السعودية: قدم إلى السعودية بطلب من الملك عبدالعزيز رحمه الله، حيث أبرق إلى سفارته هناك، وأرسل إليه طائرة، وذلك ليكون مدرسًا في «الحرم المكي»، وفعلا قدم إلى جدة عام 1367هـ، ومنها إلى مكة المكرمة.
مصر: رحل إلى مصر وكان معه توصية خطية من أبيه رحمه الله إلى محدث مصر في وقته العلامة أحمد بن محمد شاكر رحمه الله واستضافه في بيته، كما استضافه رئيس جماعة السنة المحمدية العلامة «محمد حامد فقي رحمه الله في بيته أيضًا.
وفي مصر التقى بالعلماء، وممن لقي هناك المدعو: زاهد الكوثري.
المغرب: رحل إليها، وحل ضيفًا عند شيخه: منتصر الكتاني رحمه الله واستجاز ممن لقيهم، ولقي المحدث الأصولي عبدالله بن الصديق الغماري ت «1413هـ» رحمه الله ولم يستجز منه.
ويقول: لقيت الكثير من أصحاب الرواية هناك، ولم أستجزهم؛ لشدة بدعهم، بل وجدت منهم المشعوذين ممن يدّعون الرواية.
شيوخه:
لقد أكثر الشيخ من الرحلة والسماع، وتعدد شيوخه من أقطار إسلامية عديدة، وهذا ذكر لبعضهم ممن درس عليهم، أو سمع منهم، أو استجازهم:
والده المحدث: عبدالحق الهاشمي، وهو شيخه الأول، والأخير.
ومن علماء الهند: إبراهيم السِّيالكوني، وعبدالله الروبري، الأمر التسري، وأبو تراب محمد عبدالتواب الملتاني، وهو من تلاميذ نذير حسين، وقد قرأ عليه الشيخ أبوتراب «سنن النسائي» كاملة، ثناء الله الأمر تسري، وعبدالحق الملتاني، وكان يدرس كل العلوم.
ومن علماء الحرمين: القاضي أبوبكر بن أحمد بن حسين الحبشي، والعلامة القاضي: حسن مشاط المالكي، والمحدث: عبدالرحمن الإفريقي، والعلامة عبدالرحمن المعلمي، والمحدث: عمر بن حمدان المحرسي، والشيخ: محمد عبدالرزاق حمزة، ومسند العصر: ياسين بن محمد عيسى الفاداني.
ومن علماء مصر: المحدث أحمد بن محمد شاكر، والشيخ: حسنين مخلوف، والعلامة الشيخ محمد حامد فقي.
ومن علماء المغرب: الحافظ عبدالحي الكتاني، والمسند: منتصر الكتاني.
طلابه: الذين قرؤوا على الشيخ واستجازوه كثيرون، منهم من درَّسهم في الحرم المكي، ومنهم من يأتي إليه في خزانته العامرة، وقد ذكرت أبرزهم في ترجمتي له.
إجازة الصاع النبوي والمدّ النبوي
الشيخ مجاز بهما عن جماعة من شيوخه، وعلى رأسهم والده المحدث عبدالحق الهاشمي، ورأيت في خزانته «المد النبوي» الخاص بوالده رحمه الله، وهو مصنوع من النحاس، وقد نحت عليه من الخارج الإسناد من والده إلى الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنه، إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل واحد من رجال الإسناد قاس مده بمد شيخه، إلى جابر بن عبدالله رضي الله عنه، الذي قاس مُدّه بمدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت النية بيننا على الإجازة بهذين السندين، بعد إحضار المد والصاع، ولكن حصاد التسويف مر. وإسناد المد النبوي لا يخلو من مقال.
قلتُ: لا أعلم ما المقصود بالصاع والمد النبوي الذي ذكره المترجِم الأستاذ الشمراني، ولعلنا إن عرفنا أن الشيخ يرحمه الله لم يكن على السلفية فلا نعجب من مثل ذلك.
أعماله:
_ عمل مدرسًا في «المسجد الحرام» سنين عديدة، وعمل في «مكتبة الحرم»، وشغل رئاسة التصحيح بجريدة البلاد السعودية، ثم الرائد، وغيرهما.
_ وأسهم في الصحافة بقلمه نحو خمسين عامًا.
_ وأخيرًا شغل وظيفة مراقب في «وزارة الإعلام» منذ كانت «المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر»
_ كما قدم عدة برامج إذاعية، من أشهرها: «حديقة اللغة، وسير الصحابة، وبرنامجه اليومي المعروف «شواهد القرآن» والذي يبحث في تحليل المواد اللغوية في القرآن الكريم.
مذهبه:
من لقبه وشهرته يتبين أنه ظاهري، على مذهب ابن حزم رحمه الله.
علمًا بأنه على غير جمود ابن حزم، فيخالفه في بعض المسائل الى رأي الجمهور، ومن ذلك حكم الشرب واقفًا، فالشيخ يرى الكراهة، خلافاً لإمامه ابن حزم، ويقول: «ثبت شرب النبي صلى الله عليه وسلم واقفًا، فيُحمل حديث مسلم على الكراهية التنزيهية».
شعره:
الشيخ أبو تراب ممن يقول الشعر ويجيده، وله في ذلك صولات وجولات! وسيأتي ضمن مؤلفاته أن له ديوانين شعريين، هما:
«بث الكث في الغث والرث»، و «لقلقة القمري»
نماذج من شعره:
له قصيدة رائعة بعنوان «هواتف الضمير» يقول في مطلعها:
خلوت إلى نفسي لأسكب عبرتي = فقد آب رشدي في الصيام لتوبتي
¥