تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

غَرِّدْ ففي العيدِ كمْ تحْلُو الأغاريدُ ** ياطائرًا رَقَصَتْ مِنْ لَحْنِه ِ البِيدُ

البيد ترقص من لحنه! فالبيد جمع بيداء وهي المفازة، وإن تجاوزنا عن غرابتها فلن نجد لها بعدا نفسيا عند الشاعر فيظهر في نصه أو عند المتلقي فيتأثر بها، فالصورة الشعرية تتكون من بُعْد حسي وبعد وجداني، ثم إنني أرى انفصالا بين شطري البيت وكأنهما بمعزل عن بعضهما، وآية ذلك أنك لو وضعت العجر مكان الصدر لاستقام الكلام والوزن والقافية وما شعرت من فرق، بل وربما استحسنته.

وازْرَعْ على شَفَة ِ الأجْيال ِقافيةً ** ما مَسَّها أبدًا هَمٌّ وتَسْهِيدُ

لفظة (ازرع) غير مناسبة للمعنى المراد، وإنما يوافقك لفظة كـ (انثر)، أما الزرع فشيء آخر لا يحسن هنا، فالزراعة تستدعي دلالات لا تناسب المعنى كالفلاحة و المشقة والجهد وانتظار الثمر وتعهده ...

ياسَيِّدَ الشِّعْرِ عَيْنُ العِيدِ ما دَمَعَتْ ** لكنَّ عَيْنَكَ خانَتْها المَواعِيدُ

ألم تقل: قافية ما مسها أبدا هم وتسهيد! إذن كنا نتوقع قافية مفعمة بالفرحة والسعادة والسرور لا دمع فيها ولا خيانة (لكنَّ عَيْنَكَ خانَتْها المَواعِيدُ) ولا وجع ولا أوجاع؟! لو لم تشترط على نفسك لكان في الأمر سعة، لاسيما وقد أبَّدْتَ الكلام وأكدته بلفظة (أبدا).

بَكَيْتَ في لُجَّةِ الأفْراحِ فانْطَلَقَتْ ** زَوارِقُ الدَّمْعِ تَحْدُوها التَّناهيدُ

هل تلك الكلمة بهذا المعنى وهذه الصيغة فصيحة؟

إنْ كان كافورُ لمْ يَمْنَحْكَ جائزة ً ** فقريتي بَذْلُها في الخيرِ مَعْهودُ

وقريتي في سَماء الشِّعْرِ رائدة ٌ ** وظِلُّها في دروبِ الحرْفِ مَمْدودُ

أولادُنا حَنَّكَتْهَا جِنُّ عَبْقَرِها ** فالشِّعْرُ في قريتي كَهْلٌ ومَوْلُودُ

البيت الثاني والثالث استطراد وحشو خارج وحدة القصيدة؛ لقد قلت في البيت الأول ما معناه: إن كان كافور منعك فإن قريتي المعروفة بالبذل العطاء ستمنحك، ثم قلت إنها مشهورة بالشعر فما علاقة ذاك بذاك؟ أم إن قريتك ستمنح ربَّ الشعر (المتنبي) شعرا؟!! ثم كيف تفخر بأن قومك شعراء في حضرة المتنبي وأنت تخاطبه؟! هل ستبذلون له العطاء أم ستفخرون عليه؟!

ياأيُّها الطَّائرُ المَحْكِيُّ معذرة ً ** العيدُ أُنْشُودة ٌ والكَوْن تَرْدِيدُ

رأيتُ هذا الطائر في بيتي المقدمة، ثم بحثتُ عنه اثني عشر بيتا فلم أجده، كنت أظنك ستناجيه وتناغيه وتنادمه، لا أن تتخذه وسيلة متكلفة للبدء والختام دون علاقة بالقصيدة.

تحياتي!

ـ[عكور]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 01:46 ص]ـ

قصيدة رائعة و أكثر ما أعجبني فيها ما أعجب أخانا أبا سهيل فهو بلا شك بيت لا يصدر إلا عن شاعر!

و لكني وجدت عليك في نفسي من هذا البيت الذي اقتبسته إن كان على ما فهمت , فإن لك الفخر و الاعتزاز بشاعرية قريتك و لكن لا يكن ذلك على حساب انتقاص غيرها من القرى ففي كل خير و الله أعلم بالمحسنين

شكرا لك على ذوقك وإعجابك أبا الطيب .. أما ما وجدته عليَّ فأظنك تعذرني إن علمتَ أن القصيدة قيلت في احتفال قريتنا السنوي بالعيد فلابد من أن أخصها بالذكر دون غيرها ولو شاركت القرى المجاورة معنا لكان لزاما علي ذكرها فالمناسبة ياأخي تحمل صفة الخصوصية بالقرية فقط ..

وفي كل خير كما ذكرتَ ..

ـ[عكور]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 02:12 ص]ـ

لا فض فوك

توقفت هنا غير معجب، وطرت طرباً بالباقي.

أخوك قارئ عادي جداً، لعلك تقبل رأيه ولا تشوه قصيدتك من أجله.

دمت في حفظ الله وتقبل مروري

مايزيدني رأيك ورأي غيرك إلا صلابة وقوة ووضوحا والأخ مرآة أخيه ..

البيتان يشيران إلى ماكانت تمتاز به قريتنا من وجود آبار يرد إليها الناس من كل القرى المجاورة فربما خانني حرفي في التعبير عن المعنى مع إنني لم أقف بعدُ على علة عدم إعجابك فلو أوضحتَ لي مافي نفسك ...

شكرا لك أخي ..

ـ[عكور]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 02:27 ص]ـ

لن أقول رائع فمعرفة أن عكور قائلها تكفي ليعرف الناس روعتها

ليس بأكثر من روعة وجودك ونفاسة جودك أيها الحرف المتوهج ..

ـ[عكور]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 11:10 م]ـ

السلام عليكم،

مرحبا بأخي الفاضل عكور

وعليكم السلام مرحبا بك أخي جلمود وكل عيد وأنت بخير ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير