[إني أموت (1)]
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[22 - 11 - 2008, 09:04 م]ـ
إني أموت
الشمس تؤذن بالمغيب وراء أفق لايبين
والليل يبلج بغتة يُطفي شُعاعًا من حنين
وحياتنا أكذوبة عاشت مع الوهم السنين
****
حزّمت أمتعتي فما كانت سوى شبح مخيفْ
يغتالني جهرًا ويطعن قلبي الغضَّ الوريفْ
وربيعي الجذلانُ صار بكفِّه أبدًا خريفْ
****
نجواي أيقظت الدُّجى وأثارت الفجر البعيدْ
بتنا نردّدها معًا فتبدّد الأمل الوليدْ
فأثرتها من خافقي سلوى لعُمرٍ لن يبِيدْ
****
إني انازع موتتي لكن لجُرحي لا اندِمالْ
والموت تحت وسادتي شبح يناديني: تعالْ
هيّا فعند الفجر سوف يهلُّ صبحٌ من ضلالْ
****
إني أموت وبدون مشنقة ولا حكم له حدّ الثبوتْ
وبدون ذنب غير أني كنت يومًا أعشق الحقّ الصموت
ولأنني آمنت أن الظلم أوهى من خيوط العنكبوت
****
قبري أعدّ لجُثة لم تستطب يومًا خَبَثْ
عطشت فما شربت فإن الماء مملوء رفثْ
بحثت عن الشرف المصون فقيل صار مع الجُثثْ
****
ظُلم القبور وما به ما راعني مثل الحياهْ
كلا ولا السوط المدوي لم تذلَّ له الجباهْ
لكنما دنيا الورى تغتالنا مثل الشياهْ
****
الزيف ينهش ما تبقّى من رصيد الذكريات
ويبدّل الأزهار شوكصا في زمان التُّرهات
أرقبه لكن كيف يحمي وكره الطيرُ المَوَاتْ
****
إني أموت وليس لي قدر يواسي مقلتي
وجراح أمتي الحزينة خنجرًا في مهجتي
وزوارق الأقدار تغرق في رمال المحنةِ
****
إني اموت وكنت أحلم أن أرى للحق عيدْ
يستطعم الطفل اليتيم ويرتشف دمع العبيدْ
ويكسر الصنم الذي ذلّ المشرّد والطريد ْ
****
لم تنقشع سُحْبُ الضلال فما لنا نرجو الهناءْ
والقهر يجثم فوقنا فنعيش في درك الشقاءْ
فإذا بنا موتى وصوت الحق قد ضاع هباء
يتبع
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[23 - 11 - 2008, 06:07 ص]ـ
مرحبا بالنحوي الشاعر أبي عمار
قصيدة جميلة لها فلسفتها في المعنى والبناء
تأخذ بلب الناقد فتأبى عليه إلا أن يعيد النظر مرة بعد مرة
وكل كرة تتجدد معها فكرة
قافية مقيدة ساكنة مسبوقة غالبا بحرف مد
وهذا توافق عجيب بين القافية والمعنى
فالموت سكون مسبوق بمد خافت مشوب بألوان من المعاناة
نظرة نقدية عاجلة
إني أموت وبدون مشنقة ولا حكم له حدّ الثبوتْ
وبدون ذنب غير أني كنت يومًا أعشق الحقّ الصموت
ولأنني آمنت أن الظلم أوهى من خيوط العنكبوت
(جميع ثلاثيات القصيدة قائمة على أربع تفعيلات إلا هذه الثلاثية فهي تقوم على خمس تفعيلات - أظن الواو في البيت الأول زائدة ولو حذفت لاستقام الوزن)
أرقبه لكن كيف يحمي وكره الطيرُ المَوَاتْ (أظن الوزن مكسورا)
وجراح أمتي الحزينة خنجرًا في مهجتي (لعل الصواب خنجرٌ بالرفع على الخبرية!)
وزوارق الأقدار تغرق في رمال المحنةِ
إني أموت وليس لي قدر يواسي مقلتي
لفظة القدر لها من القداسة والحرمة الشرعية ما يجعل في نفس أشياء من إقحامها في مثل هذه الصور من غرق ومواساة ونحوها
إني اموت وكنت أحلم أن أرى للحق عيدْ
يستطعم الطفل اليتيم ويرتشف دمع العبيدْ
ويكسر الصنم الذي ذلّ المشرّد والطريد
سترى ذلك العيد إن شاء الله
أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين
كن متفائلا كأبي سهيل:)
قصيدتك تحتاج إلى وقفات ولعلي أعود ثانية إن شاء الله
دمت نحويا مبدعا