متفرقة من كتبه الأخرى. وقامت بعضُها على دراسة نصوص الشعر ,كما تجد في كتابه (قراءة في الأدب القديم) , وفي مواضع متفرقة من كتبه (دراسة في البلاغة والشعر, والتصوير البياني ,وخصائص التراكيب , ودلالات التراكيب ,وهذا الأخير هو عينه التصوير البياني في طبعةٍ منقحة له ,وكان الشيخُ قد أصدر كتاب الخصائص باسم دلالات التراكيب ,في طبعة بنغازي ,ثمّ أخلص الخصائص لعلم المعاني , ودلالات التراكيب لعلم البيان , ثم أصدر التصوير البياني) ,وعني الشيخ على نحوٍ خاص بالشعر الجاهلي ,الذي أصدرُ فيه كتابًا جديدًا, يتناول فيه فكرة (منازع الشعراء) ,و هي التي أشرتُ إليها في صدر الكلام, وعنوان كتابه هذا: (الشعر الجاهلي دراسة في منازع الشعراء).
وعُرِفَ الشيخُ بفهمه العميق للشعر ,لاسيما الجاهلي منه, وهذا من أهم سماته!
و دراسة شيخنا للنص وما فيه من خصائص التراكيب ودلالاتها ـ يمكن أن تكون محل نظر باحث يُفرد لها بحثًا مستقلًا!
وقد قامت كثيرٌ من الرسائل العلمية التي أشرف عليها حفظه الله على المنهج البلاغي الرصين في استخراج معاني الكلام من مباني المرام.
منهجه في التدريس:
من أهم ما يميّز الشيخ أنه لا يعتمد في تدريسه طلابه على الملخصات والمذكرات؛كما يفعلُ الكثرة الكاثرة من أساتذة الجامعات! ولكنه حريصٌ على أن يصلَ طلابَه بكتب أهل العلم ,فكانت نصوص عبد القاهر والسكاكي والقزويني بين يدي طلابه في المرحلة الجامعية! و للشيخ نفَسٌ طويلٌ في الصبر على شرح مسائل العلم, و وصل طلابه بمواطن الجمال في نصوص القرآن والشعر.
وممّا يميّز الشيخ أنّه يعرف طلابَه كما يعرف الوالدُ أولاده؛ فيعرف النبيه من الخامل , ويعطي كلًّا حقّه من الاهتمام والعناية.
وكان بيتُ الشيخ وما زال منارةَ علمٍ لبعض طلاب الشيخ يجتمعون عنده بين الفينة والفينة للاقتباس من نوره, والتحاور معه في مسائل العلم ومشكلات الثقافة!
والشيخ يرعى طلابه رعاية الأب لأبنائه؛فهو لا يكتفي بدور المعلم فحسب؛ بل تجده مربيًا حازمًا في موضع الحزم ,ليّنا حيث يكون اللين, مرشدًا ناصحا, محفّزًا: غاديًا ورائحا؛ فلا تكاد تلتقي به في مكانٍ دون أن يحادثك في مسألةٍ من مسائل العلم أو بابٍ من أبوابه, وكنتُ حيثما لقيتُه لقيتُ عِلْمًا ونَفْعا وأُنْسا:
هو البحر من أيِّ الجهاتِ أتيتَهُ = فلُجّتُه المعروفُ والجودُ ساحِلُه
تراهُ إذا ماجئتَهُ مُتَهَلِّّلًا = كأنّك تُعطيهِ الذي أنتَ سائِلُه
ولو لم يكنْ في كفِّهِ غير روحه = لجادَ بها فليتَّقِ اللهَ سائِلُه
عنوان الشيخ:
العنوان الحالي: مكة الكرمة - جامعة أم القرى - كلية اللغة العربية - قسم الدراسات العليا.
العنوان الدائم: القاهرة - جامعة الأزهر - كلية اللغة العربية.
ــــــــــــــــ
ترجمة سابقة له في الفصيح؛ بقلم تلميذته الوفية الأستاذة معالي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showpost.php?p=65065&postcount=20).
الشيخ والإعلام:
لا يحب الشيخ الظهور في وسائل الإعلام , ولا أعلم أنه قد ظهر في محطة فضائية أو صحيفة أو إذاعة ,وأستثني من ذلك كتابته في بعض المجلات العلمية المتخصصة.
ولعلّ أوّل لقاء علميّ (إعلامي) مع الشيخ هو ما سيشرف به الفصيح والفصحاء في هذه النافذة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31438) التي خص بها الشيخ تلامذته ومحبي العربية في الفصيح, ولولا السمة العلمية التي تميّز بها الفصيح ـ وقد نقلتُها لشيخنا ـ ما لقي منه ترحيبا؛ فهو من أبعد الناس عن المنابر التي لها صفة الإعلام!
ولم أجد في الشابكة من ترجم له أو ذكره ذكرًا يليق بمكانه من العلم!
وقد طلبتُ من الشيخ أن يدلّني على صحيفة أو جهةٍ إعلامية كان لها سبق اللقاء به فتعجّب من سؤالي قائلًا: لابد أنّك تتحدث عن شخصٍ آخر, وذكر لي قصة شيخٍ من تميم كان يمشي ومعه غلامٌ من قرابته؛فرأى النّاس يحتفلون بالشيخ ويجلّونه؛ ففرح الغلام بذلك؛فبادره الشيخ قائلًا: والله إني لحزين لما ترى؛لأن قومي لم يجدوا غيري ليكرموه فكرّموني!
ولمّا فرغ شيخي من القصة قال لي: ما أنا إلا رجلٌ يقرأ كلَّ ما يقع في يده, ثمّ لم يعمل بعد ذلك شيئا!؛فتذكرتُ ما جاء في سيرة شيخه العلّامة محمود شاكر من شغفه بالقراءة وحياته بها؛ قلتُ: لقد بنيتَ جيلًا أحييت به ما درس من شؤون علوم البلاغة والأدب! ضحك أستاذي ضحك من لسان حاله يقول: إذا أجدبتِ الأرضُ رُعي الهشيم!
قلتُ: هكذا هم العظماء لا يرون أنّهم في القمة؛لأن مطامح نفوسهم ترى ماهو أبعد منها!
ـ[فياض علي]ــــــــ[10 - 05 - 2010, 12:01 ص]ـ
مد الله في عمره بالصحة والعافية.
ـ[أحمد الصعيدي]ــــــــ[11 - 05 - 2010, 09:38 ص]ـ
أطال الله عمره وحفظه من كل مكروه