تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والظّاهر في اشتقاق ((الأزيب)) أنه من (زيب) وهو أصل يدلّ على خفّة ونشاط وما يشبه ذلك. يقولون: مرّ فلان وله أزيب، إذا مرّ مرّاً سريعاً. ومنه قولهم للأمر المنكر: أزيب؛ لأنّه يستخفّ لمن رآه أو سمعه.

والأزيب اسم ريح تهبّ من جهة الجنوب، ولعلّها سميت بذلك لنشاطها وسرعتها.

ومن العلماء من يشتقّ الأزيب وابن أزيب من (أزب) على أنّ وزنهما (فَعْيَل) لا (أفعل) وهو بعيد، لدلالة الاشتقاق، وقد نصّ الجوهريّ على أنّ الأزيب (أفعل).

(أشهب) وهو اسم شيطان، وله ذكر في بعض كتب الحديث. فقد روى ابن أبي شيبة بسنده عن مجاهد قال: عطس رجل عند ابن عمر فقال: أشهب، قال ابن عمر: أشهب اسم شيطان، وضعه إبليس بين العطسة والحمد ليذكر.

وقد تقدّم في لفظ: (آب) أنّ العاطس قال: ((آب)) وأنّه اسم شيطان. ولم أجد في كتب اللّغة من يذكر أنّ ((أشهب)) من أسماء الشّياطين، ولعلّ الشيطان ـ أخزاه الله ـ قال مرّة بعد العطسة: (آب) وقال مرّة أخرى: (أشهب) ليصرف ابن آدم بالتلفّظ بهذه أو تلك عن حمد الله، واشتقاق ((أشهب)) من الشُّهْبة، وهي بياض يخالطه سواد، أو من الشّهاب، وهو شعلة من نار ساطعة تُرجم بها الجنّ حين استراقها السمع في السماء.

(الأعور) اسم شيطان، ورد ذكره في كلام لابن القيم عن الأسماء المحرمّة والمكروهة في التّسمية لبني الإنس، ومنها التّسمية بأسماء الشّياطين، كخَنْزَب والولهان والأجدع والأعور.

واشتقاقه ظاهر، فهو من ((العَوَر)) ذهاب حِسِّ إحدى العينين.

(باصر) ذكروا أنّه أحد وفد نصيبين من الجنّ الذين وفدوا لاستماع القرآن من النّبيّ صلى الله عليه وسلم.

واشتقاقه من البصر، وهو الرّؤية والعلم بالشّيء، وجاء في بعض الرّوايات بالميم ((ماصر)) كأنّه من ((المِصْر)) الحاجز والحدّ بين الشّيئين، وقيل: الحدّ في الأرض خاصّة.

(بسا) وهو أحد الجنّ الذين قدموا من نصيبين لاستماع القرآن الكريم من النبي صلى الله عليه وسلم في روايات بعض أهل الحديث واللغويين.

وهو على صيغة الفعل الثلاثي الناقص، ولا أعرف اشتقاقه، ولعل فيه تصحيفاً أو تحريفاً.

(البَلأَز) قال الفرّاء: من أسماء الشّيطان: البَلأَز والجلأز والجانّ.

والبلأز في اللّغة هو القصير من الرّجال، وهو رباعيّ من (بلأز) وبعضهم يجعله ثلاثيّاً من (بلز) على زيادة الهمزة، ولا دليل على زيادتها، فإن كان رباعيّاً فهو مرتجل للتّقبيح والتّشنيع.

(الجَلأَز) قال الفراء: من أسماء الشّيطان: البَلأَز والجَلأَز والجانّ.

وقد تقدّم الحديث عن البلأز والجانّ.

أما الجَلأَز فإن كان ثلاثيّاً فهو من (جلز) مشتقّاً من الطّيّ والليّ، أو التجليز: الذّهاب في الأرض والإسراع، وقد تقدّم أنّ بعض العلماء يجعل البلأز في (بلز). فإن كان رباعيّاً فهو علم مرتجل للتّقبيح أو التّشنيع.

(جنّ نصيبين) وهم نفرٌ من الجنّ جاءوا النبيّ صلى الله عليه وسلم لاستماع القرآن الكريم، قيل: كانوا خمسة، ذكرهم ابن دريد، وهم: حَسَا، وبَسَا، وشاصر، وباصر، والأحقب، وقيل: هم سبعة، وقيل: تسعة. واشتهر ذكرهم مضافاً إلى مدينة نصيبين من خلال كلمة الجنس ((جنّ)) وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة في أرض العراق على جادّة القوافل من الموصل إلى الشّام.

(الحُباب) اسم شيطان على وزن (فُعال). وقد جاء في الحديث أنّ رجلاً كان اسمه ((الحُباب)) فسمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الله، وقال: ((إنّ الحُباب اسم شيطان)).

وقيل: الحُباب: الحَيّة، وإنّما قيل: الحُباب اسم شيطان؛ لأنّ الحَيّة يقال لها شيطان، قال طرفة:

تُلاعِبُ مَثنى حَضْرَمِيٍّ كَأَنَّه تَمَعُّجُ شيطانٍ بذي خِروعٍ قَفْرِ

(حَسَا) وهو أحد الجنّ الذين قدموا من نصيبين لاستماع القرآن الكريم من النّبيّ صلى الله عليه وسلم في روايات بعض الشّرّاح واللّغويّين.

وهو على صيغة الفعل الثّلاثيّ النّاقص، فلعله علم منقول منه، والنّقل عن الفعل يكون عن الأفعال الثّلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل، فالماضي مثل: خَضَّمَ، والحاضر مثل: يشكُرُ وتغلب ويزيد، والمستقبل قولهم في الفلاة: إصْمِتْ، وهو أمر من صمت، قطعت همزته بعد التّسمية به، فلعل ((حَسَا)) مشتقّ من قولهم: حَسَا الطائر الماء، أو حَسَا الرّجل المَرَق، أو نحو ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير