تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تسللتْ تلك الابتسامة الجانبية الحزينة .. على وجهه المكدود .. ، و طاف بذهنه شريط

ذكرياته .. أفراحه .. آلامه، أشجانه .. وأماله ...

طوي الورقةَ كأنما يطوي صفحةَ عمره، ككاتب سريع الملل "هذه الكاف تسمى الكاف الاستعمارية وهي اكثر ما يغضب النحاة في العصر الحديث"

، قرر إنهاءَ كتابِهِ سريعاً .. ، وضعها بحرص على

الوسادة، ضمَّ يدَه إلى شفتيه، و اعتصرَ قبلةً، وأرسلها في الهواء ..

تردد هنيهة، ... عادت ذكرياتُه .. تلحّ عليه .. كقطار .. يلهث ... للحاق بموعده ..

لكنه عزم أمره، "ربما تقصد حزم امره"

تسلل خارجا من الغرفة .. خارجا من المنزل .. خارجا من البلدة ...

إلى أطرافها المترامية ..

*******

لا يدري كم من وقت مرّ عليه .. و هو واقفٌ على هذه الحالة ... ساعة؟ ساعتان؟ لا يدري .. و

لا يهم ... !

كم تشتكي و تقول إنك معدم ... و الأرض ملك و السما والأنجم!

لماذا يتذكر هذا البيت الآن .. ؟!!

ربما تذكرَه لا إرادياً .. لِمَا يراه من منظر بديع ... الطبيعة الخلابة .... الحقيقة الخالصة .. بلا رتوش .. بلا تجمّل .. بلا نفاق ..

السماء صافية .. كذِهْنِ طِفْل ...

الشمس تطرق أبوابَ السماء .. على استحياء .. تستأذنُ في الدخول ..

زقزقة العصافير .. تَدْوي .. فَرِحَةً .. من هنا و هناك ..

لا تحملُ الهمّ!

تغدو خماصاً .. وتعود بطاناً .. !

تململَ في وقفته قليلاً .. فوقَ تلك الحافة .. فوقَ ذاك الجسر ..

وصفحةُ الماءِ .. تلمع .. كبساط مخملي .. ناعم .. لا نهائي .. نَثرتْ

عليه .. يدٌ عظيمة .. الاف الألئ ..

داعبت نسماتٌ رقيقةٌ .. خصلاتِ شعرِه الناعمة .. فتطايرتْ في خفة .. يمينا و شمالا ..

أحسّ بنشوة ..

مدّ ذراعيه على اتساعِهما .. أغلقَ عينيه في قوة ..

و من أعماق أعماق أعماقه صرخ ..

" رباه .. ليس هذا اليوم المناسب أبدا "

و ردد الكون صراخه ..

..........

ـ[أم أسامة]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 09:08 م]ـ

و ربما تكون الأخيرة:)

ولماذا تكون الأخيرة؟؟

واسمح لي أن أسألك لماذا تكتب؟؟

....................................................

أعتقد أنك أمسك القلم وأخذت تكتب دون أن تحدد فكرة القصة أو المحور الرئيسي فيها لذلك كان تركيزك على المعاني وتقصي كل أبعادها واضح ..

أكثرت من الصناعة البيانية وأن كانت تنساب بكل شفافية ..

ما كتبته جميل جدا وهو أشبه بخاطرة مليئة بالإحساس واستمتعت حقيقة بقراءته ..

وأستوقفتني هذه ...

لماذا يتذكر هذا البيت الآن .. ؟!!

بحق تجد نفسك في بعض المواقف تردد أحد بيت لباعث ما في نفسك ..

هذه التشبيهات جميلة جدا ..

السماء صافية .. كذِهْنِ طِفْل ...

وصفحةُ الماءِ .. تلمع .. كبساط مخملي .. ناعم .. لا نهائي .. نَثرتْ

عليه .. يدٌ عظيمة .. الاف الألئ ..

دمت مبدع

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 08:19 ص]ـ

شكرا لردك أخي بحر الرمل

و لم تجاوبني هنا .. أود حقيقة أن أتعلم ..

بالنسبة لقصتك لا تحمل فكرة ذات مدلول عميق الحدث في القصة القصيرة يجب ان يكون استثنائيا بمعنى أنه ليس كالمعتاد

و بالنسبة لـ (ككاتب) ما وجه الخطأ فيها ودمت معطاءا ..

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 03:39 م]ـ

شكرا لردك أخي بحر الرمل

و لم تجاوبني هنا .. أود حقيقة أن أتعلم ..

و بالنسبة لـ (ككاتب) ما وجه الخطأ فيها ودمت معطاءا ..

إنما عنيت أن الحدث الذي تتناوله القصة يستحب ان يكون حدثا غريبا ليس كالأحداث المتشابهة التي تجري لنا كل يوم

أي حدث استثنائي فيه مفارقة مثلا أو مفاجئة غير متوقعة

بالنسبة للكاف في ككاتب إذا كنت تقصد بها التشبيه فلا بأس بها

أما إذا كانت مثل الكاف قول العامة: أعمل كمدرس"

هذه الكاف دخيلة على اللغة العربية ويسمونها الكاف الاستعمارية

وقد ادخلها المترجمون نظيرا للحرف الإنكليزي " as"

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[05 - 11 - 2008, 09:23 م]ـ

بالنسبة للكاف فقصدت بها التشبيه

جزاكم الله خيرا يا أستاذ بحر الرمل على إفادتك

بارك الله فيك

ـ[محمد الخولي]ــــــــ[06 - 11 - 2008, 08:10 ص]ـ

قلمك راق وشعرك صاف وخيالك مقنع وسماء شعرك ممطرة

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[17 - 11 - 2008, 07:31 م]ـ

شكرا:)!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير