[حمل المفصل في شرح آية لا إكراه في الدين]
ـ[ abohamzahashhame] ــــــــ[30 Jun 2004, 08:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فإن الإسلام هو الرسالة الأخيرة الخاتمة لكل رسالات السماء والناسخة لها
قال تعالى:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33) ومن ثم فقد أوجب الله سبحانه وتعالى على الأمة الإسلامية الجهاد في سبيل الله تعالى لتحرير البشرية جمعاء من عبادة العباد ليكون عبيدا لله وحده لا شريك له ولإقامة العدل في الأرض ومنع الشر والفساد فيها
قال تعالى:
(قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29) وقال تعالى:
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) (البقرة:193) (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (لأنفال:39) ومن ثم لا بد من إزالة جميع العقبات التي تقف دون تحقيق هذه الغاية الرفيعة في الأرض حتى تصل هذه الرسالة العظيمة والخاتمة إلى كل الناس وعندها فلينظروا فيها بمحض إرادتهم دون ضغط أو إكراه من أحد وليختاروا ما يريدون فإن اختاروا الإسلام فبه ونعمت وإن أبوا إلا البقاء على دينهم السابق فليدفعوا الجزية للمسلمين وليتركوا من شاء الدخول في الإسلام منهم أن يدخل فيه
وهذه الآية التي نحن بصددها هي آية محكمة وهي قوله تعالى:
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {265} البقرة
تأتي في هذا الإطار الذي قلناه
ومعناها هنا أنها تحرم على المسلمين إجبار الناس على الدخول في الإسلام لأنه لا قيمة لمن يدخل مجبرا في الإسلام وقد عمل المسلمون بموجبها عبر تاريخهم الطويل في تعاملهم مع الناس
وقد ظن قوم محسوبون على الإسلام والمسلمين أن هذه الآية ناسخة لآيات الجهاد ((جهاد الطلب))
وكذلك ناسخة لكثير من الحدود ((كحد الردة)) على حد زعمهم باسم حرية العقيدة
وهذا التفسير الباطل لهذه الآية ليس مرده إلى علماء المسلمين من مفسرين وفقهاء معاذ الله
ولكن مرده إلى ثقل الواقع الذي يعيشه هؤلاء وانبهارهم بالحضارة الغربية ((التي لم تصدر للعالم سوى الشر والفساد والدمار))
فراحوا يؤلون النصوص الشرعية المحكمة تأويلات بعيدة عن مفهومها وغاية نزولها وبعد ذلك يدعون أنهم أصحاب فكر حر أو أصحاب الفكر الإسلامي العالمي أو أصحاب حوار الأديان
أو أصحاب حوار الطرشان 000
وما أكثرهم اليوم على الفضائيات العربية تحت اسم باحث في الفكر الإسلامي، باحث في حوار الحضارات، باحث إستراتيجي، باحث في 0000
وهؤلاء كما قال الله تعالى عنهم في كتابه العزيز:
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) المنافقون
وكذلك لا يجوز لنا شرعا إن كنا مسلمين (حقا) أن نلوي عنق النصوص الشرعية لتبرر هزيمة المسلمين وبعدهم عن دينهم الحنيف مهما أصابنا من فتنة وبلاء ومحنة
قال تعالى محذرا من خالف أمره:
(لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور:63) ومن ثم نقول:
¥