[فلتهن بالمجد ..]
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 10 - 2008, 08:01 م]ـ
أُغالبُ الشوقَ والحشا ضرمُ = وأكتمُ الحزنَ والدموعُ دمُ
وأمتطي غربتي على وَجلٍ = وأكسرُ الطرفَ ثمَّ أقتحمُ
أصارعُ الخوفَ حين يأسرُني = وأدفعُ الشكَّ حين يزدحمُ
منذُ الفراقِ الأليم ما اكتحَلتْ = عيني بغمضٍ، ولا انجلى السَّقَمُ
ما أَلِمَ القلبُ من فراقِ أخٍ = كمثلِ ما كان عندَ بينِكمُ
ما سجنوا قلبك الشفيقَ ولا = عِلما رصينا يبثُّه القلمُ
فالقيدُ في معصمِ الحُرِّ حُلى = والعبدُ .. رحبُ الفضا له لُجُمُ
والعزُّ نورٌ – وإن بأقبيةٍ = والذّل ليلٌ نسيجُه الظُّلمُ
إن يحبسوا في صِفادهم بدنًا = فالروحُ تسمو برَكبِها الهِممُ
أو يكتُموا ذكركمْ بمعتقَلٍ = فعلمُك الثرُّ كيفَ يُكتتمُ؟
فاسعدْ بثوب السموِّ تلبسُهُ = ولتهنَ بالمجدِ أيها العَلمُ
قد أوشكَ الليلُ أن يغادرَكم = والصدعُ لا بدَّ سوفَ يلتئِمُ
ـ[فتح الله 12]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 05:42 ص]ـ
حياك الله أخي عصام
و ميمية جميلة الصور نبيلة المعاني
و متينة السبك رغم صعوبة البحر (بالنسبة لي على الأقل فهذا المنسرح
يرهقني النظم عليه: rolleyes: )
أظن أن الوزن قد اختل في هذا الشطر:
فالقيدُ في معصمِ الحُرِّ حُلى
بالضبط في كلمة (الحر)
دمتَ بخير و عافية.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 06:01 م]ـ
رغم صعوبة البحر (بالنسبة لي على الأقل فهذا المنسرح يرهقني النظم عليه
بارك الله فيك.
وهذا البحر عذب جدا، خاصة مع قافية المتكاوس. ولكنني قليل النظم فيه، لعدم اشتهاره.
ومن القصائد المعاصرة الجميلة على هذا البحر، قصيدة (ستون عاما وما بكم خجل) للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي.
والكلام في هذا البحر يطول، وكنت قد قرأت للأستاذ الطناحي كلاما عليه في بعض مقالاته، وذكر أن بعض الشعراء المعاصرين له ديوان كامل على هذا البحر!
أظن أن الوزن قد اختل في هذا الشطر:
بالضبط في كلمة (الحر)
دمتَ بخير و عافية.
كلامك صحيح، وهو من عدم المراجعة بعد كتابة القصيدة، فيقع في الذهن كلام، ويسبق القلم إلى غيره، ثم لا يكون التصحيح بعد ذلك.
والصواب:
(فالقيد في معصم الأبِيِّ حلى).
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 08:23 م]ـ
أبيات جميلة لم أتوقعها من مولع بالكلاسيكية
لديك صور جديدة ومبتكرة
ولكن لي تعليق على كلمة الحشا ...
هذه الكلمة لا تليق بالشعر والمشاعر فالحشاهو ما يحويه جوف الإنسان من أمعاء وغير ذلك
قد استعملتها يوما في أحد الأبيات لكن أحد أساتذتي عابها علّي وأإيد قوله بأقوال المعاجم
وقال لي بأن الشعر الشعبي يستعمل هذه الكلمة بمعنى القلب ولكنه غلط ظاهر
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 12:41 ص]ـ
أبيات جميلة لم أتوقعها من مولع بالكلاسيكية
هنيئا لك هذه القدرة الباهرة على تصنيف الناس (ابتسامة).
ولكن لي تعليق على كلمة الحشا ...
هذه الكلمة لا تليق بالشعر والمشاعر فالحشا هو ما يحويه جوف الإنسان من أمعاء وغير ذلك
قد استعملتها يوما في أحد الأبيات لكن أحد أساتذتي عابها علّي وأإيد قوله بأقوال المعاجم.
وقال لي بأن الشعر الشعبي يستعمل هذه الكلمة بمعنى القلب ولكنه غلط ظاهر
أقول: إما وهم الأستاذ في ظنه، وإما وهمتَ في النقل عنه.
والرجوع إلى المعاجم في مثل هذا غريب غريب غريب. فالحشا (وجمعه أحشاء) معروف المعنى لا يحتاج إلى تقليب المعاجم.
لكن العبرة باستعمال فحول الشعراء، فهم يستعملون هذه اللفظة (في المفرد والجمع)، كما يستعملون لفظ الكبد والقلب ونحوها.
وهل القلب إلا عضلة من العضلات، أو مضخة للدماء، فأين هذا من الشعر والمشاعر؟!
والشواهد على استعمال الحشا بهذا المعنى أكثر من أن تحصر، فهي تعد بالمئات.
أختار منها أبياتا للمتنبي فقط، لعلمي بأنك تحبه وتنتصر له.
يقول:
فقلْقَلت بالهمّ الذي قلقل الحشا ... قلاقِلَ عيسٍ كلهنّ قلاقِلُ
وهذا من شعره الذي انتُقد عليه كثيرا.
ويقول أيضا:
وغيْظٌ على الأيام كالنارِ في الحشا ... ولكنه غيْظُ الأسير على القِدِّ
ويقول:
فإن تك في قبر فإنّك في الحشا ... وإن تك طفلاً فالأسى ليس بالطّفل
ويشرحها المعري فيقول: (يقول: إن مت، ودفنت في القبر، فقلوبنا معمورة بذكرك، وأحشاؤنا محترقة بحزنك! فكأنك حال في قلوبنا، وإن كنت طفلا، فإن حزننا عظيم عليك!).
أما عن غير المتنبي، من المتقدمين والمتأخرين، فبحر خضم لا سبيل إلى حصره.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 10:52 م]ـ
بوركت أخي الكريم ...
إن يحبسوا في صِفادهم بدنًا = فالروحُ تسمو برَكبِها الهِممُ
أو يكتُموا ذكركمْ بمعتقَلٍ = فعلمُك الثرُّ كيفَ يُكتتمُ؟
أستفهام رائع ...