تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أمي الودود ... نِعم الأم العطوف ... الحنون ... الحانية ... الباكية ... أميرة الحب الزاخر ... وصاحبة الحنان الوافر.

تحية ... مملوءة ملأى بالمودة والإخلاص ... أرفع بها رأسي اعتزازا وافتخارًا ... بك وحدك ... لأني كنتُ موضع عنايتك في الصغر ... وأصبحتِ الآن موضع محبتي وإكرامي في الكبر ...

منتهى السعادة لدي أن أتذكر كلماتكِ اللطيفة ... وعواطفك الرقيقة ... وأحاسيسك الشريفة ... فينساب على جنباتي نُبل محتدك ... وسمو أخلاقك ... وفضل شِيمك ... وعلو همتك ... وأنتِ ممسكة بأهداب الفضيلة ومتكئة على التقوى ... ومعروفة بالرزانة ...

والدتي الرقيقة ...

حملتني الطائرة مبتعدة بي عن ملاعب الصبا، ومدارج الشباب ... ومهد الذكريات ... وعيناي شاخصتان إلى موطني الذي رنَّقت الشمس فوقه في الأفق ... ونثرت عليه لونها الذهبي ... فملأ الأفق طيفك ... وعلا الشمس خيالك ... وحجب السحب صدى صوتك ... فجاءت ... هذه الرسالة تحوي بين أسطرها العطف والحنان ... والشوق والعلوق ... والتشوق والاشتياق ...

إن قلمي يعجز عن وصف بعض ما أقاسيه من ألم بُعدك ... وأعلم إن أن هذا الأمر عليك عسير ... وعليَّ غير يسير ... فقد مضت أيامٌ كثيرة لم أحظ فيها برؤية طلعتك البهية ... وسماع نغمتك الشجية ... فياالله كم أنا ضعيف بدونك ... وكم أنا صغير بفقدك ... وكم أنا تائه بابتعادي عنك ... فاغترابي عنك خلف فراغًا كبيرًا لا يعوض ... في حياتي ... فقد كنتي كنت ملء السمع والبصر لي ... ياكل الأماكن ...

... إذا آويت إلى فراشي أتذكر حنانك وعطفك ..

فأقضي الليالي وصورتك تتراءى لي عبر خيوطه السرمدية ... فيزداد حنيني إليك.

وأرى الثريا وكأنها جبينك الطاهر ... فتشفي ما في صدري من شجن.

وأراقب النجوم التي تظهر لي فتكشف عن عيون تفيض دمًا ودموعًا ... وتترقب ساعة اللقاء بصبر.

آآآآآآآآآه ... كم تعذبني الذكريات ... وتقتلني الخيالات ... وتنتابتني الهواجيس ... وتتكاثر الأخيلة في ذاكرتي ... فتستبيحني الأوهام على مسرح الألم ... وتكشف الضلوع عن البوح العميق في نفسي ... وتفضح العروق المعاناة الدفينة في قلبي ... فالوحدة تقلقني ... والبعاد يكويني ... والاغتراب يحرمني كل متعة وهناء ... والشوق يلفعني بمزيد من اللوعة والأسى ... لمِا أكنه في قلبي من الود الصافي لك ... ولذا لم أتحمل فراقك بصبر وأناه ...... وما أعجز الحرف عن وصف ما اعتراني من حنين لاهج ... وانتماء لاعج ... خفّف منه شربي من لطائفك العذاب قبل شرب مياه النبع العذبة ... ونظري إلى وجهك الصبيح قبل النظر إلى البدر على صفحة الماء ... وغذائي بأخلاقك النبيلة قبل أكلي وشربي ... وما هذا إلا لسان حالي وأنا البعيد عن بلدي وأحبابي ...

والدتي الرؤوم ...

بم بما أن لبعدك صداه في نفسي، فإني لا أدري بأي عبارة أشكركِ ... ولا بأي كلمة أذكركِ ... فالقلم يعجز عن إيفائك ماتستحقينه من الشكر على جليل عملك ... وجميل عونكم ... وحسن تعاملك ... مما حقق لي فضلكِ ... و أعلمني قدركِ ... وأملكني وافر كرمكِ ... وأشعرني مبرتكِ ...

... وإني لأرجو المعذرة على تقصيري ... ولكن ثقي أنني ا أ حتفظ لكِ في قرارة نفسي بإعجاب فائق ... وتقدير عظيم ... وكم كنت أتمنى أن ا أ ستعير من شمائلكِ ثناء عليكِ ... كي أفيكِ حقكِ من الشكر.

ختامًا ......

أسأل الله لك دوام الصحة والعافية .. وحسن الحال ... وراحة البال ... ورغد العيش ... وأن يبقيك راتعة في رياض الغبطة ... وضالعة في سماء الحبور ....... ولي النجاح والفلاح.

ابنك المغترب

الأديب بدر

أخي الكريم الأديب:

وفقك الله وأدام عليك نعمة الوفاء والاعتراف بالفضل والمعروف وجعلك ذخراً لوالديك الكريمين، براً بهما وأنعم عليك بالرحمة والغفران والمرتبة العليا في الجنان.

خطاب رائع ومشاعر عميقة محبة للأم

اعذرني، وجدت بعض الهنات في ما قرأت فإن كنت ممن يحتمل النقد فاقبلها وما ذلك مني إلا لأني وجدت أسلوباً رائعاً ربأتُ به عن بعض الشوائب أن تشوبه

وإن لم تكن كذلك فاعذر تطفلي

(جليل عملك ... وجميل عونكم) أليس الأفضل أن نقول: جليل عملك وجميل عونك لتناسب طريقة الخطاب في بقية الجمل؟؟؟ ..

هل أشعر أن خطابك الماضي لأبيك فيه دفق أكبر من المشاعروالأحاسيس؟؟؟

ربما كنت مخطئة

والله أعلم

وفقك الله وسدد خطاك

ـ[الأديب بدر]ــــــــ[30 - 11 - 2008, 04:40 م]ـ

سلمت يمينك ....... وعذرا كتبتها على عجل ولم أراجعها ليقيني بوجود أصحاب النقد ورواد الإبداع أمثالك.

مودتي

ـ[صوت المخيم]ــــــــ[30 - 11 - 2008, 08:34 م]ـ

يا الله ما أروع وأعذب هذه الكلمات ..

حفظ الله لك والدتك الفاضلة وجعلها تاجاً فوق رأسك ..

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[01 - 12 - 2008, 02:03 م]ـ

الأم ما أجملها

فلا يُنشد فيها إلا الجميل

لله درك يا بدر كم هي جميلة

حروفك وصورك المُعطرة

التي تسلب الوجدان

نعم الأبن أنت بارٌ بها

ونعم الأم وكل أم بهذا

العالم المُترامي الأطراف,

لا فض فوك ولا قلمك

أخي الكريم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير