تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 12:53 ص]ـ

حاشية في أصل اسم المسيح

عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام

1. عيسى:

اسم (عيسى)، عليه السلام، في العبريية: ???? (= يِشُوَع). وقد اشتق هذا الاسم من الجذر العبري ??? (يَشَع) "خَلَّصَ، أنقذ"، الذي يجانسه ـ اشتقاقيا ـ في العربية الجذر /وسع/، ذلك لأن الأفعال التي فاءاتها ياءات في العبرية، تجانس تأثيليا الأفعال التي فاءاتها واوات في العربية، ولأن الشين في العبرية تجانس السين في العربية. وأصل ??? (يَشَع) هو ??? (وَشَع) لأن أصل هذه الجذور بالواو وليس بالياء كما أثبت علم اللغة المقارن. و (الخلاص) و (الإنقاذ) إنما يكونان من الضيق والأزمة، وهذا هو المعني التأثيلي الأصلي للجذر /وسع/ في السامية الأم وكذلك في العربية والعبرية. ولقد ترجم اليونان اسمه في لغتهم إلى ????? (سُوتِر) ومعناها "المخلص، المنقذ". فقولنا "المخلص" هو ترجمة عن اليونانية التي هي بدورها ترجمة عن العبرية. ثم عُرِّب اسمه في العربية إلى (عِيسى) عند المسلمين، وإلى (يَسُوع) عند النصارى.

2. المسيح:

أما صفة (المسيح)، التي أطلقت على عيسى، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، فهي من العبرية: ???? (= مَشِيَح). والكلمة فيها مشتقة من الجذر السامي الأصلي (مَسَحَ)، ذلك لأن العادة لدى أوائل الساميين كانت تقتضي مسح رأس الملك المتوج بزيت الزيتون المبارك. من ثمة تسمية عيسى بن مريم، عليه السلام، مسيحاً. ثم ترجم اليونان صفة "المسيح" إلى لغتهم ترجمة حرفية مستعارة فكانت??????? "خْرِيسْتُوس"، ومنها christianity " الديانة المسيحية". إذن christos في اليونانية واللاتينية من بعد هي ترجمة مستعارة لكلمة ???? (= مَشِيَح) في العبرية. من ثمة تسمية عيسى بن مريم، عليه السلام، مسيحاً. فكلمة مسيح/ ???? (= مَشِيَح) هي أصل، وكلمة ??????? "خْرِيسْتُوس" وما اشتق منها هي ترجمة مستعارة.

أستاذنا القدير د. عبدالرحمن السليمان

أشكرك على هذه الإضاءة المفيدة، ولعلك تزيد الفائدة بربطها بما في الثقافة العربية، فقد خطر ببالي السؤال عن العلاقة بين ما تفضلتم به وما جاء في اللسان"اسم أَعجمي، وتوهم بعضهم أَنها لغة في إِليَسَع". وما جاء عن المسيح في اللسان"المَسِيحَ الصِّدِّيقُ؛ قال أَبو بكر: واللغويون لا يعرفون هذا، قال: ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأَزمان فَدَرَسَ فيما دَرَسَ من الكلام؛ قال: وقال الكسائي: قد دَرَسَ من كلام العرب كثير. قال ابن سيده: والمسيح عيسى بن مريم، صلى الله على نبينا وعليهما، قيل: سمي بذلك لصدقه، وقيل: سمي به لأَنه كان سائحًا في الأَرض لا يستقرّ، وقيل: سمي بذلك لأَنه كان يمسح بيده على العليل والأَكمه والأَبرص فيبرئه بإِذن الله؛ قال الأَزهري: أُعرب اسم

المسيح في القرآن على مسح، وهو في التوراة مَشيحا، فعُرِّبَ وغُيِّرَ كما قيل مُوسَى وأَصله مُوشَى؛ وأَنشد:

إِذا المَسِيحُ يَقْتُل المَسِيحا

يعني عيسى بن مريم يقتل الدجال بنَيْزَكه؛ وقال شمر: سمي عيسى المَسِيحَ لأَنه مُسِحَ بالبركة؛ وقال أَبو العباس: سمي مَسِيحًا لأَنه كان يَمْسَحُ الأَرض أَي يقطعها. وروي عن ابن عباس: أَنه كان لا يَمْسَحُ بيده ذا عاهة إِلاَّ بَرأَ، وقيل: سمي مسيحًا لأَنه كان أَمْسَحَ الرِّجْل ليس لرجله أَخْمَصُ؛ وقيل: سمي مسيحًا لأَنه خرج من بطن أُمه ممسوحًا بالدهن".

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 01:40 ص]ـ

أستاذي الفاضل د. أبا أوس الشمسان سلمه الله،

صدقت أستاذي، ينبغي ربط كل حاشية لغوية تأثيلية بالتراث الثقافي أيضا، وأفعل ذلك في كتاب شارف على الانتهاء جمعت فيه طائفة كبيرة من الحواشي المماثلة.

كما نرى، حام أوائلنا كثيرا حول المعنى، وما أصابه إلا الأزهري بقوله:

(أعرب اسم المسيح في القرآن على مسح، وهو في التوراة مَشيحا، فعُرِّبَ وغُيِّرَ كما قيل مُوسَى وأَصله مُوشَى).

و (مشيخا) من السريانية لأن ألف المد في آخر (مشيخا) هي أداة التعريف في السريانية وليس من أصل الكلمة لأن الكلمة. وأما في العبرية فهو (مشيح)، ومعناه: "الملك المتوج بمسح رأسه بزيت الزيتون المبارك". وتتويج الملك بمسح رأسه بزيت الزيتون المبارك تقليد شرقي ضارب في القدم. ولا يزال هذا التقليد قائما في النصرانية لذلك يحلق الرهبان وسط رأسهم ويمسحونه بالزيت. ومن أسرار النصرانية الكنسية: "سر الزيت". وهذا كله بسبب "المسح". فالمسيح هو الملك المتوج على الجميع. ويكتسب الاسم بالنسبة إلى سيدنا عيسى عليه السلام بعد النبوة والصدق.

وأما اسمه عليه السلام فمشتق من الجذر العبري (يَشَع) ومعناه "فرّج، وسّع/ خلّص". ويجانس هذا الفعل تأثيليا أخاه العربي (وسع)، لأن كل ياء عبرية تكون فاء، تجانسها ـ تأثيليا ـ واو عربية تكون فاء أيضا (مثل: يلد = ولد؛ يصأ = وضأ؛ يهب = وهب .. ) ما عدا الأصول التي فاءاتها ياءات أصلية في كل الساميات مثل (يئش = يئس .. ).

أما (يسوع) الذي يستعمله العرب النصارى فإنه الاسم العبري ???? (= يِشُوَع) جعلوا شينه سينا في العربية ربما لأن السين أخف على اللسان من الشين.

وأما (اليسع) عليه السلام فهو نبي آخر واسمه في العبرية (إلِيَشَع = ?????????) وهو مركب فيها من: ??: إل (= الله) و?????: يَشَع (وَسّع، فرّج، أنقذ)، فيكون المعنى: (الله المنقذ). (ويجانس /إل/ في العبرية /إلّ/ في العربية. تأمل قوله تعالى: (لا يرقبون في مسلم إلا ولا ذمة) الآية، ثم قول أبي بكر الصديق وهو يصف "وحي" مسيلمة الكذاب: "إن هذا لشيء ما جاء به من إلّ".

وتحية طيبة عطرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير