[مفهوم الجهاد في ظلال القرآن]
ـ[ abohamzahashhame] ــــــــ[16 Oct 2004, 09:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فإنه قد كتب الكثيرون عن الجهاد في سبيل الله قديما وحديثا، ولكن لم يبلغ أي واحد منهم ((فيما أرى)) أن تكلم عن آيات الجهاد في سبيل الله مبلغ الشهيد سيد قطب رحمه الله
وخير من كتب عن الجهاد في سبيل الله بأبعاده الشمولية من القدامى هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وقد جمعت من أقواله ثلاثة مجلدات ضخمة في هذا الموضوع وهو يغني عما سواه من كتب القدامى
بل لو جمعنا جل كتابات المعاصرين المتعلقة بالجهاد في سبيل الله لما أغنت عما كتبه ووصل إليه السيد رحمه الله
ومن ثم يجب علينا جميعا أن نقرأ ما كتب بدقة وبموضوعية تامة وعندها سندرك أنه المدافع الأول عن الإسلام والمسلمين في هذا العصر الذي أصبحت فيه الكتابات عن الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام ممسوخة ومحرفة
، فأول شيء مسخ فيه أنه نزع منه جهاد الطلب والمجمع عليه
يقول تعالى:
{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (29) سورة التوبة
وما زال يمسخ حتى أصبح الجهاد هو عبارة عن دفاع عن النفس ليس إلا
استنادا لقوله تعالى:
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة
وحتى جهاد الدفع هذا ما زال يمسخ حتى غدا المسلمون لا علاقة لهم بالمسلمين الآخرين الذين يذبحون على قارعة الطريق،
فمثلا لا علاقة لنا بما يفعله الكفار والفجار بإخوتنا في فلسطين أو العراق أو الشيشان أو كشمير فهم وحدهم مسئولون عن أنفسهم ولا علاقة لنا بهم
وهكذا حتى تفرد الأعداء ببلاد المسلمين واحدة تلو الأخرى
حتى غدا الجهاد في سبيل الله ممسوخا مسخا تاما في نفوس جيل التيه وجيل الهزيمة
وصار الجهاد عند الكثيرين منهم هو مقاطعة الببسي كولا!!!
وما شابه ذلك من تحريف لمعنى الجهاد الذي شرعه الله تعالى
بل أصبح جيل التيه من المسارعين إلى تحريف معاني آيات وأحاديث الجهاد في سبيل الله والاعتماد على بعض الأقوال الفقهية الشاذة حتى يبرروا ذلك
*****************
ومن ثم فما عليك أخي المسلم حتى لو كنت قد قرأت تلك الكتابات وتأثرت بها ما عليك إلا تقرأ ما كتبه الشهيد ((بإذن الله) السيد قطب رحمه الله لترى الفرق واضحا جليا كالفرق بين الثرى والثريا
إنك ستشعر بعزة الإسلام وبرفعة الإسلام وبعظمة هذه الرسالة الخالدة والتي لا يعادلها رسالة في هذه الأرض
*********************
يقول معرفا لماذا فرض الجهاد في سبيل الله:
إن بعض المغرضين من أعداء الإسلام يرمونه بالتناقض ; فيزعمون أنه فرض بالسيف , في الوقت الذي قرر فيه:
أن لا إكراه في الدين. .
أما بعضهم الآخر فيتظاهر بأنه يدفع عن الإسلام هذه التهمة ; وهو يحاول في خبث أن يخمد في حس المسلم روح الجهاد ; ويهون من شأن هذه الأداة في تاريخ الإسلام وفي قيامه وانتشاره. ويوحي إلى المسلمين - بطريق ملتوية ناعمة ماكرة - أن لا ضرورة اليوم أو غدا للاستعانة بهذه الأداة! وذلك كله في صورة من يدفع التهمة الجارحة عن الإسلام!. .
وهؤلاء وهؤلاء كلاهما من المستشرقين الذين يعملون في حقل واحد في حرب الإسلام , وتحريف منهجه , وقتل إيحاءاته الموحية في حس المسلمين , كي يأمنوا انبعاث هذا الروح , الذي لم يقفوا له مرة في ميدان!
والذي آمنوا واطمأنوا منذ أن خدروه وكبلوه بشتى الوسائل , وكالوا له الضربات الساحقة الوحشية في كل مكان! وألقوا في خلد المسلمين أن الحرب بين الاستعمار وبين وطنهم ليست حرب عقيدة أبدا تقتضي الجهاد!
إنما هي فقط حرب أسواق وخامات ومراكز وقواعد. .
ومن ثم فلا داعي للجهاد!
لقد انتضى الإسلام السيف , وناضل وجاهد في تاريخه الطويل. لا ليكره أحدا على الإسلام ولكن ليكفل عدة أهداف كلها تقتضي الجهاد.
¥