تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ألفاظ الجنّ في العربيّة: دراسة لغوية

ـ[الصاعدي]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 07:17 ص]ـ

ألفاظ الجنّ في العربيّة

دراسة لغويّة

(مقتطفات من كتابي: ألفاظ الجن في العربية: ط المكتبة العصرية بجدة)

1425هـ/2004م

ـ[الصاعدي]ــــــــ[28 - 03 - 2005, 07:30 ص]ـ

المقدمة

بسم الله الرّحمن الرّحيم.

الحمد لله خالق الإنس والجن، والصّلاة والسلام على نبيّه محمد ابن عبد الله النّبيّ الأميّ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد؛ فقد أجمع الثّقات من أهل العلم ـ منذ الصّدر الأوّل ـ على وجود عالم الجنّ والشّياطين مستقلاً عن عالم الإنس، ولم ينكر وجودهم سوى طائفة من الفلاسفة وأصحاب بعض الفرق، من المعتزلة والجهميّة، وأفراد من الجُهّال، كما أقرّ عامّة العرب منذ عصور الجاهليّة بوجود عالم الجنّ، فشاع في لغتهم ألفاظ تدلّ على هذه المخلوقات الخفيّة، كأنواعها وأسمائها وأوصافها وقبائلها ومواضعها ودوابها وحكاية أصواتها وأشيائها، مما له حقيقة ثابتة، أو اخترعوه اختراعاً في أقاصيصهم وآدابهم، فعَلِقَ بلغتهم، وأخذ طريقه إلى معجماتها، وكان كثير من ذلك قبل أن ينير الإسلام عقولهم بنور الإيمان، وينبذ من أذهانهم الخوف من تأثير العوالم الخفيّة في غير ما ثبت في الشرع المطهّر.

وجاء قدر صالح من تلك الألفاظ في القرآن الكريم والسّنة النبويّة المطهرة، وورد جمهورها في تراث العربيّة الزاخر، كمعاجم اللغة، وكتب الأدب، والشعر، والتّاريخ، والأخبار.

ومن هذه الألفاظ ما يغلب استخدامه في الجنّ، ومنها ما يستخدم للجنّ وغيرها، ومنها ما تتعدّد معانيه فيكون استعماله للجّن واحداً من معانيه.

وقد رغّبني في الكتابة في هذا الموضوع: طرافته، وجدّته، إذ يلج باباً تحاماه الدارسون غفلة عنه، أو رهبة منه، أو ظنّاً بقلة المادة اللغوية فيه.

ولهذه الدّراسة أهداف، من أهمها:

1 - جمع الألفاظ المتعلقة بالجن من مظانها المختلفة، قدر الطّاقة، وتصنيفها تصنيفاً علمياً يقرب متناولها، مع توثيقها وبيان معناها واشتقاقها قدر الإمكان.

2 - دراستها دراسة لغويّة صرفيّة دلاليّة.

3 - إبراز أسماء الجنّ وأوصافها لتّجنّبها حين تسمية المواليد.

وليس من أهدافها التّحقّق مما وراء كلّ اسم أو لفظ من تلك الأسماء أو الألفاظ من حقيقة في الوجود أو عدمه، لأني أبحث في شأن لغويّ يصوّر فكر أمّه عريقة، ومن فكرها المؤثر في لغتها: أقاصيصها وأساطيرها وتصوّراتها عن عالم خفيّ عنها، أثار في نفوس أبنائها الخوف والرهبة، وحسبي أنّ للجنّ بعامّة حقيقة ثابتة بالقرآن والسّنة، وأنّ تلك الألفاظ وردت في لغة العرب على وجه من الوجوه، كأن تكون في المعاجم أو كتب التّفسير أو دواوين اللّغة والأدب أو الشّعر، مما يثبت أنّ العرب نطقت بها أو نطق بها بعضهم في زمن الفصاحة.

ولذا جاءت هذه الدّراسة اللّغويّة في جملتها في فصلين، تسبقهما مقدمة وتمهيد، وفقاً للخطّة التّالية:

المقدّمة.

التّمهيد: تعريف الجنّ وحقيقة وجودهم.

الفصل الأول: ألفاظ الجنّ جمعاً وتصنيفاً.

المبحث الأوّل: أجناس الجنّ وأصنافهم ومراتبهم.

المبحث الثّاني: أسماء الجنّ وأعلامهم وما يجري مجراها.

المبحث الثالث: أوصافهم وما يجري مجراها.

المبحث الرّابع: أسماء شياطين الشعراء وأوصافهم.

المبحث الخامس: قبائل الجنّ

المبحث السّادس: حكاية أصوات الجنّ.

المبحث السّابع: مواضع الجنّ.

المبحث الثّامن: أشياء الجنّ وما يجري مجراها.

المبحث التّاسع: أسماء ما قد يصيب الإنسان من الجنّ.

المبحث العاشر: كُنى إبليس.

المبحث الحادي عشر: ألفاظ الإتباع.

المبحث الثّاني عشر: الألفاظ المشتركة بين الجنّ والإنس.

المبحث الثّالث عشر: الأفعال المسندة للجنّ وما يجري مجراها.

الفصل الثّاني: بنية ألفاظ الجنّ ودلالتها.

المبحث الأوّل: بنية ألفاظ الجنّ.

أوّلاً:- المجرّد.

ثانياً:- المزيد.

ثالثاً:- ما يحتمل أصلين.

المبحث الثّاني: دلالة ألفاظ الجنّ.

أوّلاً: دلالة الألفاظ.

ثانياً: تعميم الدّلالة.

فهرس الألفاظ المتعلّقة بالجنّ.

فهرس المصادر.

فهرس الموضوعات.

وفي الختام أرجو من الله العليّ القدير أن ينفع بهذه الدّراسة، وألا يحرمني ثوابها، وآمل ممن ينظر فيها أن يرقع ثقوبها، ويستر عيوبها؛ بإصلاح ما طغى به القلم، وزاغ عنه البصر، وقصّر عنه الفهم، فالإنسان محل النسيان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير