تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(أَهْلُ الأرض) وهم الخافية، أي: الجنّ الذين يسكنون الأرض دون أن يراهم الإنس، قال الجوهري: ((الخَبَل ـ بالتّحريك ـ: الجنّ، يقال: به خَبَل؛ أي: شيء من أهل الأرض)).

وقالوا لمن به مَسٌّ: أُرِضَ فهو مأروض، أي: به مَسٌّ من أهل الأرض، وهم الجنّ، وقد أُضيفوا إلى الأرض لاستتارهم بها.

(التّابعة) قال ابن سيده: ((التّابعة: الرَّئيُّ من الجنّ، ألحقوه الهاء للمبالغة، أو لتشنيع الأمر، أو على إرادة الداهية)).

قال الشّاعر:

إنّي امرؤ تابَعَني شيطانيَهْ ... آخيتُهُ عُمري وقد آخانيَهْ

يَشْرَبُ في قَعْبي وقد سقانيَهْ

ويروى: تابِعتي، وهو صحيح.

والتّابع جني يتبع المرأة، والتّابعة جنّية تتبع الرّجل. وفي الأثر أنّ أوّل خبر قدم المدينة بمبعث النّبيّ r أنّ امرأة من أهل المدينة كان لها تابع من الجنّ جاء في صورة طير حتى وقع على جذع لهم فقالت له: ألا تنْزل إلينا فتحدّثنا ونحدّثك، وتحذّرنا ونحذّرك؟ فقال: لا. إنّه قد بعث بمكّة نبيّ حرّم الزّنا، ومنع منا القرار.

قال ابن الأثير: التّابع هاهنا جنّيّ يتبع المرأة يُحبُّها، والتّابعة جنّية تتبع الرّجل تُحبّه.

واشتقاق ((التّابعة)) من ((التَّبع))، وهو التُّلُوّ والقَفْو. قال U: ] فأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ [، أي: لحقه. وهي بمعنى قَفاه، فإن قصد بها المذكر فالتاء للمبالغة لتشنيع الأمر كما قال ابن سيده.

(الجانّ) ذكر أهل العلم أنّ الجانّ هو أبو الجنّ، وأنّ الجِنّان جمع جانّ، قال الشّاعر:

صحارٍ تَغَوَّلُ جِنّانُها ... وأحداب طَوْدٍ رفيعِ الجبالِ

وقالوا: إنّ الجانّ ضرب من الحَيّات، وروي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه كان يقتل الحيّات، ويأمر بقتلها، ويقول: الجانّ مسخ الجنّ، كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل.

والجانّ على زنه (فاعل) من جنّه يجنّه إذا ستره، كأنّه بمعنى مفعول؛ أي: مستور، أو هو اسم جمع للجنّ، كما يرى بعض العلماء.

واشتقاقه من الجَنّ بمعنى السّتر، والتّستّر، سُمّوا بذلك لاجتنانهم عن الأبصار؛ ولأنهم استجنّوا من النّاس فلا يُرون.

(الجِمّ) قال الأزهريّ: الجِمّ: الشّياطين، والجِمّ الغوغاء والسّفلة.

ولعلّ اشتقاقه من قولهم: الجَمّ الغفير: للدّلالة على الكثرة والاجتماع، ويجوز أن تكون الميم فيه مبدلة من النّون في ((الجنّ)) والتّبادل يبنهما يقع كثيراً في اللّغة.

(الجِنّ) وهو اسم جنس مشهور لذلك النّوع من المخلوقات العاقلة المريدة المكلّفة على نحو ما عليه الإنس، وهم مستترون عن الحواس ولهم قدرة على التّشكّل، ومنهم الشّياطين والمردة والسّعالي والغيلان. وقيل: هم ولد الجانّ.

وللعلماء القدامى والمعاصرين مذاهب في اشتقاق ((الجنّ)):

المذهب الأوّل: وهو الأشهر والأظهر والأقرب إلى الصواب أنهم سمّوا جنّاً لاجتنانهم عن الأبصار؛ أيّ: استتارهم، فاشتقاقهم من مادة ((جنن)) وهي تدلّ على أصل واحد وهو السّتر والتّستّر، يشتق منها الجنّ والجنّة والجنين والمجنون والمِجَنّ: التّرس، وجَنان الأرض: سواده، ونحو ذلك. وجميعها تؤول إلى السّتر والخفاء وعدم الظهور.

وعلى هذا تكون كلمة ((الجنّ)) عربيّة محضة.

والمذهب الثّاني: أنّها كلمة معرّبة من كلمة (( genius)) اليونانيّة، وإلى هذا ذهب مكدنونالد (( D.B Macdonald)) في دائرة المعارف الإسلاميّة، وقد علّق عليه أحمد شاكر بأنّه رأي لا دليل عليه، ولم يُبن على بحث علميّ.

والمذهب الثّالث: أنّها من الكلمات السّاميّة القديمة؛ لأنّ الإيمان بالجنّ من العقائد القديمة المعروفة عند قدماء السّاميّين وعند غيرهم. وهذا هو الرّاجح عند الدّكتور جواد عليّ.

وأرى أنّ هذا المذهب لا يتعارض مع رأي جمهور المعجميّين العرب؛ لأنّ العربيّة من أقدم اللّغات السّاميّة وأرقاها، وهي شقيقتهن الكبرى، فلعلّهن أخذنها منها منذ النّشأة الأولى.

(الحَيّة) وهي من أكثر الهوامّ وروداً في القصص العربي الذي يرويه بعض الرّواة عن الجنّ، وقد جعلوها فصيلة مهمّة من فصائل الجنّ، ونوعاً بارزاً من أنواعها؛ قال بعض العلماء: فسّروا بها الجانّ، وأنّه حية بيضاء، وقيل: هو ـ أي: الجانّ ـ ضرب من الحيات. ويزعمون أنّ الجنّ كثيراً ما تتشكل في صورة الحية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير