[المفصل في شرح آيات القتال في القرآن الكريم]
ـ[ abohamzahashhame] ــــــــ[29 Jul 2004, 07:56 م]ـ
المفصل في شرح آيات القتال في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فهذا كتاب فيه شرح مختصر لآيات القتال في القرآن الكريم وقد اعتمدت فيه على ثلاثة تفاسير فقط وذلك للاختصار وهي تفسير الإمام القرطبي رحمه الله من أجل استنباط الأحكام الشرعية من الآيات وتفسير الإمام ابن كثير رحمه الله من أجل التفسير الأثري للآيات وتفسير الظلال للشهيد سيد قطب رحمه الله من أجل أنه تفسير العصر والقلب النابض بالحق لكل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر 0 ((وخصصت كتابا آخر فيه خلاصة أحكام القتال في الفقه الإسلامي سيخرج بعد هذا بعون الله تعالى))
وبهذا نأخذ فكرة واضحة عن آيات القتال في القرآن الكريم حسب ترتيبها في القرآن الكريم
ولم أذكر إلا الآيات التي ذكر فيها القتال دون ذكر الجهاد لأن القتال أخص من الجهاد كما هو معلوم
وبهذا يتزود المسلم اليوم بالزاد الواجب عليه لهذا الدين ويحمي نفسه من شبهات المعوقين والمنهزمين والمثبطين والمنافقين الذين يأمروننا بترك القتال والاستسلام للكفار والفجار والطغاة في الأرض
وليعلم المسلم أن الإسلام ((والإسلام وحده)) هو دين العزة والكرامة والسعادة في الدارين وما سواه فباطل في باطل وهراء في هراء
*********
إن هذا الدين إعلان عام لتحرير "الإنسان" في "الأرض" من العبودية للعباد - ومن العبودية لهواه أيضاً وهي من العبودية للعباد - وذلك بإعلان ألوهية الله وحده - سبحانه - وربوبيته للعالمين. . إن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين معناها: الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها ; والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور. . أو بتعبير آخر مرادف: الألوهية فيه للبشر في صورة من الصور. . ذلك أن الحكم الذي مرد الأمر فيه إلى البشر , ومصدر السلطات فيه هم البشر , هو تأليه للبشر , يجعل بعضهم لبعض أرباباً من دون الله. . إن هذا الإعلان معناه انتزاع سلطان الله المغتصب ورده إلى الله ; وطرد المغتصبين له ; الذين يحكمون الناس بشرائع من عند أنفسهم فيقومون منهم مقام الأرباب ; ويقوم الناس منهم مقام العبيد. . إن معناه تحطيم مملكة البشر لإقامة مملكة الله في الأرض. . أو بالتعبير القرآني الكريم:
(وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله). .
(إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه. . ذلك الدين القيم. .). .
(قل: يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم: ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً , ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله. فإن تولوا فقولوا: اشهدوا بأنا مسلمون). .
ومملكة الله في الأرض لا تقوم بأن يتولى الحاكمية في الأرض رجال بأعيانهم - هم رجال الدين كما كان الأمر في سلطان الكنيسة , ولا رجال ينطقون باسم الآلهة , كما كان الحال في ما يعرف باسم "الثيوقراطية " أو الحكم الإلهي المقدس!!! - ولكنها تقوم بأن تكون شريعة الله هي الحاكمة ; وأن يكون مرد الأمر إلى الله وفق ما قرره من شريعة مبينة.
وقيام مملكة الله في الأرض , وإزالة مملكة البشر. وانتزاع السلطان من أيدي مغتصبيه من العباد ورده إلى الله وحده. وسيادة الشريعة الإلهية وحدها وإلغاء القوانين البشرية. . كل أولئك لا يتم بمجرد التبليغ والبيان. لأن المتسلطين على رقاب العباد , المغتصبين لسلطان الله في الأرض , لا يسلمون في سلطانهم بمجرد التبليغ والبيان. وإلا فما كان أيسر عمل الرسل في إقرار دين الله في الأرض! وهذا عكس ما عرفه تاريخ الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم - وتاريخ هذا الدين على ممر الأجيال!
¥