تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

9 - أي: ويُطلب بها تعيين أحد المتشاركين في أمر يعمهما، نحو قوله تعالى:?أي الفريقين خير مقاما?. وعلى هذا يُسأل (بأي) عن العاقل وغير العاقل، وعن الزمان والمكان والحال والعدد على حسب ما تُضاف إليه، فإن أُضيفت إلى عاقل أخذت حكم (من)، وإن أُضيفت إلى زمان أو مكان أو عدد أُعطيت حُكم (متى) أو (أين) أو (كم) على التوالي.

المعاني التي تُستفاد من الإستفهام بالقرائن:-

إن أدوات الإستفهام قد تخرج عن معانيها الأصلية إلى معان أُخرى على سبيل المجاز تفهم من سياق الكلام وقرائن الأحوال. ومن هذه المعاني الأخرى الزائدة التي تحتملها ألفاظ الإستفهام وتستفاد من سياق الكلام:-

1 - النفي: وذلك عندما تجيئ لفظة الإستفهام للنفي لا لطلب العلم بشيء كان مجهولاً.

ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم قوله تعالى:?فمن يهدي من أضل الله?،

وقوله:?هل جزاء الإحسان إلا الإحسان?.

فظاهر هذه الأيات الكريمة الإستفهام، والمعنى: لا هادي لمن أضل الله. وليس جزاء الإحسان إلا الإحسان.

ومن الشعر الذي خرج فيه الإستفهام إلى النفي قول الفرزدق:

أين الذين تسامى دار ما؟ أم من إلى سلفى طهية تجعل؟

2 - التعجب: كقوله تعالى:?ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق? وقوله تعالى على لسان سليمان عليه السلام:?مالي لا أرى الهدهد?. فالغرض من هذا السؤال هو التعجب، لأن الهدهد كان لا يغيب سليمان إلا بإذنه، فلما لم يبصره تعجب من حال نفسه وعدم رؤيته.

3 - التمني: وذلك عندما يكون السؤال موجها إلى من لا يعقل.

ومن أمثلته:

هل الحدث الحمراء تعرف لونها؟ وتعلم أي الساقيين الغمائم

هل بالطول لسائل رد؟ أم هل لها بتكلم عهد؟

أيدري الربيع أي دم أراقا؟ وأي قلوب هذا الركب شاقا؟

أما تغلط الأيام في بأن أرى بغيطا تنائي أو حبيبا تقرب؟

فيا ليلة قد رجعنا بها سعيدين، من لى بأن تقبلي؟

وقول أبي العتاهية في مدح الأمين:

تذكر أمين الله حقي وحرمتي وما كنت توليني لعلك تذكر

فمن لي بالعين التي كنت مرة إلي بها في سالف الدهر تنظرر؟

4 - التقرير: حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه إثباتاً ونفياً لغرض من

الأغراض، على أن يكون المقرر به تالياً لهمزة الإستفهام، فتقول: أفعلت؟ إذا أردت أن تقرره بأن الفعل كان منه، وتقول: أأنت فعلت؟ إذا أردت أن تقرره بأنه الفاعل، وتقول: أشعرا نظمت؟ إذا أردت أن تقرره بأن منظومه شعر، وهكذا.

ومن الإستفهام التقريري قوله تعالى: ?ألم نشرح لك صدرك?. وقوله:?ألم نر بك فينا وليدا?.

ومن أمثلته شعرا:

ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح؟

ألست المرء تجبي كل حمد إذا ما لم يكن للحمد جاب؟

ألست أعمهم جودا وأزكا هم عودا وأمضاهم حساما؟

5 - التعظيم: وذلك بالخروج بالإستفهام عن معناه الأصلي واستخدامه في الدلالة

على ما يتحلى به المسؤول عنه من صفات حميدة كالشجاعة والكرم والسيادة والملك وما أشبه ذلك.

ومن أمثلته:

من فيكم الملك المطاع كأنه تحت السوابغ تبع في حمير؟

أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر؟

من للمحافل والجحافل والسُرى؟ فقدت بفقدك نيرا لا يطلع

ومن اتخذت على الضيوف خليفة؟ ضاعوا، ومثلك لا يكاد يضيع

إذا القوم قالوا: من فتى لعظيمة؟ فما كلهم يُدعي ولكنه الفتى

إذا القوم قالوا: من فتى؟ خلت أنني دُعيت، فلم أكسل ولم أتلبد

6 - التحقير: عندما يخرج الإستفهام عن معناه الأصلي للدلالة على ضأالة المسؤول

عنه وصغر شأنه مع معرفة المتكلم أو السائل به، نحو: من هذا؟. والعلاقة أن المحتقَر من شأنه أن يجهل لعدم الإهتمام به فيسأل عنه والإحتقار فيه إظهار حقارة

المخاطب وإظهار إعتقاد صغره، ولذلك يصح في غير العاقل نحو: ما هذا؟، أي هو شيء حقير قليل.

ومما ورد منه في القرآن قوله تعالى على لسان الكفار:?أهذا الذي بعث الله رسولا?

ومن أمثلته شعرا:

فدع الوعيد فما الوعيد بضائري أطنين أجنحة الذباب يطير؟

أتظن أنك للمعالي كاسب وخبى أمرك شرة وشنار؟

من أية الطرق يأتي مثلك الكرم؟ أين المحاجم يا كفور والجلم؟

أيشتمنا عبد الأراقم ضلة؟ فماذا الذي تُجدي عليك الأراقم؟

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الشرة بكسر الشين: الشر والحدة والحرص، والشنار بفتح الشين: أقبح العيب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير