تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحييكم د. عبدالرحمن, وسأعود لقراءة هذا المترجَم بإذن الله.

بارك الله فيكم.

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 01:31 ص]ـ

شكر الله لك كلماتك الطيبة أستاذتي الكريمة معالي.

بارك الله فيك.

عبدالرحمن.

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 02:30 ص]ـ

مفهوم الإله عند بطليموس

1. تمهيد:

نلاحظ من خلال استقراء النص أن بطليموس يجتهد اجتهاداً كبيراً ليبرهن لفلورة المسيحية أن إله المسيحية الرحيم إله مختلف عن إله اليهودية الجبار! إن وسم إله المسيحية بالرحمة وإلاه اليهود بالجبروت أمر لاهوتي لفت أنظار آباء الكنيسة منذ بداية العهد المسيحي، فحاولوا التوفيق بين الصورتين المختلفتين للإله المعبود بحق ولم يقدروا، ذلك لأن الفرق بين صورة الإله المعبود بحق كما وردت في أسفار اليهود، وصورته كما وردت في الأناجيل وأعمال الرسل، كبير جداً. لذلك اعتبر آباء الكنيسة ما كان قبل مجيء المسيح "عهداً قديماً" وفسروه على أنه حلقة مهمة من سلسلة التاريخ الديني للانسانية قبل ظهور المسيحية ينبغي أخذها "على علاتها"، ذلك لأن "العهد الجديد" الذي بشَّر به المسيح ألغى "العهد القديم" برمته، وألغى "علاته" معه. وكانت هاتان الصورتان للإله المعبود بحق عند اليهود والنصارى تكونتا نتيجة للجدل الشديد بين اليهود والنصارى بداية العهد المسيحي. ويبدو هذا الجدل جلياً في الأناجيل عموماً، وفي رسائل القديس بولص خصوصاً، وكذلك في أعمال الكتاب المسيحيين الأوائل ومنها رسالة بطليموس التي بين أيدينا، وهو الجدل الذي جعل القديس بولص يلغي جميع الشرائع اليهودية، بما فيها شريعة الختان، والذي جعل بطليموس الغنوصي وغيره من كتاب المسيحية الأوائل يعتقدون بوجود إلهين اثنين مختلفين اختلافاً جذرياً عن بعضهما كما نرى في رسالة بطليموس إلى فلورة.

إذا نحن الآن إزاء إلهين اثنين، واحد رحيم والآخر حقود، فمن هما هذان الإلهان الاثنان؟ ومن منهما إله المسيحية الرحيم، ومن منهما إله اليهودية الجبار؟!

قبل الإجابة على هذا السؤال ينبغي التمييز جيداً بين أمرين اثنين الأول لغوي والآخر لاهوتي. ويتعلق الأمر اللغوي باشتقاق الأسماء الدالة على الإله التي استعملها كل من اليهود والنصارى من جهة، بينما يتعلق الأمر اللاهوتي بحقيقة الإله المعبود في الديانتين من جهة أخرى. والتمييز بين هذين الأمرين جد مهم كما سيتبين لنا لاحقا!

2. أسماء الإله المعبود عند اليهود والنصارى:

إن الأسماء التي استعملها اليهود والنصارى للدلالة على الإله المعبود بحق عندهم هي أسماء سامية لأن اللغات التي نزل الوحي فيها هي لغات سامية هي العبرية الآرامية (أسفار العهد القديم) والسريانية (الإنجيل/الأناجيل) والعربية (القرآن الكريم). والأسماء التي استعملها اليهود في أسفار العهد القديم هي /إِلُوهِيم/ ويهوه/ و/إِيل/ و/شَداي/. وأتوقف قبل النظر في هذه الأسماء عند اشتقاق /إلوهيم/ دون التعرض لمعنى الجذر الأصلي له لأنه غير معروف.

لكلمة "إله" في اللغات السامية جذران اثنان هما:

أ) الجذر الأول: /أ ل ل/. ولقد ورد هذا الجذر في الأكادية: إِلُّم ( ill-um)، وفي العبرية: ?? ( el)، والفينيقية والأوغاريتية: /إِلٌّّ/، والسريانية: ??? ( ell?). وفي العربية: /إلٌّ/ وهو الله سبحانه وتعالى. (انظر معنى إلٍّ في الآية الكريمة: لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذِمة (10:9)؛ وكذلك معنى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تُلي عليه بعض من "وحي" مسيلمة الكذاب: "إن هذا لشيء ما جاء به من إلٍّ"). ويؤنث هذا اللفظ في السامية الأم على: /إِلَّةٌ/ ( illat-um)، وورد في البابلية /إِلْتُم/. ومن /إِلَّةٌ/ السامية اسم الصنم "اللات" عند العرب. ومن الجدير بالذكر أن اسم مدينة "بابل" بالأكادية هو: /بابْ إِلّيم/ ( B?b Ill-?m) أي "باب الآلهة"، ولا علاقة له بخرافة "بلبلة الألسن" الواردة في التوراة. ويرد الاسم /إِلٌّ/ في العبرية كثيراً في أواخر الأسماء مثل اسماعيل وميكائيل وإسرائيل، وورد في العربية في أسماء مثل ياليل وشرحبيل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير