تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه الآية الكريمة ليست ناسخة لغيرها بل مبينة ومقيدة لغيرها ليس إلا فنحن لا نجبر الناس على الدخول في الإسلام ولكننا مأمورون بتبليغ دين الله تعالى لكل الناس أينما كانوا

ومن ثم فنحن مأمورين بإزالة جميع العقبات والحواجز التي تحول بيننا وبين إيصال هذه الرسالة للناس حتى يكون الدين كله لله

كما قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بُعِثْت بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي , وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه

ومع هذا فإن هذه الآية الكريمة ليست عامة بل من العام المخصوص فلم يقل أحد من علماء المسلمين بذلك

فهناك أنواع كثيرة من الإكراه قد أمر بها الشرع الحنيف

ومن ثم فإن الأكراه ينقسم إلى خمسة أقسام:

إكراه حرام وهو مثل إجبار غير المسلم على الدخول في الإسلام أو إجبار المسلم على معصية الله تعالى

وإكراه مكروه وإكراه مباح وإكراه مستحب وإكراه واجب (فرض) كإجبار المسلم على طاعة الله كالصلاة وإجباره على أداء حقوق الناس

ومن ذلك العقوبات فكلها تقوم على القوة ومنها إقامة الحد على المرتد

صحيح أننا لم نجبره على الدخول في الإسلام ولكنه إذا دخل حرا مختارا فيه فلا يجوز له تركه ومن ثم نعاقبه على ترك الإسلام كحد من حدود الله تعالى

فقد روى الترمذي عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا حَرَّقَ قَوْمًا ارْتَدُّوا عَنِ الإِسْلاَمِ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ». وَلَمْ أَكُنْ لأُحَرِّقَهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ». فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَقَالَ صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى الْمُرْتَدِّ. وَاخْتَلَفُوا فِى الْمَرْأَةِ إِذَا ارْتَدَّتْ عَنِ الإِسْلاَمِ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ تُقْتَلُ وَهُوَ قَوْلُ الأَوْزَاعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ تُحْبَسُ وَلاَ تُقْتَلُ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ.

وهذه العقوبة لها شروطها المحددة لها شرعا وقد تكلمنا عنها في شرح الحديث المذكور مفصلا

وهي ليست من باب السياسة الشرعية الذي يتغير بتغير الأزمان بل حد ثابت مقطوع به بإجماع العلماء

كما أننا في داخل دار الإسلام لا نسمح بالإلحاد والكفر بحجة حرية الرأي أو احتجاجا بهذه الآية الكريمة كما يحلوا لهؤلاء العصرانيين (المتفلتين) حيث إنهم يبيحون السماح بإنشاء أحزاب كافرة داخل دار الإسلام ويسمحون للملحدين والمبتدعين بنشر إلحادهم وفسوقهم باسم حرية الرأي تقليدا للغرب الكافر الضال المنحرف عن كل خلق قويم تحت مسميات مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان

وهذا مخالف مخالفة صريحة لدين الله تعالى وللغاية الأساسية من إرساله إلى الناس جميعا

قال تعالى:

(لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (التوبة:47) وقال تعالى: يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (27) سورة النساء

وقال تعالى عن دعاوى الكفار والفجار في كل زمان ومكان:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير