بارًا بوالديه فكان كثير الذكر لوالده الشيخ محمد بهجة يذكر ما كان يتمتع به من قدرات في الفقه والدين واللغة والأدب، كما كان بارًا بوالدته التي عاشت أكثر من مئة عام ـ يرحمها الله ـ فكان دائم الوصل لها في زيارات خاطفة أو بإرسال الهدايا لها، أو بالسؤال عنها بالهاتف، وكم ذرفت عيناه وقد ناهز السبعين عند ذكر والدته التي عانت في أخر عمرها من أمراض الشيخوخة.
كان رحمه الله يقدم كل عون ومساعدة لطلابه فلم يبخل على أحد بكتاب أو مرجع أو باستشارة أدبية أو لغوية وكان كلما أهدي كتابا حمل قلما وشرع يقرأ به ناقدا ومعلقا تخط يراعه على ما يراه مناسبا فإن كان المؤلف من معارفه اتصل به وناقشه في التعليقات وقد يستبدل النسخة المعلق عليها بأخرى حتى يستفيد منها المؤلف في الطبعات القادمة.
أنهى الأستاذ عمله في الرياض في عام 2002 بسبب تقدمه في العمر وبسبب بعض الكتب التي كان ينوي أن ينتهي من تحقيقها فقام العاملون في مجلة الفيصل بتكريمه وتم نشر التكريم في العدد الذي صدر شهرئذ ولما وصل دمشق سارعت المعاهد الشرعية للتعاقد معه مدرسًا لمادة النحو والصرف، ولم ينقطع الأستاذ عن تدريس النحو والصرف وظل وفيا مع طلابه حتى ألم به مرض منذ نهاية الفصل الدراسي الأول (2005) فانقطع عن طلابه حتى وافته المنية.
تم اختياره عضوًا في مجمع اللغة العربية إذْ أصدر السيد رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد المرسوم رقم/285/ للعام 2003 / القاضي بتعيين الأستاذ عاصم البيطار عضوًا في مجمع اللغة العربية. وأقيم احتفال خاص في دمشق لهذه المناسبة، حيث أشاد الدكتور شاكر الفحام رئيس مجمع اللغة العربية في الكلمة التي ألقاها أمام الأعضاء بمكانة الأستاذ البيطار.
أعماله: له العديد من الكتب والمؤلفات ومن أبرزها:
• التسهيل والدليل والمنهج الجديد: وهي كتب مدرسية للمرحلة الثانوية
• فهارس شرح المفضل لابن يعيش 400 صفحة
• تحيق موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين/ تأليف محمد جمال الدين القاسمي؛ ط.7. - بيروت، لبنان: دار النفائس للطباعة والنشر ... /ب، 1990. - 2 مج في 1. (دار النفائس للطباعة ... /ب - بيروت
• تحقيق وتقديم الفضل المبين على عقد الجواهر الثمين في شرح الأربعين العجلونية (في الحديث) للقاسمي
• كتاب النحو والصرف في 455ص إذ قررت جامعة دمشق عام 1981 تدريسه على طلاب السنة الأولى في كليتي الشريعة واللغة العربية وما زال إلى يومنا هذا يدرس في جامعتي دمشق وحمص وهو من خيرة كتب النحو والصرف فما زلت أحتفظ به وأعده مرجعا
لاغنى عنه.
• أضواء على شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك في ثلاثة أجزاء عام حققه مع آخرين 1402 قرر على طلاب جامعة الإمام والمعاهد الدينية في الرياض.
وللأستاذ دراسات ومشاركات كثيرة في مجال النحو والصرف، منشورة في المجلات والدوريات العديدة كالفيصل والتراث العربي وغيرها. وحضر بعض الندوات والمؤتمرات العلمية وتم تكريمه مع العلامة سعيد الأفغاني والدكتور مازن المبارك في ندوة النحو والصرف المعقودة في دمشق عام (1994) م
صلى آلاف الشيعين على المرحوم يوم الجمعة في جامع الدقاق ودفن في مقبرة بوابة الميدان.
رحم الله أستاذنا الشيخ عاصم البيطار وأسكنه فسيح جناته
المصدر: رابطة أدباء الشام ( http://www.odabasham.net/)