهال»:
عبدٌ ببابك قد أتى يتذللُ = حيث التذلل في جنابك أجملُ
عبدٌ أثيمٌ أثقلته ذنوبه = فأتاك يعثر في خطاه ويوجلُ
ولّى له ماضٍ بأوزارٍ غدتْ = سُودًا كمثل الليل بل هي أليلُ
يبكي على ما فاته متحسّرًا = وسواك ليس له إلهي موئلُ
خِزانته العلمية:
الشيخ مولع بالكتاب واقتنائه، وبدأ في الشراء منذ وقت مبكرٍ جدًا، ولا يزال يسأل عن أخبار الجديد في عالم المطبوعات، ويشتري كل ما يطبع أولا بأول إلى آخر لحظة في حياته رحمه الله.
وآخر إحصائية لكتبه تقول: إنّ خزانة أبي تراب الظاهري تبلغ «500،16» ستة عشر ألفا وخمسمائة كتابا.
وهي مجموعة علمية ضخمة، ولا سيما إذا عرفنا أنّها ملك لشخص دون غيره، وهي بحق من أكبر المكتبات الشخصية.
ومن خلال التجول في مكتبته أقول:
مكتبة غنية بفنون المعرفة في: الدين، واللغة، والأدب، والتاريخ، والطب، و ...
كما يوجد فيها مخطوطات مختلفة، منها أصلية، ومنها ما نسخها إما في «مصر» إو غيرها، ويوجد بعض هذه المخطوطات على شرائح ميكروفيلم.
وتحتوي مكتبته على الكثير من الكتب القديمة والنادرة.
كما تحتوي على أكثر من نسخة من بعض الأمهات بطبعات مختلفة، وأكثر كتبه طبعة أولى!!
والكثير من الكتب في «خزانته» لا تخلو من تعليقات كثيرة، إما تعقيب، أو تذييل، أو تأييد لكلام أهل العلم، تدل على سعة اطلاعه.
وقد طالعت بعضها في: «لسان العرب» و «القاموس المحيط»، و «الإصابة» ..
والشيخ يريد أن تكون «خزانته» بعد موته (وقفاً) على طلاب العلم، هكذا حدثني أكثر من مرة، وكانت أمنيته في حياته أن تشتري الدولة لها مقرًا في جدة، وتوضع فيه لتكون في متناول طلاب العلم.
وهي بحق خزانة عامرة، وعسى أن يكون في مقالي هذا نداء لمن يلبي أمنيته قريبًا إن شاء الله.
قلتُ: ما أعلمه أن ابنه محمدًا قد أعلن في الصحف _بعد وفاة والده_ عن عرضها للبيع بأعلى سعر يُقدّم!! ولا زلتُ أذكر أنني قرأتُ لمن يلومه على مخالفة رغبة أبيه!
إنتاجه العلمي:
للشيخ نحو خمسين كتابًا في مختلف الفنون، «الحديث، والسيرة، والتراجم، والنحو، والأدب، والشعر، والنقد» ويلاحظ أن الصبغة الادبية طاغية على تأليفه، كما له تعاليق ومراجعات على كتب شتى.
وقد طبع من مؤلفاته نحو خمسة وعشرين كتابا، وهذا مسرد موجز عنها، وفي ترجمتي له ذكرت وصفا كاملا لكل كتاب:
_ أدعية القرآن والصحيحين: جمع فيه الأدعية الواردة في «القرآن الكريم» و «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم»، طبع بحجم الجيب لسهولة حمله سنة: «1413هـ».
_ آراء المتقدمين في الأدب.
_ الأثر المقتفى لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم نشرته «دار القبلة» «جدة» وطبع سنة: «1404هـ».
_ «أصحاب الصفة»، ظهر منه الجزء الاول «112» صفحة، من الحجم الصغير، وشمل «95» صحابيًا، وطبع سنة: «1404هـ».
_ «إضمامة ذهول العقول فيما رثي به الرسول صلى الله عليه وسلم»
_ «إعلام أهل الحاضر برجال من الماضي الغابر»، في التراجم، طبع المجلد الأول منه سنة: «1405هـ»، عن دار القبلة.
_ «الأقاويق».
_ «إلقام الكتاب» لم يطبع.
_ «الأوباد والأسمار».
_ «أوهام الكتاب» طبع الجزء الاول سنة: «1403هـ».
_ «بث الكث في الغث والرث» ديوان شعره في مجلدين ضخمين، ولم يطبع.
_ «تأنيس من أقبل على القربات».
_ «التحقيقات المعدة بحتمية ضم جيم جدة»، له القسم الثالث منها، طبع سنة: «1385هـ».
_ تخريج: «مسند أبي يعلى الموصلي».
_ تخريج: «منتقى ابن الجارود».
_ «تذكرة المتزود».
_ «تفسير التفاسير».
_ «تفسير ما يخفي من كلمات القرآن»، تحت التأليف، وهو آخر ما كان رحمه الله يكتب فيه، ابتدأه في: «7/ 10/1422هـ» ولم يتمه.
_ «تناقض الفقهاء» لم يطبع.
_ حاشية على: «المنتقى» لابن الجارود لم يطبع.
_ «الحديث والمحدثون» مطبوع.
_ «الحواضر والخواطر».
_ «دلائل النبوة للبيهقي»، علق على الجزء الاول.
_ «ذهول العقول بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم»، نشرته دار القبلة، عام «1404هـ، ويقع في «186» صفحة، من الحجم العادي.
¥