تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قِيْلَ: إِنَّ القَاسِم بن عُبَيْدِ اللهِ الوَزِيْر كَانَ يخَافُ مِنْ هجو ابْن الرُّوْمِيّ، فَدَسَّ عليهمن أَطعمه خُشْكُنَاكَةً مَسْمُومَةً، فَأَحَسَّ بِالسُّمِّ، فَوَثَبَ، فَقَالَ الوَزِيْرُ: إِلَى أَيْنَ؟

قَالَ: إِلَى مَوْضِع بعثْتَنِي إِلَيْهِ.

قَالَ: سَلِّم عَلَى أَبِي.

قَالَ: مَا طَرِيْقي عَلَى النَّار.

فَبقي أَيَّاماً، وَمَاتَ.

(من كتاب "سير أعلام النبلاء للذهبي")

سنة أربع وثمانين ومائتين

وفيها والصحيح أنه في التي قبلها كما جزم به ابن الأهدل وقدمه ابن خلكان فقال: توفي يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين، وقيل: ست وسبعين ومائتين أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، وقيل: ابن جرجيس المعروف بابن الرومي، مولى عبد اللَّه بن عيسى بن جعفر المنصور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب، يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من مكامنها ويبرزها في أحسن صورة، ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره ولا يبقى فيه بقية، وكان شعره غير مرتب ثم رتبه أبو بكر الصولي على الحروف، وله القصائد المطولة والمقاطيع البديعة، وله في الهجاء كل شيء ظريف، وكذلك [ص 189] في المديح، فمن ذلك قوله:

المنعمون وما منوا على أحد * يوم العطاء ولو منوا لما مانوا (272)

كم ضن بالمال أقوام وعندهم * وفر وأعطى العطايا وهو يدان

وله وقال: ما سبقني أحد إلى هذا المعنى:

آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم * في الحادثات إذا دجون نجوم

منها معالم للهدى ومصابح * تجلو الدجى والأخريات رجوم

ومن معانيه البديعة قوله:

وإذا امرؤ مدح امرأ لنواله * وأطال فيه فقد أراد هجاءه

لو لم يقدر فيه بعد المستقى * عند الورود لما أطال رشاءه

وقال في بغداد وقد غاب عنها في بعض أسفاره:

بلد صحبت بها الشبيبة والصبا * ولبست ثوب العز وهو جديد

وإذا تمثل في الضمير رأيته * وعليه أغصان الشباب تميد

وكان سبب موته أن الوزير أبا الحسن بن عبد اللَّه وزير المعتضد كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه فدسَّ عليه مأكلاً مسموماً في مجلسه، فلما أحسَّ بالسم قام، فقال له الوزير: أين تذهب؟، قال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه، فقال: سلم على والدي، فقال: ما طريقي إلى النار، وخرج إلى منزله فأقام أياماً ومات، وكان الطبيب يتردد عليه ويعالجه بالأدوية النافعة للسم، فزعم أنه غلط في بعض العقاقير. قال نفطويه: رأيت ابن الرومي يجود بنفسه فقلت: ما حالك؟، فأنشد:

غلط الطبيب على غلطة مورد * عجزت موارده عن الإصدار

والناس يلحون الطبيب وإنما * غلط الطبيب إصابة المقدار

وقال أبو عثمان الناجمة الشاعر: دخلت على ابن الرومي أعوده فوجدته يجود بنفسه، فلما قمت من عنده قال لي منشداً:

[ص 190] أبا عثمان أنت حميد قومك * وجودك في العشيرة دون نومك

تزود من أخيك فما تراه * يراك ولا تراه بعد يومك

وبالجملة فمحاسنه كثيرة، وله في الطيرة أشياء معروفة فلا نطيل بذلك، واللَّه أعلم.

(من كتاب "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لابن عماد الحنبلي)

ومن الشبكة غير معزو المصدر

ابن الرومي 835 - 896

حياتة

هو ابو الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي ,وكان مزيجا من دم رومي وفارسي ,وقد مات والده وهو طفل ,فنشأفي ظل والدته وأخيه الأكبر ,على مال ضئيل خلفه له ابوه ,وراح يطلب العلم في موارده حتى حصل منه على قسط وافر ,كما راح ينظم الشعر حتى اصبح اسمه مرددا في حلقات الادب ,وفي الثلاثين من عمره رزئ بوفاه اخيه ثم بوفاه اولاده واحدا بعد واحد ,ثم بوفاه زوجته فأمه ,فبكى ابن الرومي بكاء شديدا ,وتقطعت نفسه حسرات ,فبث شعره ما في قلبه من لوعه ,وقد نزلت بأبن الرومي خطوب فادحه أفقدته الصواب ,وزوجته في لجه عميقه من التشاؤم والتطير ,وكان نهما الى الحياه ومآكلها وطيباتها ,فتطلبها بشده ,واحتاج في تطلبها الى المال الجزيل فلم يجده ,ولم يجد حظوه لدى ارباب السلطان ,كما لم يجد من البشر تقديرا ,ولم يلق الا هزءا وسخريه ,فسخط على الدهر وكره الناس ,وامطرهم وابلا من الهجاء زادهم بغضا له وزاده سخطا عليهم وتأففا من الدهر والحياه ,وقد بكر الشيب في زيارته فرأى فيه نذير القضاء فازداد سخطا وتشاؤما وراح يندب الشباب في لوعه وتفجع ,وهكذا قضى الحياه ظاهر البؤس ,كثير الألم والشكوى ,يطلب الحياه فلا تلبي له نداء ,ويسعى وراء الطيبات فلا تزيده الا ظمأ

مؤلفاتة

لابن الرومي ديوان ضخم جمعه ابو بكر الصولي ورتبه على حروف المعجم

يدور حول: المدح والهجاء والرثاء والغزل والوصف والفخر والعتاب والطرد

ـ[زكي]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 09:40 م]ـ

شكرا لأخي الأخفش

وأخي المهندس (لاسمك منك نصيب)

وأرجو من الجميع التفاعل فى هذا الموضوع وبالأخص

تحليل أبيات بدوي الجبل الثلاثة (من حيث الأسلوب والمعاني)

واستخراج من النصوص السابقة ثلاث أدوات ربط مختلفة محدداً نوع كل منها، ثم أعربها

رجاء حار وعلى وجه السرعة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير