تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفد الدكتور شوقي ضيف أخا و صديقا حميما على دولة الكويت عام 1970 و إستقبل بحفاوة بالغة كتعبير من المسؤولين الكويتيين على المكانة السامية التي يحتلها في قلوب تلاميذه و محبيه في الكويت و ساهم بتأسيس النظام الجامعي فيها و وضع جل خبرته من أجل وضع الأساس المتين لجامعة عريقة بالكويت و قد نجح في تحقيق مبتغاه و مراده و أصبحت له بصمات واضحة في التعليم الجامعي بدولة الكويت.

لقد كانت حياة الدكتور شوقي ضيف عامرة بالمعارك الأدبية و الفكرية خاضها مع كبار الأدباء و الكتاب بصفته حامل لواء حراسة اللغة العربية و صون أصولها و قواعدها، لقد تتلمذ الدكتور أحمد شوقي ضيف على يد جهابذة الأدب و الفكر في مصر أمثال الدكتور طه حسين و عباس محمود العقاد و محمد حسين هيكل و غيرهم و إرتوى من كتاباتهم و فكرهم و تشبع وجدانه بالأدب العربي منهم و أصبح مدينا لهم بعبقريته المبكرة التي ترعرعت على أيديهم و لكنه كان يتمتع بمقومات عديدة منذ طفولته تنم على أنه لم يكن طفلا عاديا و لن يكون في المستقبل مجرد إنسان ركب قطار العلم و المعرفة و حسب بل طفولته كانت توحي بأنه سوف يصبح أحد نوابغ عصره، لقد ولد الدكتور أحمد شوقي ضيف عام 13 يناير 1910 و عندما بلغ عامه السابع إلتحق بدار تحفيظ القرآن الملحقة بمسجد البحر بمدينة دمياط و حفظ القرآن الكريم كاملا في أقل من عام وسط دهشة أساتذته الذين تنبأوا له مستقبلا مشرقا و مزدهرا.

و بعد أن أنهى الدكتور شوقي ضيف تعليمه في مدارس الأزهر .. كاد أن يطير من فرط السعادة عندما علم أن كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول سوف تفتح قسما جديدا لم يكن بها من قبل و هو قسم اللغة العربية و سرعان ما قدم أوراقه و إلتحق بالقسم ليكون تلميذا لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، و لم يكتف بهذا بل قرر أن يقوم بدراسة النقد الغربي حتى تتسع مداركه و يصبح ذا شأن في الأدب و اللغة و يكون على دراية بكافة التيارات النقدية العالمية. و لأن الدكتور طه حسين لا يسمح بأن يكون خريج تتلمذ على يديه في مستو متوسط فقرر أن يقوم بنفسه بإختبار الطلبة من دفعة مايو 1935 و الذين كان من بينهم أحمد شوقي ضيف الذي وقف في إمتحان عسير للغاية أمام الدكتور طه حسين و لكنه إجتاز الإمتحان بإمتياز مع مرتبة الشرف مما دفع بالدكتور طه حسين إلى أن يشد على يديه و يوصيه باللغة العربية و كأنه عينه حارسا عليها. و بعد 7 أعوام و بالتحديد عام 1942 نال الدكتور أحمد شوقي ضيف درجة الدكتوراة بإمتياز و كان موضوع رسالته هو (الفن و مذاهبه في الشعر العربي) و كانت بإشراف عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي يبدو أنه كان عاقدا العزم على أن يخرج الدكتور أحمد شوقي ضيف من بين يديه و قد أصبح موسوعة متنقله و لهذا كان إهتمام عميد الأدب العربي به إهتماما غير عادي و لهذا كان له ما أراد.

و طوال حياته خاض الدكتور العديد من القضايا الأدبية ففي عام 1964 و بالتحديد في شهر مارس منه إذ أنه تصدى لللإنتقادات العنيفة التي وجهت للأديب عباس محمود العقاد و قرر الدفاع عنه و أصدر لذلك كتابا بعنوان " العقاد " و على صفحات الجرائد كتب عدة مقالات دفاعا عن محمود سامي البارودي و أحمد شوقي و طه حسين و كان يقارع خصومه الحجة بالحجة و يدحض أفكارهم و أرائهم. و ظل الدكتور ضيف يصدر الكتاب تلو الآخر حتى بلغ مجموع ما أثرى به المكتبة العربية قرابة الستون كتابا جاءت الغالبية العظمى منها في تاريخ النقد العربي والبلاغة والنحو واللغة والتفسير القرآني وأبرز أعماله: سلسلة تاريخ الأدب العربي، وهي من أشهر ما كتب استغرقت منه ثلاثين عاما شملت مراحل الأدب العربي منذ 15 قرناً من الزمان، من شعر ونثر وأدباء منذ الجاهلية وحتى عصرنا الحديث، سردها بأسلوب سلس يجذب القارئ، وبأمانة علمية عالية جدا، وبنظرة موضوعية، وتعتبر هذه السلسلة هي مشروع حياته بحق، وقد بلغ عدد طبعات أول كتاب في السلسلة العصر الجاهلي حوالي 20 طبعة، كما نشر وحقق كتاب الرد على النحاة لابن مضاء، وأخرجه من بين المخطوطات القديمة، ودرسه وأعاد نشره، وهو كتاب ألفه ابن مضاء في النحو، يلغي فيها أمورا رأى أنها عقدت النحو العربي وجعلته صعب الفهم، كما كتب كتاب "تجديد النحو"، وكتاب "تيسيرات لغوية"، و كتاب "الفصحى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير